العدد 1849 - الجمعة 28 سبتمبر 2007م الموافق 16 رمضان 1428هـ

«سقف العالم»... رد حضاري على الإساءة للرسول الكريم

يعرض على شاشة الفضائية اللبنانية للإرسال (LBC) طيلة أيام شهر رمضان المبارك المسلسل الدرامي التاريخي المعاصر «سقف العالم». بطولة قيس الشيخ نجيب، وسلاف فواخرجي، وبيار داغر، ونجاح سفكوني، ومنى واصف، وديما قندلفت، وجيني إسبر، وسوسن ميخائيل، ومصطفى الخاني، ونادين خوري. وإخراج نجدة أنزور.

وهذا العمل هو رد حضاري موثق بلغة الفن على تطاولات بعض الدنماركيين على مقدّسات المسلمين ومحاولاتهم الإساءة إلى النبي محمد (ص ) وهو رسالة ملخصة باتجاهين، رسالة إلى العرب المسلمين كي يتذكروا من هم وكيف كانوا، ورسالة للمتطاولين من الدنماركيين كي يتذكروا من هم وكيف كانوا.

وفي الحكاية أن نارا الفتاة العربية السورية تحضّر لتقديم رسالة دكتوراه في قسم الدراسات الشرقية في جامعة كوبنهاغن عن الآثار الاجتماعية والثقافية لرحلة أحمد بن فضلان إلى الدنمارك قبل ألف وثمانين عاما. تتلقى نارا خبر صدور الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي الأعظم في صحيفة دنماركية، فتقرر هي وصديقاها خالد ووضاح القيام بإصدار بيان لتفنيد المزاعم الواردة في الرسوم ويدعون لمؤتمر صحافي خصوصا بعد أن يبرر رئيس وزراء الدنماركي نشر الرسوم بكون حرية التعبير مصانة في الدنمارك.

بعد قراءة البيان في المؤتمر الصحافي تقرر نارا أنْ تفضح زيف شعار حرية التعبير في الغرب الذي يستخدم كحجة لإهانة النبي العظيم، فتعلن مجموعة من الحقائق تفجّر فيها سلسلة من الفضائح الواحدة تلو الأخرى وتتحدّى فيها كل وسائل الإعلام لنقل كلامها. منها على سبيل المثال رفض إحدى الصحف الدنماركية نشر بعض الرسومات التي تتناول شخص السيد المسيح لاعتقادها بأن القرّاء لن يستسيغوا هذه الرسومات. ومنها أيضا منع الصحف الدنماركية من التعليق على موت ملك الدنمارك، الذي نتج عن إصابته بأمراض جنسية نتيجة علاقاته الشائنة.

الحكومة الدنماركية التي تقدّس حرية التعبير، منعت الصحافيين من الإشارة إلى السبب الحقيقي المشين لموت ملك الدنمارك الذي قد يكون محترما من قبل خمسة ملايين دنماركي، لكنها تسمح بحجة حرية التعبير، لصحافيين آخرين بأن يلفقوا الأكاذيب عن النبي محمد (ص) الذي يحتل مكانة مقدّسة في قلوب وعقول مليار وثلاثمئة مسلم!

في اليوم التالي من المؤتمر الصحافي، تلتقي نارا أستاذها المشرف على رسالة الدكتوراه وتطلب منه إجراء تعديل على موضوع رسالتها بحيث يصبح (ابن فضلان من بغداد إلى روثغار). عندها يدرك الأستاذ أنها تريد من خلال تغيير العنوان إجراء مقارنة بين واقع الناس في عاصمة الدولة الإسلامية التي كانت في أوج ازدهارها آنذاك وعاصمة الدنماركيين التي كانت بدائية ووثنية.

لكن أستاذها يقنعها بالعدول عن رسالة الدكتوراه ويشجّعها على استعادة كتاب ابن فضلان وإعادة صياغته على شكل رواية. فتقرر نارا أنْ تعود بعد أيام إلى دمشق وتشرع في كتابة مسلسل تلفزيوني.

على المنحى التاريخي بطل المسلسل هو أحمد بن فضلان، كاتب شاب من بغداد تتجسّد في شخصه حالة الخلافة وثوران الثقافة وهو يعشق فتاة جميلة لكن قبل الزواج منها يوفده الخليفة المقتدر ضمن أسفاره إلى بلاد الصقالبة التي تقع في مكان ما، على شاطئ نهر الفولغا. يدوّن ابن فضلان كلّ ما يمر به في رحلته الطويلة المليئة بالأخطار.

كما يصف ما يراه من عادات الشعوب وأعاجيب البلدان. قبل وصول السفارة إلى غايتها ببضعة أيام تمر القافلة بمعسكر لقبيلة من الشماليين الإسكندنافيين تعسكر على شاطئ نهر الفولغا ويرغم على مرافقتهم - بناء على أوامر عرّافتهم - في رحلة إنقاذ إلى بلاد الدانز (الدنمارك) حيث يعيش مع الشماليين ويخوض معاركهم ضد الفاندالز «آكلة لحوم الموتى».

وهكذا يضع ابن فضلان كتاب مغامراته مع الشماليين يرصد فيه مختلف مناحي عيشهم وتفاصيل حياتهم اليومية بعد أن يصبح مشبّعا بتقاليد الشماليين ويحب واحدة منهم. وما أن يسمح له الملك بالرحيل يودّع ابن فضلان محبوبته ومن بقي من رفاقه، وينطلق في طريق العودة إلى حبيبته العربية بعد أن قام برحلة فريدة إلى سقف العالم.

العدد 1849 - الجمعة 28 سبتمبر 2007م الموافق 16 رمضان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً