العدد 1847 - الأربعاء 26 سبتمبر 2007م الموافق 14 رمضان 1428هـ

وهج اختزال القضايا في القصة القصيرة

«أسفار الجحيم» لأيمن جعفر

عبر الطاقة التعبيرية للقصة القصيرة وما تحتويه من تركيز في الأفكار والمعاني، والوهج الاختزالي الذي ينفتح على فضاءات وعوالم من الوعي والتعبير، لخص الكاتب أيمن جعفر عصارة افكاره ورسائله في مجموعته القصصية الأولى التي أعلن عن إصدارها حديثا في مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث تحت عنوان «أسفار الجحيم».

أيمن عبر عن القصة القصيرة ذاتها التي تعلق بها وكتبها بالقول: «إنني ما زلت أرى أنّ القصة القصيرة رغم التكثيف وقصر حجمها القدرة على التعبير عن الأشياء العظيمة والكبيرة في رقعة نصية صغيرة».

المجموعة التي تتألف من خمس عشرة قصة قصيرة، هي عصارة جهد أربع سنوات، يعدّها الكاتب سابقة من التنظير والتجريب، يحاول من خلالها تقديم صورة تعكس هذه النظرة، إذ يرى أنّ النص الغني هو النص، حمّال الأوجه، الذي اشتغل على بنائه على عدّة مستويات اجتماعية ونفسية وفلسفية وفكرية، وهو ما أفضى بالضرورة إلى خلق عدّة ممكنات قصصية، إذ يقول: «إذا كان العمل الأدبي يقدّر نجاحه بمقدار ما يحدث من أثر قبل أي شيء آخر، فإني أقول مطمئنا إنّ القصة القصيرة ترتكب ذلك وبفنية عالية، ولا سيما إذا أحكم القاص سبك القصة فكرة ومضمونا وتقنية ولغة».

وظف أيمن في مجموعته القصصية مجموعة من التقنيات واللغة الشعرية التي هي بوصفه «فعل حضور دال وفعل جمال في آن واحد»، إذ قام بإعادة صياغة خمس من قصصه التي كان يكتبها عند بداياته في الكتابة العام 2003، حرصا منه على مصداقية التوثيق.

الكتاب صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، وضمن مبادرة مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث باسم (الإصدار الأوّل) التي يدعمها قطاع الثقافة والتراث الوطني لتنشيط الحركة الإبداعية في الوسط الشبابي بمملكة البحرين، وتحفيزهم على لملمة تجاربهم ونشرها عبر المشروع الذي حقق تطورا ملموسا ولافتا على صعيد نشر المعرفة والثقافة الجادة في السنوات القليلة الماضية.

يقول جعفر «الكتاب لم يكن ليحمل اسم أسفار الجحيم، إذ كان من المفترض أنْ يحمل اسم مرافىء السهر، إلا أنّ القصة - أسفار الجحيم - فرضت نفسها موضوعا وتقنية، إذ كانت أقوى قصص المجموعة، ولخصت موضوع يمس الثقافة العربية والإسلامية، إذ قدمتها كملخص يختزل مجموعة من التصورات حول المذاهب الفكرية المختلفة، وكيفية الانتقال بإختلافاتها واختزالها في قالب قصصي، إذ فضلت القالب القصصي على الترميز».

ويجد أيمن أنّ التاريخ والتراث يجب النظر إليهما فكريا وليس في صورة وقائع، مضيفا «غامرت في أسفار الجحيم بأن جعل نسق القصة ليس متماسكا، ولكنه كان تجميعا لفترات زمنية طويلة، ومن هنا لابدّ من البحث عن تقنية تحقق هذه اللحمة».

«حينما درست تقنيات القصة القصيرة عبر الأدب العربي والعالمي، وجدتها لا تفي القصة حقها، ومن هنا كانت عملية البحث عن تقنية أخرى، وهذه التقنية استغرق التفكير فيها مدة أكثر من مدة صياغة القصة، إذ وضفت تقنية الأجندة التي تشيع بإسم (حدث في مثل هذا اليوم)».

يضيف أيمن قائلا «وجدت في هذه التقنية اختزال للزمن، وأيضا اتاحت لي جرعة موضوعية لأدلل على عمق المعنى، فقمت باختيار تواريخ معينة، وأحداث مهمة وقعت فيها، وثم قمت بتصديرها، لتأتي بعدها تتمة القصة».

العدد 1847 - الأربعاء 26 سبتمبر 2007م الموافق 14 رمضان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً