مازالت المسلسلات المحلية التي تعرض في شهر رمضان متراجعة من ناحية الطرح والتناول، وكذلك في بعض الجوانب الفنية، فقد اعتاد المشاهد البحريني على الاستعداد قبل بدء الشهر الكريم لاستقبال قضايا مكررة، ومن شاكلتها تعاطي المخدرات، والخيانة، واستجداء عطف الغني لتزويج ابنته لشاب فقير (كحيان)، وملاحقة الفتيات، وقائمة أخرى يطول الحديث فيها. على رغم إيماننا بأن المجتمع يعاني من قضايا تحتاج إلى تسليط الضوء عليها والإمعان فيها، فإننا أيضا نعتقد أن هناك جوانب إيجابية تستحق أن تنال نصيبا من مسلسلاتنا التي لا تدخل على النفس إلا الكآبة والحزن والضجر.

البحريني مثقل بالهموم التي لا يمكن حصرها، وعلى رأسها محدودية الراتب وكثرة الديون وأزمة السكن وارتفاع الأسعار والبطالة، وبالتالي ليست لديه مساحة ليستوعب مآس أخرى، بل على العكس هو ينتظر ما ينسيه معاناته ويسلبه منها، وهنا يجب أن تتصدر البرامج الترفيهية والكوميدية. للأسف أن لدينا بعض المؤلفين يدعون أنهم من الكتاب منذ سنوات، ولكن إذا جئت لنصوصهم فستجدها بالية ومبنية على قصص عرضت في العام السابق والذي قبله وليس فيها أي جديد، سوى الدموع والصراخ والعويل. الدراما الخليجية تحقق قفزات ملحوظة على أيدي كوادر بحرينية، بينما الدراما المحلية تتراجع عاما بعد الآخر، وإذا علمنا أن الأخيرة تقتصر على شهر وحيد بينما الخليجية مستمرة على مدار العام، سندرك مدى مستوى هذا التراجع.