العدد 1839 - الثلثاء 18 سبتمبر 2007م الموافق 06 رمضان 1428هـ

ســواحلنا لنـــا

خولة المهندي comments [at] alwasatnews.com

رئيسة جمعية اصدقاء البيئة

مرت وقفة أطفال البحرين البيئيين على ساحل بلاج الجزائر عصر أول سبت منذ بدء الدوام المدرسي من دون وقفات تأمل أو استثمار بناء من قبل كتاب الأعمدة في البحرين. شارك بعض تلامذة المدارس وأحضر عدد من أولياء الأمور أبناءهم للمشاركة في رسم عبارة «سواحلنا لنا» على ساحل بلاج الجزائر. عبارة قصيرة بسيطة كتبت حروفها بالأطفال! وقف أطفال البحرين جنبا إلى جنب ليشكلوا العبارة كي يقرأها الحضور من أولياء أمورهم ومن حرص على الحضور من النواب والشوريين والبلديين والإعلاميين ونشطاء العمل الأهلي الوطني، وكي تنقل تلك الصورة عبر وسائل الإعلام وتصل لمن بيده أن يحقق لهم مطلبهم وأمنيتهم .

في طفولتي كنا نمضي ليالي نهاية الأسبوع أمام البحر، نلتقي هناك بأبناء خؤولتنا وأبناء خؤولتهم وبعض الأقارب الزائرين وبعض أبناء الجيران. كان الكبار يصطادون السمك وكنا نمرح ونلعب ونكون الصداقات مع أقارب لنا قلما نمضي معهم ليال غير تلك الليالي المميزة. أما أيام العطل فكثيرا ماكانت أختي الكبرى (أم عبدالرحمن) توقظنا عند الفجر لنصلي ثم ننطلق للبحر. نتمشى أولا على الساحل ونطارد الأسماك الصغيرة وسرطانات البحر، ثم نسبح في البحر. لا أكاد أذكر أي نشاط آخر كنا نقوم به هناك، لابد وأننا كنا نتاول إفطارنا هناك ولابد وأننا كنا نتحدث في أمور كثيرة ولعلها ما رسم بعض خطوط تلك العلاقات الجميلة بيننا حينها.

لا شك لدي أن لكل بحرينية وبحريني ذكريات مع البحر والساحل، عميقة ضاربة في تكوين شخصيته ومتداخلة مع هدوء نفسه وحبه للجمال والخير. لماذا كان البحريني الديلموني منفتح على العالم متقبل للآخر، لماذا كانت البحرين الغالية من مزيج من الشعوب والأقوام الذين أتوا من أماكن مختلفة بحثا عن الرزق ربما أو المغامرة أو الأمان والبركة؟ طيبة البحرينيين التي نعرف بها بين إخواننا الخليجيين، من أين اتت؟ لابد وأن لكل ثقافة روافد وأصول، وأنا أعلم يقينا أن جمال وعطاء البحر والساحل والعيون العذبة والنخيل كان له دور من أكبر الأدوار في صنع ذلك الرفد، ألا يقولون إن الإنسان وليد بيئته؟

كيف ستكون صفات وأخلاق وطباع الأطفال الذين ربوا وكبروا بين صفائح إسمنتية ولعبوا مع الآلات، ولم تلامس وجوههم وجلودهم وأرواحهم نسيم الساحل، ولم تلاعب أناملهم رمل الشاطئ ولم تتكحل أعينهم بمرأى الأسماك الصغيرة على الساحل ولا لمعة السلس النطاط، ولم تتدرب آذانهم على سماع حركات «شبح» الرشيقة وهو يخرج من مخبئه قاصدا البحر ليبلل صدفته قبل العودة إلى بيته الرملي من جديد؟ كيف ستنمو وتكبر الرحمة في نفس طفل لم يشعر بالنخلة والوردة ويفهم حاجتها للماء والعناية، ولم يحس بالأسماك والروبيانات الصغيرة الضعيفة على الساحل؟

كيف يكبر أطفال البحرين من دون أن يلعبوا على الساحل؟ كيف يكونوا بحرينيين بعد ذلك؟ كيف نتقبل فكرة أن الوصول إلى الساحل ليس حقا متاحا لنا جميعا بل إن علينا ولوج بوابات لأملاك خاصة من فنادق أو منتجعات أو نواد أو بيوت لأفراد كي نصل للبحر ونجلس على الساحل؟ أليست البحرين جزيرة (أرخبيل جزر في الواقع)؟ أليست الثروات جميعا ملك الشعب؟

وقفات كثيرة كان من المتوقع أن يقف عندها إعلامنا المحلي مساندة للأطفال البيئيين ومساندة لحق البحرين في سواحلها لاسيما ونحن نتحدث عن بلاج الجزائر ذلك الساحل الأخير من بقايا السواحل التي تقصدها العائلات البحرينية من كل البحرين بقصد الاستجمام والترويح ولقاء الجيران والمعارف والتمتع بالساحل والبحر.

أقف معكم هنا مع كلمة الأطفال البيئيين والتي ألقتها في فعالية «سواحلنا لنا» عضوة لجنة ريم بجمعية أصدقاء البيئة الطفلة القائدة غادة صالح العلي:

كلمة لجنة ريم

اسم البحرين مشتق من بحر اللؤلؤ وفرات الكواكب.

لا نقبل أن نحرم من بحرنا ولا نرضى أن يؤخذ منا الساحل الأخير المخصص لنا... لنا نحن... لا للشركات الخاصة ولا للأثرياء دون ســـواهم... و لكن لنا جميعا... نحن أطفال البحرين.

نقف هنا اليوم نحن أعضاء لجنة ريم نحن قادة البيئة الصغار... ممثلين عن كل طفل وطفلة من أرض البحرين الغالية... لنبتهل إلى الله أن يحفظ ما تبقى من سواحلنا... ولنناشد ملك البحرين ألا يسمح لأحدٍ أن يأخذ منا ساحل البلاج.

إقرأ أيضا لـ "خولة المهندي"

العدد 1839 - الثلثاء 18 سبتمبر 2007م الموافق 06 رمضان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 2:20 ص

      أصدقاء البيئة

      نرجع لهذه النقطة اليوم 21 أغسطس 2014 .. بعد سبع سنوات!!!

اقرأ ايضاً