العدد 1898 - الجمعة 16 نوفمبر 2007م الموافق 06 ذي القعدة 1428هـ

أحمد الجميري... صوت بحريني من ذهب

رحب بنا بـ «ياهلا باللي لفاني» وسامرنا بـ «تو النهار»

شهدت فترة الستينات من القرن الماضي بزوغ الكثير من الأصوات الغنائية الخليجية التي شكلت منعطفا مهما في تاريخ الأغنية الخليجية. وشكلت تيارا فنيا رائدا كان أحد أسباب تخطي الأغنية حدودها الجغرافية ووصولها إلى الجمهور العربي في كل مكان.

تزخر البحرين بعشرات الأصوات الغنائية الرائعة، وبعد جيل الرواد الأوائل الذين أسسوا للأغنية البحرينية أمثال محمد بن فارس وضاحي بن وليد ثم محمد زويد، برز عدد من الأسماء التي أخذت طريقها نحو الشهرة والأضواء، ومن هؤلاء أحمد الجميري الذي يعد اليوم واحدا من أهم الأصوات الغنائية الخليجية.

بدأ حياته الفنية بكفاح وهمة لا تلين، واستطاع أن يصنع لنفسه اسما لامعا بين الأسماء البارزة، وبفضل موهبته الفذة وصوته المميز صعد سلم الشهرة بخطوات واثقة.

برزت موهبة الغناء لديه منذ أيام الطفولة وعلى مقاعد الدراسة كان يردد أغاني أشهر المطربين في البحرين والوطن العربي، خصوصا المطرب عبدالحليم حافظ، وساعدته الظروف كثيرا للكشف عن موهبته عندما احتضنه مدرس اللغة العربية الذي أعجب بصوته وقدمه في برنامج إذاعي يهتم بالهواة. وكان البرنامج هو الخطوة الأولى له في مشوار الغناء.

تشجيع

لم يكن التشجيع الذي وجده أحمد الجميري من مدرس اللغة العربية في العام 1962هو الوحيد، بل نال تشجيعا من المطربين البارزين الذين وجدوا في أدائه تميزا وتوقعوا له المزيد من الشهرة.

أستاذ اللغة العربية عتيق سعيد قدمه في ركن الهواة من خلال عدة أغان كان يرددها الجميري، وبعد ذلك احتضنه مطربون كبار وشجعوه للمضي قدما في رحلة الفن كما كان لأصدقائه دور كبير في تشجيعه على المضي في طريق الغناء.

أغنية

لم تستمر مرحلة تقليده للمطربين وترديده أغانيهم فترة طويلة، إذ إنه في العام 1964 قدم أغنيته الأولى «أسمر ولاقاني» من كلمات الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة وألحان الثنائي عيسى جاسم وأحمد الفردان، وشق طريقه بعد ذلك بخطى ثابتة، واختيارات مدروسة حتى أنه خلال عشرة أعوام لم يقدم سوى 25 أغنية بواقع أغنيتين في العام الواحد، وهذا يدل على التأني في الاختيار، قدم عدة أغان نالت الاستحسان خصوصا أغنية «المسافر» التي نالت شهرة واسعة نقلته إلى مصاف نجوم الأغنية الكبار، وقدم أيضا أغنية «يا مرحبتين كبار». وفي العام 1974 غنى في ختام دورة الخليج لكرة القدم فزادت شهرته، وبدأ انطلاقته الخارجية واستثمر نجاحه بشكل كبير من خلال تقديم الكثير من الأعمال المهمة.

أيقن الجميري أن الدراسة الأكاديمية مهمة لصقل موهبته وزيادة معلوماته وانفتاحه على فنون عربية أخرى، وقد حقق خلال دراسته في معهد رمسيس الكثير من النجاح، خصوصا عندما التقى بعدد من المؤلفين والملحنين الكويتيين ما أسهم في انتشاره بشكل واضح وقد تعاون في تلك الفترة مع أسماء كويتية بارزة مثل الشاعر الغنائي محمد التنيب والملحن عبدالله بوغيث إلى جانب الملحن الكبير عبدالرزاق العدساني، وقد أثمر تردده على الكويت عن تعاونه مع أسماء بارزة قدمت له ألحانا ناجحة حيث تعاون مع بدر بورسلي، خالد الزايد، مبارك الحديبي وغيرهم.

شهرة

شهرة الفنان الكبير أحمد الجميري لم تأت فقط من مجرد كونه مطربا متميزا يحسن اختيار الأعمال التي يقدمها وحسب، بل من كونه ملحنا ساهم كثيرا في تطوير اللحن الخليجي سواء من خلال الألحان التي قدمها عبر أغانيه، أو عبر الألحان التي قدمها لغيره من الفنانين، إلى جانب كونه أيضا باحثا في التراث الغنائي لاسيما فن الصوت في الكويت والبحرين. وله في هذا المجال الكثير من المحاضرات والأبحاث التي غالبا ما يجمع فيها بين البحث كمادة والتجريب من خلال تقديم نماذج حية عن نتائج ذلك البحث.

وقدم الجميري الكثير من الاغنيات الرائعة مثل «يالزينة ذكريني»، «رفاعية»، «خضر نشلك»، «يا سرب طيور»، «يا ليلة دانة، «هلا باللي لفاني»، «ربع الوفا».

كما قدم تجربة مهمة من خلال أغنية «شويخ من أرض مكناس»، وقدم أيضا «اسأل لياليكم»، «خمس الليالي».

وللفنان القدير أحمد الجميري تجربة مهمة في تقديم الصوت إذ أعاد غناء الكثير من الأصوات القديمة بأسلوب مطور ومن ذلك «يا علي صوت بالصوت الرفيع» التي تعد واحدة من أهم ما كتب الشاعر محمد بن لعبون. وهي الأغنية التي قدمها عدد من المطربين الآخرين منهم صالح الحريبي وسلامة العبدالله وغيرهم، وتعاون مع عدد من الاسماء البارزة على صعيد التأليف الغنائي مثل الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة وعبدالرحمن رفيع وغيرهما.

في السنوات الأخيرة ابتعد المطرب أحمد الجميري عن الساحة الغنائية، ولم يقدم جديدا لانشغاله بالبحث، وأيضا لعدم وجود ما هو جديد، لكن عشقه للأغنية جعله يعود إلى الساحة من جديد وتحديدا في العام، 1997 إذ أعاد تقديم مجموعة من أبرز أعماله الناجحة مثل رفاعية، تو النهار، وتعاون مع عدد من الشعراء مثل راشد الدوسري، علي عبدالله خليفة وفهد عافث وبعض الملحنين مثل عبدالرب إدريس، وصالح الشهري، وقد شارك في مهرجان القرين الثقافي في العام 1998 من خلال حفل غنائي كما سجل بعض أغانيه للتلفزيون. ساهم بصوته الجميل في إنجاح الكثير من الأوبريتات الغنائية الوطنية، كما مثل بأغنياته المميزة البحرين في مهرجان جرش 2007.

العدد 1898 - الجمعة 16 نوفمبر 2007م الموافق 06 ذي القعدة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 2:09 م

      من أروع الأصوات

      قل أن نجد مثل هذا الصوت الرخيم ناهيكم على الأداء الرائع المحترف
      بدأت أستمع إليه منذ أكثر من 20 عاما من خلال كاسيتات كنت أطلبها من زملاء من البحرين حينها
      ومازلت مستمعا لهذا العندليب
      ربنا يحفظه فتازمن لايجود بالأفضل
      وأتمنى أن يزور اليمن يوما

اقرأ ايضاً