العدد 2274 - الأربعاء 26 نوفمبر 2008م الموافق 27 ذي القعدة 1429هـ

فايروس الـ (BTC) أصابني

وباءٌ ذاعَ صيته يسببه فيروس متقلب اسمه العلمي (BTC) (كلية البحرين للمعلمين)، طرح نفسه بين خريجي الثانوية ولكن باسمٍ مستعار هو (Secure future) ما جعل فئة كبيرة من الطلبة تجري وراءه سعيا للإصابة به إذ وجدوا فيه علاجا نافعا وفعالا ضد مرض العطالة المتفشي في البحرين.أما الفئة الأخرى وجدت فيه طموحها الذي ترنوا إليه.

منذ المرحلة الثانوية وجدت من التعليم ضالتي التي أسمو لتحقيقها ومازاد رغبتي في ذلك هو وفود الكثير من المدرسين الأجانب للتعليم في البحرين والذي يعجز الكثير منهم عن إيصال الفكرة للطالب.

أخذت رغبتي وإصراري في أن أكون معلما تنمو يوما بعد يوم كلما تقدمت أكثر في المرحلة الثانوية وها أنا على بعد خطوات من التخرج ، وهاهي الحملة الترويجية لكلية المعلمين تعرض سلعتها في مدرستنا وبين طلبة التوجيهي. من تلك اللحظة وهي تتردد في ذهني، فقررت أن أبذل قصارى جهدي لبلوغها.

سعيت لها متحدياُ كل العثرات التي تحول بيني وبينها، تنازلت عن البعثة التي كانت كل طموحي وهي أيضاُ للتعليم المقدمة من وزارة التربية والتعليم لأجلها، وأخيرا... وصلت إلى خط النهاية لأكون من المئة طالبٍ الظافرين بها.

بدأ العام الدراسي وبدأت أعراض الفيروس بالظهور وهاهي تصيب الطلبة بالذعر إذ أخذت بتحطيم معنوياتهم شيئا فشيئا، خصوصا عندما وجدوا أن الحملة الترويجية كانت كاذبة.

أمضيت شهري الأول وأنا مقاومٌ لأعراض الفيروس حتى تلك اللحظة التي سمعت فيها مالم أسمعه قط عن كلية المعلمين، إذ إن برنامج البكالوريوس لكلية المعلمين مخصص لتدريس المرحلة الابتدائية فقط، وكان كل أملي وطموحي أن أكون مدرسا للمرحلة الثانوية على رغم أني في المقابلة الشخصية التي قامت بها الكلية ذكرت لهم ذلك، وذكرت أيضاَ أني لا أريد أن أكون معلما للمرحلة الابتدائية ، وتم تأكيد كلامي بأن كلية المعلمين تخرج مدرسين للمراحل الثلاث، فما مبرر ذلك؟

هل هو خطأ إعلامي كما برّر بعض مدرسي الكلية كلغة الدراسة في الكلية؟ وهل نحن الطلبة ضحايا تلك المبررات؟

منذ تلك اللحظة بدأت طموحاتي بالتشقق وبدأ الفيروس في استغلال ضعفي وهاهي الأعراض قد توالت بالظهور، حاولت علاج حالتي بشتّى الطرق ولكن من دون جدوى، تعاطيت عدة مضادات حيويّة ولكن من دون فائدة إذ كان الفيروس متقلب يتقلب من شكل لآخر. عانيت كثيرا بحثاَ عن مهرب يخلصني مما أنا فيه ولكن لم أجد إلا أبوابا مغلقة أمامي.

بعد صراعٍ مرير وبعدما انهارت كل معنوياتي... ها هي أزهار الربيع تبتسم أمامي من جديد مبشرة بحصولها على الدواء، ولكن لحصولي على الدواء يجب علي إحضار إفادة انسحاب من مقر الفيروس نفسه.

تقدمت بإنسحاب من الكلية مطالبا بالإفادة، لكني لم أجد سوى المماطلة من الجهة المعنية، ولهذا اليوم لم أحصل عليها، على رغم كل ذلك يطالبون بالرواتب التي لم أشم حتى رائحتها!

وأيضا في جامعة البحرين لا يمكنني تغير تخصصي وموظفو التسجيل في الجامعة لا يعرفون الآلية التي بها يتم نقلي من الكلية الى التخصص، والتخصص الذي سأنقل إليه ربما «لا توجد شواغر» على رغم أني متفوق!

ضاعت سنة دراسية كاملة وبعثة من وزارة التربية ولا أعرف معوِّضا لذلك إذ ستجد الجهة المسئولة ألف مبرر ومبرر، ولكني أكتب هذا المقال رسالة مني إلى الجيل المقبل وخصوصا من يفكر في دخول كلية البحرين للمعلمين.

راشد عيسى راشد

العدد 2274 - الأربعاء 26 نوفمبر 2008م الموافق 27 ذي القعدة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 2:37 م

      ؟ّ

      بالعكس .. المفروض انك تدري انها بس للأبتدائية اذا درست اربع سنوات .. و كل مادرست اكثر فيها تقدر توصل للمرحلة اللي تخليك توصل لأن تكون معلم للمرحلة الثانوية ..
      لو فعلت انت تحديت الصعاب عشان توصلها ما كانت اي معلومة بسيطة مثل هذي فاتتك لان الكل يدري بها !!!! .. تبغي توصل للثانوية ..
      تابع دراستك لان مثل ما قلت الانسحاب مستحييييل ..

    • زائر 1 | 8:12 ص

      حالي من حالك

      حالي من حالك أخوي .. الفرق أني دخلت جبراً وإنسحابي الآن من المستحيلات .. ليس الا لعدم قدرتي في القيام بذلك.

اقرأ ايضاً