العدد 2281 - الأربعاء 03 ديسمبر 2008م الموافق 04 ذي الحجة 1429هـ

فيلم وثائقي بحريني يعرض ملوثات الخليج وأضرارها

«الخليج يحتضر» من إنتاج «عمران ميديا»

في بادرة متميزة، توجهت شركة عمران ميديا لتقديم شريط فيلمي يحمل عنوان «الخليج يحتضر»، والذي يمثل فيلما وثائقيا تطرح من خلاله الشركة إحدى أهم القضايا التي يتداولها الكثيرون ضمن أحاديثهم عن المشكلات البيئية والتلوث الذي لحق بمياه الخليج العربي، مقدمة المادة العلمية الوافية كمرجع لأهم الأحداث التي ألمت بنقاوة مياه هذا الخليج، وأضرت بالحياة والثروة السمكية فيه.

وأبدى بعض من حضر العرض الأولي للفيلم بملاحظات كثيرة عما يقدمه، إذ جاء في تعليق السفير العراقي في البحرين غسان محسن حسين أن الفيلم «يعرف الناس على حقيقة المشكلة البيئية في الخليج»، فيما وجده البعض مثيرا لحالة إحباط لما عرضه من مشكلات وقضايا حساسة بيئيا، وبعض من الآثار الإنسانية لبعض الممارسات لشركات وحكومات المنطقة المحيطة بالخليج العربي.

مخرج العمل الشاب علي العلي ذكر أن الفيلم تم إعداده لكي يتناسب من جهة لأن يكون قابلا للتسويق في القنوات الفضائية من خلال مدته التي تقارب الساعة التلفزيونية (50 دقيقة)، إلى جانب المادة التي تختص بالبيئة المحيطة بالإنسان.

وفي حديث مع المخرج ذكر أن باكورة الأعمال التي قدمتها عمران ميديا كان فيلم صرخة ألم، الذي ينتمي إلى نوعية أفلام الدوكيودراما، والذي يصور معاناة مرضى الكلى واحتياجاتهم بالتنسيق مع جمعية أصدقاء الكلى، وبإشراف الدكتور أحمد العريض.

وقال العلي: «وضعنا أولوية في أعمالنا أن نقدم ما هو مهم، أن نكون فنانين مهمين وليس فنانين مشهورين، فكان أول ما وضعناه وقررناه في الشركة أن نكون مؤثرين في الساحة وليس منتجين لما هو تقليدي، وطرحنا أن نكون أناسا مهمين وطاقما فعالا في الساحة من خلال اختيار المواضيع المهمة، فكانت لنا البداية في فيلم «صرخة ألم»، قدمنا بعدها تصورا لعمل يطرح الحرية الدينية في البحرين، إذ نتميز بأن عندنا بوذيين ويهود ومسيح وكما هائلا من الديانات المتعايشة على أرض هذا البلد الصغير، والكل يمارس طقوسه الدينية بحرية، الذي هو أمر أرسى دعائمه جلالة الملك من خلال مشروعه الإصلاحي، فأحببنا أن نقدم فيلما يعرض هذه الأمور، وقدمنا الأوراق الجاهزة للتنفيذ للجهات الرقابية، في انتظار ردهم والحصول على الدعم المعنوي، ولكن للأسف لا خبر جاء ولا وحي نزل».

وفيما الشركة لا تزال تنتظر الموافقة على تقديم العمل الثاني، شرعوا في العمل الثالث، وهو «الخليج يحتضر» الذي قال عنه المخرج: «طرح رئيس مجلس إدارة الشركة المنتجة «عمران ميديا» عمران الموسوي فكرة مشروع يخص البيئة، متوجها للابتعاد عن الإنسان والاتجاه لما يحدثه الإنسان من ضرر، ومن خلال البحث والمناقشات، توصلنا إلى فكرة استعراض المشكلات التي حلت بمياه الخليج العربي نتيجة الحروب والملوثات التي يخلفها البشر والناقلات في مياهه، إذ اشتغلنا كفريق عمل مع الزميل حسين المهدي على إعداد تصور عن المشروع، الذي كان ضخما، ويتنقل في كل دول الخليج إلى جانب إيران، وقمنا بالمراسلات مع الجهات الرسمية، إلا أننا لم نلق أي تجاوب، حتى قررنا المخاطرة بدلا عن انتظار التصريحات الرسمية من إدارة المعلومات التي لم تصرح لنا بالتصوير، فبدأنا التحرك بشكل غير قانوني لتصوير مشاهد هذا الفيلم الذي نعرضه اليوم في صورة مبدئية على رغم أن تفكيرنا كان في عمل أكبر من ذلك».

وعن سر التميز الذي برز في العمل الذي أخرجه العلي، قال: «نحن ندخل الساحة اليوم كمجموعة شباب أتت بصورة مغايرة، وذلك للتأثير بصورتنا وأفكارنا في كل شيء مختلف، يستحيل علينا أن نقبل بتقديم ما هو مكرر وموجود، لذلك لجأنا للبحث والاطلاع على جميع طرق العمل، واستخلصنا لأنفسنا أسلوبنا الخاص في التقديم، على رغم أن العمل لم يخرج كما كنا نرسم ونخطط له».

من جهته أكد الموسوي أن «قوة الفيلم تكمن في الجرأة في طرح المعلومة، والدخول إلى أماكن حساسة ومسها يشكل خطورة عند الخليجيين»، مبينا أن الفيلم «ذو فكرة واضحة جدا، ويتعامل مع جميع شرائح الخليجيين، إذ يبين أولا أن تكلفة التنمية المتسارعة في دول الخليج كانت على حساب جيران اليابسة، وأن الحروب التي كان فيها الخليج الحلبة الأبرز لازالت نتائجها وآثارها تنخر في بيئة الخليج البحرية».

ويضيف الموسوي أن الحقيقة الأكثر مرارة التي يطرحها الفيلم هي في النتائج التي تتمركز في «انقراض أصناف من الأسماك، وتدهور المخزون السمكي، إذ قد يأتي يوم لا يتناول فيه الخليجييون السمك من بحر الخليج، بل عليهم أن يستوردوه من الخارج».

وقد حاول الفيلم في ثنايا مادته العلمية البحتة أن يطرح مواد من واقع حياة الإنسان، بلغة بحارة الخليج، وذلك إلى جانب استعراض رؤى جميع الأطراف، الرسمية والأهلية والأكاديمية والدولية.

وكان لمعد وكاتب مادة الفيلم حسين المهدي تعليق بشأن الفيلم بالقول: «إنه يمثل محاولة لوضع المعلومات في نصابها الصحيح، إذ إن هناك حديثا متواصلا عن انقراض الأسماك، لكن لم يتم تناول الموضوع علميا، هذا بالضبط مافعلناه في الفيلم الذي يمتد 50 دقيقة»، مضيفا أن «من الأسباب الرئيسية التي لوثت مياه الخليج، الحرب العراقية الإيرانية ثم غزو العراق للكويت وما ارتكبه النظام العراقي في البيئة التي لم تُضَمَّد جراحها بعد، إلى جانب مياه المجاري التي أدت لحالات نفوق جماعي لأسماك البحر في مناطق عدة» الأمر الذي وصفه المهدي بأنه «أحدث إجهادا بيئيا خطيرا للنظام البيئي بأكمله».

وإلى جانب ذلك فإن الفيلم يتطرق لأمور جريئة، كقضية جرف البحر وردمه ودفن مسافات شاسعة منه، في محاولة لإيصال رسالة بأن التنمية يجب أن تكون وفق ضوابط، ويجب دراسة المواقع قبل دفنها، وهو أحد الحلول التي أسس لها الفيلم بعد تشخيصه للمشكلات، إلى جانب إنشاء المحميات والحد من التلوث والإجهاد البيئي الذي يقود لخسران الثروة السمكية، وهو كذلك استعرض الفيلم آراء بعض الخبراء الذين ذكروا أن أسماكا انقرضت فعلا، وقرب انقراض أصناف أخرى كسمك الهامور الذي انخفضت نسبته لأكثر من 70 في المئة في المياه الخليجية

العدد 2281 - الأربعاء 03 ديسمبر 2008م الموافق 04 ذي الحجة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً