العدد 1884 - الجمعة 02 نوفمبر 2007م الموافق 21 شوال 1428هـ

يتربى في عزو

انتهى شهر رمضان ومازال مسلسل «يتربى في عزو» يفرض نفسه على مقالات النقاد في الصحف المصرية وبعض الصحف العربية، على حين مازالت أغنية المسلسل التي أداها هشام عباس الأكثر انتشارا بين أغنيات مسلسلات رمضان وأصبحت عبارة «حماده يا جاااااااامد» على كل لسان، بعدما حقق المسلسل شعبية أعادت إلى الأذهان مسلسلات الفنان يحيى الفخراني الضاربة مثل «أوبرا عايدة» و «عباس الأبيض في اليوم الأسود».

الفخراني أكد سعادته بالاستقبال الذي حظي به «حمادة عزو» لدى الجمهور، مؤكدا أن جمهور رمضان من الصعب إرضاؤه والحصول على الإجماع منه، بالتالي إن أي نجاح خلال رمضان فهو نجاح مضاعف، مشيرا إلى أنه قال لزملائه خلال التصوير إن هذا المسلسل من النوع الناجح جدا أو الفاشل جدا، لا وسط بينهما، فإما أن يشعر الجمهور بعدم أهمية الموضوع ويتعامل معه باستخفاف، وإما العكس وهو ما تم بحمد الله، حيث شعر الجمهور تدريجيا بأن المعاني التي يقدمها المسلسل أعمق من العلاقة النادرة بين «حمادة عزو» و «ماما نونا».

ويضيف الفخراني «قلت لزملائي كذلك إن فشل المسلسل سيكون مسئوليتي بمفردي؛ لأن الشخصية هي محور الحوادث، بل إن البعض يطلق على العمل (حمادة عزو) بالتالي لو أفلتت مني الشخصية فسينهار البناء الدرامي بالكامل حتى لو كانت هناك شخصيات أخرى نجح ممثلوها في الأداء، والدليل على ذلك أن نجاح (حمادة عزو) لا يكتمل من دون الأداء العبقري للفنانة الكبيرة كريمة مختار وهو ما حدث مع كل أبطال المسلسل، الذين فوجئ الجمهور بمستوى مميز لهم حتى المخضرمين مثل سامح الصريطي وأشرف عبدالغفور ظهرا كمن يمثل للمرة الأولى، كذلك ياسر جلال وانتصار».

وعن شخصية «حمادة عزو» تحديدا قال الفخراني إن مصر والعالم العربي بهما الملايين من «حمادة عزو» مع اختلاف التفاصيل، والذين نقدوا الشخصية في البداية، سرعان ما شعروا بأنهم قابلوا النموذج نفسه مع تعديلات مختلفة هنا وهناك، فنحن نعاني من انتشار الكسالى والمتواكلين، الذين يعتمدون على الغير في تسيير شئون حياتهم، سواء كان الغير هذا، الأم أو الزوجة حتى الأبناء، ألم نسمع عن أب يجلس في المنزل وينتظر الرزق من أولاده، وفعلا بعد مرور عدة حلقات بدأ الجمهور يتعامل مع «حمادة» باعتباره شخصية حقيقية. صحيح أنه كانت هناك مبالغات في رسم الشخصية ولكنها مبالغات فنية هدفها توصيل الفكرة إلى الجمهور الذي تصاعد اهتمامه بالمسلسل حتى وصل إلى الذورة في حلقة وفاة «ماما نونا».

وعن هذه الحلقة تحديدا يقول الفخراني: «كنت خائفا جدا من ردة فعل الجمهور، إلى درجة أن البعض داخل المسلسل وخارجه طالب بتغيير النهاية الحزينة قبل عرضها، ولكن كان هناك إصرار على تلك النهاية؛ لأنها كانت الوسيلة الوحيدة لاقتناع الجمهور بأسباب الصحوة التي حدثت لـ(حمادة) بعدما مر بمواقفَ كثيرة لم يفق بسببها من غفلته».

وعلى رغم حالة الحزن التي شعر بها الناس وكانت حديث الصحف والبرامج التلفزيونية، فإن الفخراني يراها علامة نجاح؛ لأن تأثر الناس بوفاة «ماما نونا» وحزن «حمادة» عليها هو أكبر دليل على تغلغل المسلسل في مشاعر الناس، وأشاد الفخراني بأداء الفنانة الكبيرة كريمة مختار، مؤكدا أنها كانت الخيار الأول والوحيد في مرحلة الترشيحات لشخصية «ماما نونا»، وأنه طالب بسرعة التعاقد معها؛ لأن اعتذارها كان يعني تأجيل المسلسل.

في النهاية، قال الفخراني إن سعادته في رمضان هذا العام مزودجة؛ بسبب نجاح زوجته لميس جابر مؤلفة في مسلسل «الملك فاروق»، منتظرا بفارغ الصبر بدء تصوير فيلم «محمد علي» حتى لا يعتذر عنه كما اعتذر عن «الملك فاروق» قبل عشر سنوات بسبب التأجيل المستمر، فيما يعود الفخراني إلى المسرح حاليا من خلال تجسيد شخصية «الملك لير».

نورهان عبدالله

العدد 1884 - الجمعة 02 نوفمبر 2007م الموافق 21 شوال 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً