العدد 1869 - الخميس 18 أكتوبر 2007م الموافق 06 شوال 1428هـ

نعم عرفنا من «أين تؤكل الكتف» ولكن «مو كل مرة تسلم الجرة» يا إيفان

بعد موقعة الأوزبك... نقاط وملاحظات نتمنى أن تجد طريقها لمذكرة إيفان

الوسط - المحرر الرياضي

مرحلة جديدة دخل فيها منتخبنا الأولمبي لكرة القدم بعد فوزه الثمين على منتخب أوزباكستان بهدفين نظيفين في الجولة الرابعة من التصفيات النهائية المؤهلة لأولمبياد بكين 2008، ليضع هذا الفوز الأحمر على مرمى نقطة واحدة فقط عن متصدر المجموعة الثانية المنتخب الكوري الجنوبي والذي سقط في فخ التعادل مع المنتخب السوري من دون أهداف في ذات الجولة، ليتقلص الفارق الذي يفصل منتخبنا الأولمبي عن المنتخب الكوري الجنوبي إلى نقطة واحدة فقط قبل مرحلتين من نهاية التصفيات الأولمبية.

وبهاتين النتيجتين اختلطت أوراق المجموعة الثانية وأصبحت المنافسة رسميا منحصرة بين منتخبنا وكوريا بعد ابتعاد المنتخبين الأوزبكي والسوري وخروجهما من المنافسة، وربما تشهد الجولة المقبلة انقلاب الصورة من خلال اعتلاء منتخبنا كرسي الزعامة والصدارة لهذه المجموعة وخصوصا أن المنتخب الكوري الجنوبي مدعو لمواجهة صعبة على أرض منتخب أوزباكستان في حين سيستضيف منتخبنا المنتخب السوري هنا في المنامة، ما يصب في صالح منتخبنا، على أمل تعثر المنتخب الكوري من جديد سواء بالتعادل أو الخسارة، ليتزعم منتخبنا المجموعة قبل المواجهة المرتقبة للأحمر الأولمبي مع «شمشون آسيا» المنتخب الكوري شهر ديسمبر/ كانون الأول المقبل هناك في سيئول.

تلك هي حظوظ منتخبنا في التأهل لأولمبياد بكين 2008 الصيف المقبل والتي انتعشت بعد انتهاء المرحلة الأولى من جولة الإياب والتي كشفت عن النوايا والأحلام الحمراء التي يتمناها كل محب وعاشق لهذه المملكة الغالية، لتلوح في الأفق أضواء بكين لمنتخبنا على أمل تحقيق أول إنجاز لكرتنا البحرينية والتي انطلقت وبدأت مسيرتها منذ نصف قرن عندما تأسس اتحادنا الكروي العام 1957

عرفنا من أين تؤكل الكتف

وعودة لمباراة منتخبنا الأولمبي مع المنتخب الأوزبكي، فإن منتخبنا لم يقدم المستوى المقنع والذي شاهدناه من قبل في المباريات الماضية وظهر بصورة أقل ما يقال عنها أنها مهزوزة، إذ لم يكن الأداء الذي قدمه منتخبنا في المباراة على قدر الطموح والأمنيات ولكن لاعبي الأحمر قدموا لنا عربون «السكوت» عندما عرفوا «من أين تؤكل الكتف» وحققوا الأهم والمهم والمطلوب منهم من هذه المباراة وبدرجة امتياز عندما حصدوا النقاط الثلاث ليستمروا في مسيرتهم ومشوارهم خلف المنتخب الكوري الجنوبي، بل انهم شددوا الخناق عليه واستثمروا الهدية الثمينة التي قدمها لهم المنتخب السوري الشقيق بعرقلته للمارد الكوري بالتعادل معه هناك في دمشق.

مع اعترافنا أنه لم يكن الأداء مهما بقدر ما كانت النقاط الثلاث هي الأهم من هذه المباراة، ولكن يجب علينا الاعتراف أيضا ومع إدراكنا الكبير للتأثيرات الإيجابية للعرض والأداء الذي يقدمه أي منتخب وخصوصا للمحبين والعاشقين لوطنهم، ويجب ألا ينسينا الفوز والانتصارات التي نحققها عن الأخطاء التي ترتكب في المباريات من أجل تداركها، وفي مقالنا هذا نحاول تسليط الضوء على بعض من أهم النقاط والانطباعات التي استخلصناها من المباراة لنتعرف عليها علها تجد صدى في مذكرة إيفان والقائمين على منتخبنا الأولمبي، وتتلخص هذه النقاط في ما يلي:

مو كل مرة تسلم الجرة

اتضح وبصورة كبيرة وجلية أن مدرب منتخبنا إيفان ينتهج أسلوب وطريقة لعب متشابهة في كل مباراة يخوضها منتخبنا سواء على ملعبنا أو خارجه، وهي طريقة تعتمد في المقام الأول على الشق الدفاعي من خلال إغلاق المنطقة الخلفية وتأمينها بأكبر عدد ممكن من اللاعبين، ومن ثم شن الهجمات المرتدة السريعة والتي يقودها 4 لاعبين إلى 5 وهم ثنائي المقدمة إن وجدا في التشكيلة الرئيسية وهما جيسي جون وإسماعيل عبداللطيف، ومن خلفهما يأتي فتاي بابا توندي في منطقة الوسط كصانع ألعاب، وعلى الأطراف «النمر» عبدالله عمر بانطلاقاته المكوكية ورحلاته العابرة بالإضافة إلى حمد فيصل الشيخ.

تلك هي الخلطة التي يسير عليها منتخبنا في غالبية مبارياته، مع إضافة بعض «الرتوش» التي ربما يأتي بها بعض لاعبي منتخبنا «اجتهاديا» أو «فرديا»، ولا يمكننا أن نلوم إيفان لانتهاجه هذه الطريقة طالما أنها تؤتي ثمارها وأكلها وتحقق لنا الفوز وهو المطلوب، ولكن يجب عليه «إيفان» أن يحاول تطوير إمكانات اللاعبين في محاولة منه لإيجاد الحلول فيما لو غاب أحد هذه العناصر لظروف قاهرة، وإلا فإن الأمور ستبدو صعبة على منتخبنا.

وما يؤخذ على إيفان إفراطه الكبير في اللعب بحذر دفاعي مفرط وتكبيل حركات بعض اللاعبين في الملعب وتلقينهم المهمات الدفاعية فقط من دون الحاجة لمهماتهم الهجومية، ما يجعل منتخبنا أسيرا لتراجع غير محمود، وهو ما كان في مباراة كوريا عندما بدأنا بذات الأسلوب وقبلنا هدفا في شباكنا ولم نستطع تعويضه حتى نهاية المباراة، وإلى إيفان نقول الجملة المعروفة «مو كل مرة تسلم الجرة».

استهتار واستعراض وعدم انضباط

من الأمور السلبية التي شاهدناها خلال مباراة أوزباكستان وجود تسيب وعدم انضباط عند بعض اللاعبين وخصوصا في الربع ساعة الأخير، ويمكننا أن نطلق على هذه الحال استهتارا وعدم انضباط تكتيكيا، ومن دون الدخول في أسماء اللاعبين إلا أن الجميع شاهد الحال التي كان عليها منتخبنا في الدقائق الأخيرة من خلال التمريرات والاستعراضات التي لم يكن لها داع أصلا، وهو أمر غير محبب أن نشاهده في المباريات المقبلة وخصوصا أنها تخدش الصورة العامة لأداء منتخبنا وتشوهه، وعلى إيفان والجهاز الإداري لفت أنظار اللاعبين لهذه الأمور وأن المباراة 90 دقيقة لا تنتهي بمجرد ضمان النتيجة بل أنها تمتد حتى إطلاق صافرة النهاية.

لطيف لم نتعود أن يكون ضعيفا

تلك نقطتان عن الأداء العام لمنتخبنا أو بمعنى آخر عن الأداء الجماعي للأحمر الأولمبي والمتعلق بالجوانب التكتيكية والفنية، ونقطتنا الثالثة هذه تتلخص في الأداء الفردي لبعض اللاعبين، فما شاهدناه من البعض في المباراة لم يرتق إلى المأمول، وسأخص بالذكر هنا المهاجم إسماعيل عبداللطيف الذي لم يقدم ما نطمح إليه وكانت غالبية انطلاقاته «فاشلة» وهو أمر لم نتعوده منه، وكانت حسنته الوحيدة هو الهدف الأول لمنتخبنا في المباراة والذي أهدى فيه الكرة على طبق من ذهب لجون ليسجل منها، عدا ذلك لم نشاهد منه تحركاته المزعجة وغابت فاعليته الهجومية، والغريب أنه ارتمى في أحضان المدافعين الأوزبك واستسلم للرقابة الدفاعية لتغيب شمسه عن المباراة، وعلى إسماعيل أن يعوضنا عما فاته في المباريات المقبلة سواء مع منتخبنا الأولمبي أو الأول، فنحن لم نتعود من لطيف أن يكون ضعيف.

وثاني اللاعبين هو اللاعب الشاب جمال راشد والذي كان ممرا آمنا وسهلا للأوزبك في الجهة اليسرى وخصوصا في الشوط الأول، في حين تحسن أداؤه في الشوط الثاني، وربما نعذره في ذلك لاختلاف المركز الذي يلعب فيه من مباراة إلى أخرى سواء مع ناديه أو منتخباتنا الوطنية، ولكن عليه مراجعة حساباته إن أراد أن يكون كما صرح به سابقا «رزاق النسور».

المدرجات خاوية على عروشها

إنه لأمر مخجل أن نرى منتخباتنا تلعب وتخوض مبارياتها من دون وجود دعم وحضور جماهيري، فمن غير المعقول أن يتواصل الجفاء من الجماهير وعليها الحضور وتشجيع أبناء مملكتنا للوصول إلى الغايات والأهداف التي يتطلع إليها الجميع، وعلى مسئولي الاتحاد البحريني لكرة القدم إيجاد وسيلة لضمان حضور جماهيري كبير في المباريات المقبلة لمنتخباتنا وألا يكتفي بتوجيه الدعوات المجانية للجماهير والتي أثبتت عدم جدواها، وعليه التحرك سريعا في هذا الاتجاه من خلال إيجاد الجوائز والحوافز التي تجلب الجماهير البحرينية للمدرجات. وعودة لمباراة الأوزبك فإننا نقول أن اللاعبين أوفوا بالوعد ولكن الجماهير تخلت عن العهد والواجب الوطني لتظل مدرجات ملعب استاد البحرين الوطني خاوية على عروشها وتأن لفراق عشاقها وعشاق الأحمر.

وأخيرا نختم ملاحظاتنا بالقول انه من الضرورة بمكان ألا يسمح مسئولو ولاعبو الأحمر الأولمبي لهذا الفوز في أن يجعلهم يتعاملون مع المباراتين المقبلتين وخصوصا المقبلة مع المنتخب السوري بشيء من التكابر أو التراخي أو الاستسهال، وأن يحرصوا على أن ينظروا إليها بذات الصورة التي ينظرون من خلالها إلى أية مباراة أخرى، وألا يلتفتوا أو يفكروا في المباراة الأخيرة أمام المارد الكوري الجنوبي إلا بعد نهاية المباراة المقبلة، وبعدها لكل حادث حديث.

العدد 1869 - الخميس 18 أكتوبر 2007م الموافق 06 شوال 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً