اختتمت أمس فعاليات «أسبوع رواد الأعمال العالمي» الذي استمر من 17 حتى 23 نوفمبر/ تشرين الأول الجاري بمشاركة آلاف الطلبة من مختلف أنحاء العالم.

والتقى هؤلاء الطلاب مع زملائهم في الجامعات العاملة في البحرين بهدف تبادل الأفكار والآراء من أجل الوصول إلى رؤى مشتركة تشكل أرضية لانطلاقة الشباب نحو تأسيس أعمالهم الخاصة والولوج إلى عالم المال والأعمال من خلال مشروعاتهم الصغيرة والمتوسطة التي أصبحت تمثل دعامة أساسية مهمة لاقتصادات الكثير من دول العالم.

ومنذ اليوم الأول لفعاليات «أسبوع رواد الأعمال العالمي» والذي يعقد لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط بمبادرة من مؤسسة كوفمان، وتنظمه شركة O2 للاتصالات التسويقية، تم تقسيم الطلاب المشاركين إلى أربع مجموعات عمل، إذ انطلقت كل مجموعة إلى عدد من الجامعات والتقت مع طلابها وأجرت معهم نقاشات مستفيضة وحاول أفراد المجموعة التحاور مع الطلاب واستنهاض مخيلتهم من أجل الوصول إلى الأفكار المبدعة والمبتكرة لديهم وتجسيدها في فكرة مشروع جديد وفريد من نوعه.

وفي اليوم الأخير لأسبوع رواد الأعمال العالمي الذي استضافته جامعة (AMA) في العاصمة (المنامة) التقى أعضاء المجموعات الأربع مع المشرفين والمنظمين لهذا الحدث العالمي. وقامت كل مجموعة بعرض ما قامت به خلال الأسبوع والنتائج التي توصلت إليها وجرى بشأنها نقاش مستفيض عن الأفكار المقدمة والمشروعات المطروحة. وفي الختام تم اختيار الأعمال الفائزة وتكريم أفضل مجموعة أصحاب أعمال وأفضل صاحب أعمال, كما تم توزيع الشهادات التقديرية على جميع المشاركين وعلى الجهات الراعية لهذا الحدث الذي يجرى على مستوى العالم وتشارك فيها قرابة 70 دولة من مختلف دول العالم وشمل 11 ألف فعالية أقيمت في دول مختلفة حول العالم، من بينها دولتان عربيتان هما مملكة البحرين والمملكة المغربية.

وفي ختام «أسبوع رواد الأعمال العالمي» قال المدير التنفيذي لشركة O2 للاتصالات التسويقية محمد جهماني: «أبدى الشباب الذين وفدوا من مناطق مختلفة من دول العالم نشاطا منقطع النظير وعملوا جاهدين على مدى أسبوع للخروج بنتائج إيجابية ممتازة، وهذا ما هو مؤمل من الشباب دائما... أن يقدموا كل ما هو جديد ومفيد لأوطانهم ومجتمعاتهم، وقد كانوا عند حسن الظن بهم، إذ خرجوا بأفكار مبتكرة ومبدعة لإقامة مشروعات جديدة تعود بالفائدة على المجتمعات».

وأضاف: «لم يبخل هؤلاء الشباب بجهدهم وأفكارهم ومبادراتهم، فأطلقوا العنان لخيالهم للإبداع والابتكار والتميز، وأجروا على مدى أسبوع نقاشا فعالا ومفيدا عن هذه الأفكار فيما بينهم، ومع العديد من المختصين من قادة الأعمال وأصحاب الرأي، ومع نخبة من أصحاب الأعمال الملهمين الذين قاموا بدورهم بتقديم النصح والمشورة لهؤلاء الشباب بشأن أفكارهم وكيفية تحويلها إلى واقع».

وأوضح جهماني أن فعاليات «أسبوع رواد الأعمال العالمي» التي جرت على أرض مملكة البحرين حققت نجاحا غير مسبوق ووصلت إلى نتائج ملموسة سيكون لها الأثر الأكبر في دعم وتشجيع الشباب لإطلاق أفكارهم وتقديم مبادراتهم، والسعي إلى جعلها واقعا ملموسا بغية تغيير الواقع الحالي والانطلاق إلى آفاق رحبة في عالم المال والأعمال.

ودعا المدير التنفيذي لشركة O2 للاتصالات التسويقية الجهات المختصة والمؤسسات والشركات الكبرى وأصحاب الأعمال في جميع الدول العربية إلى «تقديم الدعم والتشجيع للشباب وتبني أفكارهم ومد يد العون لهم لتأسيس مشاريعهم وإتاحة الفرصة لهم ليسهموا إسهاما فعالا في بناء بلدانهم ونهضتها وتحقيق الرفاهية لمجتمعاتهم، فالشباب هم القوة المحركة والضامنة لمستقبل الدول ورفعتها وعزتها فعلى سواعدهم تبنى الأوطان وترتقي وبأفكارهم تزدهر الحضارة، فهم عماد الحاضر وأمل المستقبل فلا يجوز أن يتركوا يواجهون كل متطلبات ومصاعب الحياة بمفردهم من دون الوقوف إلى جانبهم ومد يد المساعدة لهم».

وأشار إلى أن توفير الفرص للشباب لتأسيس أعمالهم يحتاج إلى تضافر كل الجهود الحكومية وغير الحكومية من أجل خلق الفرص وفتح الأبواب أمام الأجيال القادمة وتوفير الدعم والتشجيع للشباب ليظهروا إبداعاتهم ويسهموا في نهضة بلدانهم ورفعتها.

وأشار جهماني إلى مشكلة البطالة في العالم العربي، إذ أضحت البطالة قنبلة زمنية تحاصر الشباب العربي بعد أن سجلت معدلاتها نسبة كبيرة تعد الأسوأ بين جميع دول العالم، ووصلت أعداد العاطلين عن العمل بين 10 و15 مليون شخص، وسط تقديرات بأن تصل إلى 25 مليون عاطل العام 2010، موضحا أنه لحل هذه المشكلة يقدر الخبراء ضرورة توفير 5 ملايين فرصة عمل لتقليص هذه النسب، وأنه إذا ما تم تبني الأفكار الخلاقة لدى الشباب من الجنسين وخاصة الفئة العمرية تحت 30 عاما فإن هذه الأفكار تسهم بشكل إيجابي في حل جزء ولو يسير من مشكلة البطالة، إذ ستوفر المشاريع التي يطرحونها إذا ما تم تبنيها ودعمها وجعلها واقعا ملموسا فرصا جيدة للعمل للشباب أنفسهم ولغيرهم ممن سيعملون في هذه المشاريع.

وأكد المدير التنفيذي لشركة O2 للاتصالات التسويقية أن تنظيم «أسبوع رواد الأعمال العالمي» في مملكة البحرين جاء بمبادرة من مؤسسة كوفمان التي تعنى برواد الأعمال، ووفر له الدعم عدد من المؤسسات ويعد أحد النماذج الهادفة لتوفير التشجيع للشباب وإتاحة الفرصة لهم للإسهام في تغيير واقعهم وأخذ المبادرة نحو التطوير والبناء.

وتقدم بالشكر للدعم الذي قدمته منظمة القيادات العربية الشابة لهذا الحدث العالمي الذي يسهم في خلق قيادات عربية جديدة تقع على عاتقها مواصلة المسيرة نحو التطور والرقي، وطالبت في الوقت نفسه الجهات الأخرى القيام بالدور الإيجابي نفسه الذي قامت به المنظمة. وخص بالذكر وسائل الإعلام بجميع فئاتها منها المقروءة والمسموعة والمرئية، إذ جدد الدعوة لها للقيام بدورها الصحيح وتسليط الضوء على مشكلات الشباب والاهتمام بالمشاريع التي يقدمونها، وإعطائهم الفرصة ليقوموا بدورهم الحقيقي في خدمة مجتمعاتهم.

من جانبه، أعرب الرئيس الأعلى لمؤسسة كوفمان الأميركية صاحبة المبادرة في إطلاق أسبوع رواد الأعمال العالمي جوناثان ارتمانز عن سعادته بالنجاح الذي حققته فعاليات أسبوع رواد الأعمال في البحرين، داعيا في الوقت نفسه المؤسسات الخاصة إلى الإسهام في دعم المجتمعات وتحقيق الرفاهية لبني البشر من خلال دعم وتشجيع الشباب واتاحة الفرصة لهم لتأسيس أعمالهم، مشيرا كذلك إلى الدور الذي تقوم به مؤسسة كوفمان التي تستند إلى تجربة ممتدة لأكثر من 12 عاما في مجال دعم ورعاية رواد الأعمال على مستوى العالم.

كما تحدث المدير العام لشركة ايه أي جيه (AIG) البحرينية أيمن العجمي، في الحفل الختامي لفعاليات الأسبوع الذي اختتم في المنامة فأعرب عن رضاه للنتائج التي تحققت خلال هذا الأسبوع، وأشاد بالأفكار المبدعة والمبتكرة التي قدمها الشباب وخاصة من طلاب الجامعات «الذين هم عماد الأمم وصانعو مستقبلها»، كما عبر. وجدد تأكيده على ضرورة تضافر كل الجهود من أجل توفير الدعم الكافي لرواد الأعمال العرب من أجل ترسيخ أقدامهم واثبات جدارتهم والإسهام في تطور بلدانهم.

هذا، وسيعقد القائمون على «أسبوع رواد الأعمال العالمي» لهذه الغاية اجتماعا في الولايات المتحدة الأميركية في مارس/ آذار 2009 لتقييم النتائج واتخاذ القرارات المناسبة لمواصلة المسيرة