العدد 1923 - الثلثاء 11 ديسمبر 2007م الموافق 01 ذي الحجة 1428هـ

أساليب غريبة لجذب الجماهير

محمد مهدي mohd.mahdi [at] alwasatnews.com

رياضة

على ما يبدو أن الطريقة الجديدة التي ابتدعتها الشركة الراعية لدوري كأس خليفة بن سلمان «أكسم» لجذب الجماهير إلى الملاعب، وهي جلب الفرق الغنائية في الملاعب قبل المباريات أثبتت فشلها قبل أنْ تبدأ، إذا ما عرفنا أنّ الجماهير قالت كلمتها في أوّل أيام تطبيق هذه الفكرة.

هل كانت الشركة الراعية تعتقد وهي تبحث عن أسباب العزوف الجماهيري أنّ مثل هذه الأساليب ستعمل على جذب الجماهير، بالتأكيد من الوهلة الأولى لمن يرى الفكرة سيقول: نعم، لكننا نقول إنها مخطئة إذا اعتقدت من أنّ شعب البحرين بأكمله يحب الغناء ويطرب مع كل مغن، نعم، هي مخطئة إنْ اعتقدت أنّ الجماهير ستزحف إلى الملعب بمجرد الإعلان عن جلب فنان أو حتى فنانة، والأدهى من ذلك أن تضع الشركة المعنية مبالغ كبيرة وصغيرة للدخول لمشاهدة الحفل الغنائي الذي تقيمه، وكأنها أرادت حل مشكلة فقامت بإيجاد مشكلة أخرى.

المشكلة يا جماعة معروفة تماما وواضحة وضوح الشمس، وهي المبلغ الكبير المطلوب من الجماهير الراغبة في الذهاب للملاعب للمشاهدة ويساوي دينارا كاملا للجلوس في مدرجات وسخة وغير نظيفة ومن دون وجود حوافز تشجيعية، بالإضافة إلى الدوري الضعيف والمستوى الهابط الذي تقدّمه الفرق المشاركة في الدورين فالجماهير لن تأتي ما دامت الأسباب لن تتغير أو تزول، فالشركة الجديدة لم تكن هي الأولى التي تعاني من غياب وعزوف الجماهير لهذه الأسباب، لتأتي من جديد وتعيد الأسباب نفسها وكأنها تقول لا نريد جماهير بقدر ما نريد فوائد مادية وأنْ نستفيد من خلال استنزاف المادة من الجماهير الراغبة في الحضور.

هذه المشكلة طبعا ليست في مسابقة كرة القدم فحسب، وإنما حتى في كرة اليد والسلة والآنَ ستكون في الطائرة بدخول «أكسم» نفسها رعاية المسابقات المحلية للكرة الطائرة، لكن الشركة وكأنها تريد إخفاء الأسباب ودس الرؤوس في الرمال عندما تقوم باستحداث طرق غريبة جدا على الرياضة في محاولة لجذب الجماهير، فلم نرَ يوما ما أنْ قامت الشركات الراعية للدوري القطري مثلا أنْ أعلنت عن جلب فرقة غنائية في محاولة لحل مشكلة العزوف، فنحن الوحيدون يا ترى الذين نتبع أمثال هذه الأساليب، بل أعلنت عن وجود الحوافز التشجيعية كالدخول في سحوبات على سيارات أو جوائز فورية أو ما شابه، لا أنْ تعلن عن وجود فرقة ومغن في الملعب ويا جماهير تعالوا لتشاهدوا الحفلة الغنائية.

نحن نلاحظ من خلال الأسابيع الماضية التي انطلقت فيها أكثر المسابقات المحلية من أنّ الاتحادات الوطنية هي السبب الرئيسي فيما وصلنا إليه من عزوف جماهيري، إذ إنّ الجماهير لا تتحمل أعباء معيشية أكثر مما تتحمل، وكأن ارتفاع أسعار تذاكر المباريات يأتي مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية، إذ أصبح كل شيء في هذا البلد غاليا ويحتاج لمواطن راتبه لا يكفيه معيشة شهر كامل أنْ يستقرض أو يبحث عن راع لدخوله المباريات، فالجميع يعرف من أنه إذا كانت هناك شركات راعية لأية مسابقة، فإنّ الجماهير هي المستفيد الأوّل في هذا الأمر، من رغبة هذه الشركات جذب الجماهير من أجل هدفها تقوية ودعم الدوري، لكننا نرى أنّ رعاية دوري القدم واليد حتى الآنَ لم تغن عن حل هذه الأمور.

لنختم حديثنا بنظرة ودراسة بسيطة لحالة المشجّع البحريني العاشق للكرة بجميع أنواعها، فذلك موظف عام في شركة خاصة يتسلم راتبا شهريا مقداره 300 دينار وهذا يعده البعض راتبا ممتازا، سيقوم هذا الموظف باحتساب فواتير الكهرباء والماء والهاتف، بالإضافة إلى المواد الغذائية المرتفعة أسعارها أصلا، يضاف عليها أمور أخرى كالقرض أوما شابه، وفي الأخير يضاف إليها مبالغ متابعة المباريات وتبلغ إذا قلنا بأنه مشجّع لأحد الأندية الكبيرة، بالتالي فإنه سيدفع أسبوعيا ما يقارب دينارين لكي يحضر تشجيع فريقه في جميع المسابقات الجماعية الأربع، ما يعادل 8 دنانير في الشهر الواحد، يا ترى هل سيكفي راتبه الضعيف أساسا لدخول المباريات والتشجيع، هذا إذا قلنا إنه سيذهب فقط لمشاهدة فريقه من دون المباريات القوية.

إذا من المفروض على الشركات الراعية وقبلها الاتحادات أنْ تبدأ منذ الآنَ في إزالة جميع المعوقات عن طريق جذب الجماهير ومنها خفض أسعار التذاكر وجعلها اسعارا رمزية لا أنْ تستنزف المتابع البحريني شأنها شأن الدوائر الأخرى

إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"

العدد 1923 - الثلثاء 11 ديسمبر 2007م الموافق 01 ذي الحجة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً