العدد 1911 - الخميس 29 نوفمبر 2007م الموافق 19 ذي القعدة 1428هـ

مسا... مات

نواصل الهطول ونتمنى أن يكون هطولنا إلى الأعلى كما يتمناها أن تكون دائما ربانها الحريص... في اعتقادي بأن من أطلق مقولة «خالف تذكر» ما كان يقصد بها الجانب السلبي فقط بمعنى ربما يكون المخالف إيجابيّا في خلافه واختلافه... من دون استفتاء نحن من الحازين أكبر وسام لاتباعنا سياسة تلك المقولة»!!

عند ذكرنا للحالات المأسوية التي تمر بها «جمعية الشعر» لم يأت ذكرنا من فراغ ومجرد إضاعة للوقت بل الدلائل على تناولها في أكثر جرات هذا المسكين «القلم» ومن بعض تلك الأدلة تجاهل الشعراء المنتمين إلى (...) فمنذ تأسيسها وهذا التجاهل أكبر قواعدها... ولو حصل ورأيت أو سمعت أن أحد أفراد تلك الفئة أصبح من المقربين لهم فثق بأن ما رأيته أو سمعته مجرد وسيلة توصلهم لغاية وأيضا هناك أدلة كثيرة تثبت ذلك... فكما كنا نقول دائما ماذا تذكر أولا يوجد ما يذكر من إيجابيات وهم وشحوها بالذنوب أتمنى أن يخرج أحدهم من صمته ويفاجئنا بعكس ما ندعي كما يقال دائما لكل من ينبش أو يحاول نبش صندوق التجاوزات نتمنى بكل صدق أن نرى ملتقى للشعر والشعراء... قلنا للشعر وشعرائه لا للمصالح الخاصة على حساب المصالح العامة، للموضوع أبواب أخرى الشاعر الشامل الخلوق إسماعيل عبدعلي أحب أن أذكره دائما لأسباب كثيرة أهمها أنه يحمل تلك الصفات المذكورة آنفا وأيضا لأنه من أوائل المجهولين إعلاميّا هل هناك من يقول غير ذلك؟؟ أطلقت عليه سابقا بـ «الشجرة التي لا تتقيد بموسم لتعطي ثمارها» وهذا واقع الشاعر فهو متعدد في اتجاهاته الشعرية عصامي المبدأ... لا يعرف لليأس طريقا عوده الشعري دائما الإخضرار ومسك شعره وإبداعاته تواضعه الطاغي علما، على رغم هذا فشاعرنا كما ذكرت من من أكبر المهمشين وسبب تهميشه راجع إلى عدم انسياقه خلف «قطيع» المتملقين المنافقين عشاق المجاملة... لأنه نزيه نفس وفكر وصاحب قلم محترم... وأكرر أنه الوحيد على الساحة من شعراء الموال مازال وفيّا مع صديق مشاعره وعمره ويأتي بأشياء جديدة أي يغربل أجواء الموال القديمة بمفردات حديثة التناول... في زمن يكاد أن ينقرض هذا النوع من الشعر فيما نرى فضائح واستخفافا ينشر أسبوعيّا على إحدى الصحف تحت مسمى وذمة الموال لشخص لا يفهم معنى كلمة «جناس» في الموال... مضحك ومبك في آن واحد... ما هذه «المساخر» التي تجيز شنق الموال أسبوعيّا تحت مظلة المصالح الشخصية.

كان أحد الأعمدة ومجموعها ثلاثة وكان أهمها في جمعية الشعر الشعبي وأكثر حرصا وإخلاصا تأخذ عليه شدته في تسيير الأمور إلا إنه على رغم مساوئ تلك الصفة يمتلك جاذبية لشخصيات نادرة تلتف حوله بالإعجاب جعلته مصدر تهديد لمصالح الأعمدة الأخرى المكملة للعدد. كان وجوده مؤثرا وأكثر حساسية، وعلى رغم الشبهات التي ملأت الصرح الذي هو فيه... يكون دوره متكاملا عندما يفعل الخلخلة وعدم الاستقرار لهم كأعمدة «تجميلية» ولتأكيد وإثبات عدم حسن النوايا عندهم. دائما كان يمهد لزعزعة دأخليه... كنت من المعارضين له في إدارة سياسة كمركز مهم... حيكت ضده مؤامرة سرية أشياء ربما لم يكن يتوقعها حاولوا إقصاءه بطرق شرعية كما يتوهمون أخذوا بنثر بذور الفتنة من متآمر إلى منافق آخر وجميعهم يحملون لقب «شا... عر» ومحسوبون على الساحة البحرينية بل على البحرين... وهاهم تأخذهم الكلمة وتأتي بهم الأخرى... وهذا من أكبر البراهين التي تؤكد أن من يقوم على ذلك الصرح لا يعمل للشعر بل يحرق عباءة الشعر وشعرائه بمدارته لمصالحه الشخصية... التطرق له تبعات.

الشاعر جعفر المرخي... أطلق عليه دائما جعفر الشعر... يكره أو يرفض لقب حريص عندما يكون الحديث معه أو عنه أو فيه ورفضه أيضا نتيجة «حرص» وحرصه نابع من الشعر وعلى الشعر وإلى الشعر لا يحبذ كلمة أنت حساس لأبعد حد... يهمه الشعر همه المسيطر على أكبر نصيب عندما تأخذك معه حكاية تمس الموضوع نفسه تشعر وأنت تتبادل معه الحوار بتلذذ فهو بالفعل يجد في الشعر ضالته «السعادة» شاعرنا المرخي صدر له أخيرا ديوانه الأول باكورة إنتاجه واختار له اسم «هاجس التذكار» دليلا على تمسكه بصفة الحساسية لم يبتعد كثيرا عنها في اسم الديوان... وكيف لا يصبح صاحب هاجس مضطرب من يعيش في هذه الأجواء المزرية...

لنا وقفة مع «هاجس التذكار» لنبدو كما يجب أن نكون في قلوب أحبائنا الشعراء الحقيقيين.

عبدالله حماد

العدد 1911 - الخميس 29 نوفمبر 2007م الموافق 19 ذي القعدة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً