(أ) منذ أن طلع علينا هذا الصوت النقي البهي الأبي، وهو يحلق بأكثر من جناح. له في الشعر غاية أبعد من اللحن ونثرالقوافي. هو في البعيد الأسمى من المعنى، يحيلنا إلى قدرة ملفتة على صوغ الكثير من مشاعرنا، وما لم نجرؤ على البوح به.

دخيلك لانبت غرسي تلم الورد بأغصانك

أمانه وأن قسا ليلي تعانق لهفة أشواقي

تداعب قلبي لْمغرم وتملكني بوجدانك

أذا مال الزمن فيني وملّ القلب ترياقي

محال أني أعافك وأرتحل عن جنـّة أوطانك

محال أني أعاكس خطوتك واقطع بك وْثاقي

حبستك في سما عمري وفاض الكون بألوانك

تنور ليلي الدامس وتسكن في ذرى أعماقي

وشلتك في حشا روحي وصار القلب عنوانك

ومرجحتك على صدري وذاب الحلم بآفاقي

سخافه لوهجرتك واستلذ العشق نسيانك

وأنا موتي على حظنك بدايةْ لحظة أشراقي

تعال أسكن مواعيدي وابعثر غيمة أحزانك

تعال أشرب حنيني وارتمي في عين خفاقي

قبل لاياخذك بعدي وتتمادى بعصيانك

قبل لاينثني عزمي وتنشف منك أرياقي

أحبك لورحل عمري ومات العشق بأحظانك

واحبك لوتكاثر في غرام الوقت أرهاقي

هنا وردك هنا عطرك هنا نسمات ريحانك

هنا حلمك هنا طيفك هنا تلويحة أعناقي

هنا بوحك هنا شوقك هنا ترنيمة الحانك

هنا صبحك هنا ليلك هنا تاريخك الباقي

غرورك لوسكن عشقي وجفّ اليوم هتانك

محال أني أدوس الجرح وأطلق فالهوى ساقي

ولو نبعك سقا غرسي وفاح اليوم رمانك

بقول أنك عسل عمري وطيف ٍ يسكن أحداقي

(ب) شوقي العامري رقم صعب وشاعر سيأخذ مكانه اللائق به في الصفوف الأمامية من حركة تبشّر بالكثير من المختلف والمغاير والباعث على الدهشة.