العدد 1839 - الثلثاء 18 سبتمبر 2007م الموافق 06 رمضان 1428هـ

حبس جداول الزيادة !

عقيل ميرزا aqeel.mirza [at] alwasatnews.com

مدير التحرير

هي ليست جداول تكشف مواقع الترسانة العسكرية! وليست جداول بأسماء ضباط المخابرات والمباحث ! وهي ليست جداول بمواعيد اجتماعات ألوية الجيش والقيادة العامة لقوة الدفاع ! وهي ليست جداول بالمواقع الحساسة التي يترصد لها العدو! وهي ليست جداول بجرد عدد المقاتلات والمدرعات والدبابات، والقاذفات والغواصات وباقي الأسلحة الثقيلة ولا حتى الخفيفة، هي مجرد جداول توضح التعديل الجديد على الرواتب، إذا لماذا لا تزال هذه الجداول حبيسة أدراج الحكومة الحديد ورهينة أصفاد البيروقراطية المعقدة؟ ومتى سيتم الإفراج عنها من هذا السجن مادامت ليست سرا عسكريا يحرم الدستور الكشف عنه؟

يبدو أن الانتظار الطويل الذي أشبع الناس يأسا قبل إعلان الزيادة لم يكن كافيا، ولابد من تأديب أكثر من ستين في المئة من موظفي القطاع العام إضافة إلى 13 ألف معلم آخرين، وتلقينهم درسا مبرحا لا ينسونه أبد الآبدين، حتى يتعلموا كيفية النظر في الزيادات المقبلة، ويدركوا أن العجلة من الشيطان، وأن الصبر مفتاح الفرج !

ليس من ضروب المبالغة والتهويل ولكني لا أتذكر أنني دخلت مجلسا رمضانيا منذ أن هل هلال شهر الخير حتى اليوم، إلا وكان الحديث عن جداول الزيادة، وعن الغموض الذي اكتنف هذه الزيادة منذ أن أطلق سراحها، ولا أحد يعرف سر هذه الضبابية التي أحاطت وما زالت تحيط بها، وكأنها هلال يوم الخميس الذي حاصره الغبار من كل جهاته ولا يزال الصائمون فيه مختلفون!

في رحاب ارتفاع الأسعار التي حولت كيلو البامية من 300 فلس إلى دينار! والكوسة من 200 فلس إلى 700 فلس والطماطم من 150 فلسا إلى 600 فلس لا أحد يجهل ماذا تمثل الزيادة للناس، ولا أحد يجهل مدى التلهف لمعرفة مقدارها وكل تفاصيلها، فلماذا كان كل هذا التسويف في نشر تلك التفاصيل؟ خصوصا وأنه مضى على إقرار مجلس الوزراء للزيادة أربعة أيام، وقد ذكر بيان مجلس الوزراء أن الجداول تم إقرارها فلماذا قامت الجهات المعنية بتعطيل نشرها؟ والتعتيم عليها في الوقت الذي تدرك فيه تلك الجهات مدى تلهف الناس لمعرفة ما سيدخل في جيوبهم ليواجهوا به صواريخ الأسعار التي تسقط على رؤوسهم من دون أن تعترضها أية مضادات عدا الشجب والاستنكار الذي لم يزد تلك الأسعار إلا استعارا وتوهجا!

كل ما يتعلق بتحسين معيشة الناس هو في المقدمة بالنسبة إليهم، ولا بد من أن يوضع هذا الأمر في مقدمة اهتمام الحكومة، والبيروقراطية التي تعسكر أمام أبواب المؤسسات الرسمية يجب أن يتم تجميدها في تنفيذ تلك القرارات على الأقل، حتى تكتمل فرحة الناس لا أن تتحول أفراحهم إلى أتراح.

إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"

العدد 1839 - الثلثاء 18 سبتمبر 2007م الموافق 06 رمضان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً