فازت الروائية المصرية أمينة زيدان عن روايتها «نبيذ أحمر» بجائزة نجيب محفوظ الأدبية التي تسلمتها في حفل خاص أقيم مساء الثلثاء الماضي وحضره وزير الثقافة المصري فاروق حسني وعشرات من الكتّاب والمثقفين المصريين.
وقالت رئيسة لجنة التحكيم وأستاذة الأدب العربي في الجامعة الأميركية سامية محرز إنّ اللجنة «اختارت هذه الرواية بالإجماع». وتضم اللجنة الناقد إبراهيم فتحي وأستاذ الأدب العربي في جامعة القاهرة عبد المنعم تليمة وأستاذة الأدب الفرنسي والمسرح ورئيس مركز الهناجر هدى وصفي والناقد فخري صالح.
وتتطرق الرواية إلى شخصية أنثوية تشهد في طفولتها حرب 1967 ويتجّه والدها وأقاربها إلى المقاومة حتى اندحار الإسرائيليين عن الضفة الشرقية لقناة السويس ثم تذهب إلى القاهرة للدراسة وهناك ترتبط بعلاقة مع مجموعة من الطلاب اليساريين يقوم خالها الضابط في جهاز الأمن باعتقالهم ويعمل على إذلالهم. وتتزوج فيما بعد من احد زملائها اليساريين إلا إنّ مسار الأحداث يكشف عن عمق الهزيمة الداخلية في ظل تصاعد دور التيارات الدينية المتطرفة وزيادة الإحباطات لدى القوى التقدّمية وهزيمة كوادرها الداخلية.
وقال الناقد فخري صالح إن الرواية «تحكي عن زمن الخيبات انطلاقا من المقاومة في مدينة السويس بعد حرب يونيو/ حزيران 1967 وعبور الجيش المصري في حرب أكتوبر/ تشرين الأول 1973 خط قناة السويس وما تلا ذلك من انهيار وافتقاد للطريق».
ورأى الناقد إبراهيم فتحي أنّ الكاتبة «تستنطق نصا عن صمت التاريخ والأحداث المسكوت عنها من خلال تقديمها لتجارب الهزيمة والفقد والضياع على النطاق الفردي والعام والوطني واليساري إطارا روائيا تفسيريا لأحداث الرواية».
وأشار عبد المنعم تليمة إلى أنّ «النص الروائي ينشغل أيضا بالوجه الآخر لمدينة السويس التي تدور فيها أحداث الرواية وهو الوجه الكوزموبوليتاني الذي شوهته الحروب وأدّت إلى هجرته وتدميره من خلال شخصية اليوناني اندريا الذي أحبته بطلة الرواية وشكّل جزءا من تكوين عالمها الداخلي».
من جهتها أكّدت هدى وصفي إنّ الرواية «تتوسل من خلال خلط الأزمنة مقاربة عوالم وقضايا شتى وخصوصيتها تكمن في هذه الفترة في الحكي على أرضية التنوع والتعدد في الأصوات على رغم تمحورها حول الانا الراوية التي تتخذ من الكتاب وسيلة للهرب من شتى احباطاته».
وقام رئيس الجامعة الأميركية ديفيد ارنولد بتسليم الجائزة للكاتبة وهي عبارة عن ميدالية ذهبية وألف دولار أميركي إلى جانب قيام مركز النشر في الجامعة بترجمة الرواية إلى اللغة الإنجليزية وتولي توزيعها في البلدان الناطقة بها.
وأعلن رئيس قسم النشر في الجامعة مارك لينز إن «العام الحالي شهد ترجمة رواية نجيب محفوظ (حديث الصباح والمساء) وترجمها كريستين فيلبس إلى جانب ثلاثة كتب عنها أولها «المجالس المحفوظية» لجمال الغيطاني ترجمة همفري ديفيز و»المحطة الأخيرة» لمحمد سلماوي ترجمة اندي سمارت ونادية فودة سمارت و»نجيب محفوظ :حياته والزمن» لرشيد عناني».
وكان رئيس اتحاد الكتاب المصريين والعرب الكاتب محمد سلماوي القي في الاحتفالية كلمة حول نجيب محفوظ بعنوان «نجيب محفوظ بين الصواب والخطاء» كذلك القي وزير الثقافة المصري فاروق حسني كلمة قصيرة هنأ فيها الكاتبة على فوزها بهذه الجائزة.
وهذه هي الدورة 12 لهذه الجائزة التي فاز بها حتى الآن 12 كاتبا وكاتبة عربية بينهم من مصر سمية رمضان وإبراهيم عبدالمجيد وميرال الطحاوي وادوارد خراط وخيري شلبي ويوسف أبو ريا ومن فلسطين مريد البرغوثي وسحر خليفة ومن لبنان هدى بركات ومن العراق عالية ممدوح ومن المغرب بنسالم حميش.
العدد 1931 - الأربعاء 19 ديسمبر 2007م الموافق 09 ذي الحجة 1428هـ