العدد 1882 - الأربعاء 31 أكتوبر 2007م الموافق 19 شوال 1428هـ

قيادات المعرفة المستقبلية

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

سئم الشباب العربي من الخليج إلى المحيط السلبيات التي تنفث عليهم هنا وهناك حتى أصابت حركتهم في النهاية بالشلل والعجز. ابتداء من ملف البحث عن العمل وصولا إلى تحقيق التطلعات والأحلام التي تراود مخيّلة الشاب والشابة بحثا عن تحقيق الحلم في أن يكون له أو لها دور في تحويل الفكرة إلى إبداع، والمعلومة وصولا إلى معرفة، فغياب الاستراتيجيات الجادّة لاحتضان طموحات ومبتكرات الشباب العربي هو واحد من الأسباب الرئيسية التي أدّت إلى تباطؤ تحقيق أيّ شيءٍ لهذه الشريحة.

غير أنّ المبادرات التي أطلقتها مؤسسة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في دبي منذ أيام في مؤتمر المعرفة الأول، متجاوزة بذلك كلَّ المخاوف والهواجس، هي محاولة مهمة لردّ اعتبار الفكر والإبداع للمفكرين والمبدعين في العالم العربي، وهي بداية لتحقيق حلمه وحلمها في نشر كتاب، أو تنفيذ عملٍ علميٍّ أم فنّيٍّ، إلى احتضان العلماء والموهبين، وكلِّ مَنْ له طاقة في العطاء، من أجل المعرفة التي تنصبُّ لصالح الجميع دون استثناء.

إنّ ما يمنع الدول العربية من التقدُّم باتجاه المجتمع المعرفي ليس في نوعية رأس المال البشري ولا حتى في قلة عدد مواطنيها ولكن الاحتمال الأكبر هو أنّ العقبات تنشأ من ضعف البيئة التي تمكّن السياسات العلمية التي يجري اتباعها كالذي جاء في ورقة البروفسور أنطوان زحلان والتي أكد فيها أنّ «تطوُّر مجتمع المعرفة يعتمد على تكوين جماعات علمية وبحثية تؤدّي وظيفتها بشكل فعال وكذلك المجتمعات المرتبطة بها، وتكوين هذه المجتمعات يعتمد على قدرة الأعضاء على الانتخاب الحر لقادتهم، وأساس الانتخاب هو المكانة الفكرية التي يتمتع بها العضو وتميزه، والأنشطة التي تقوم بها هذه المجتمعات يحكمها الأعضاء الذين انتخبوا على هذا النحو. ومن دون حرية الاتصال والانتخابات الحرة من جانب نظرائهم، فإنه ليس من الممكن إيجاد مجتمعات علمية وبحثية لذلك فإنّ مسئولية تقويتها ينبغي أن ترفع من مكانة أعضائها».

هذه دعوة مفتوحة جاءت من إمارة دبي لتحمل مسئولي خلق وإعداد قيادات المعرفة المستقبلية من خلال إطلاق طاقات الشباب التي أصبحت في غالبها ضحية التطرُّف والتشدُّد وذلك بسبب الفراغ أو الإحباط الذي في كثير من الأحيان يدفعهم إلى الهجرة... ومن يدري فقد تعيد هذه الإمارة الخليجية عصور العرب الذهبية مع الفكر والأدب والترجمة كما كانت على عهدها في بغداد إبّانَ حقبة الدولة العباسية وخصوصا أنّ الشيخ محمد بن راشد تحدّى مجتمع الثقافة العربي بإعلان نيّته ودعواه إلى إصدار مؤسسته ألف كتاب سنويا حتى تكون في متناول الجميع.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 1882 - الأربعاء 31 أكتوبر 2007م الموافق 19 شوال 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً