العدد 1945 - الأربعاء 02 يناير 2008م الموافق 23 ذي الحجة 1428هـ

الوجه المشرق للسينما الأميركية يظهر في فصل الشتاء

عندما تحلّ الأيام المظلمة الكئية التي يتسم بها شتاء أميركا الشمالية غالبا ما يبحث محبو السينما بالولايات المتحدة عن الجانب المشرق من الحياة داخل صالات العرض. لقد عاد موسم الجوائز مرة أخرى. وحتى إنْ لم يكن بوسع المرء تحمل النكات السخيفة وتهنئة الذات بحفل توزيع جوائز الأوسكار وغيرها من المسابقات فعلى الأقل عليه أن يشعر بالامتنان لان هذه المسابقات تغير من طبيعة أفلام هوليوود على الأقل لشهر أو شهرين.

ومع حلول الشتاء حيث يقصر النهار وتتساقط أوراق الأشجار تتراجع مساحة أفلام الحركة والأفلام الكوميدية التي تتسم بالجرأة وكذلك الأفلام السطحية التي تحقق أرقاما قياسية في شباك التذاكر داخل دور العرض السينمائي لتفسح الطريق أمام تجارب سينمائية أكثر عمقا وقيمة تتطلع لتحقيق مجد فني بالحصول على ترشيح للأوسكار. ويشهد العام الجاري تنافسا بين مجموعة جيّدة من الأعمال السينمائية تطرح الكثير من الخيارات أمام محبي الفن السينمائي الرفيع في الوقت الذي يضطرون فيه لاستغلال اي وقت فراغ متاح لشراء هدايا العطلات.

وقالت جاني لو باج وهي من محبي مشاهدة الأفلام «هذا جنون. طوال العام تكاد دورالعرض تخلو من فيلم يستحق المشاهدة وفجأة خلال شهري نوفمبر/ تشرين الثاني وديسمبر/ كانون الأول الماضيين أجد نفسي أريد أنْ أذهب للسينما كلّ ليلة». وما يزيد الأمر سوءا بالنسبة لمحبي السينما أنهم لا يحظون حتى بفرصة لمشاهدة معظم الأفلام التي تتصدر قائمة الترشيحات والجوائز المهمة.

وعلى سبيل المثال كان فيلم «الاستغفار» وهو دراما بريطانية تدورأحداثها خلال الحرب العالمية الثانية عن الكذب والحب المحرّم أقوى مرشّح لجوائزالجولدن جلوب قبل أنْ يعرض بشكل كبير في دور العرض الأميركية. واتبع الأسلوب نفسه مع فيلم «حرب تشارلي ويلسون» الذي يعتمد على الحس الساخر وكذلك نجومية توم هانكس وجوليا روبرتس في محاولة لكشف أسباب تورط الولايات المتحدة في أفغانستان.

وهناك الكثير من الأفلام الأخرى المفترض أنْ تنضم لقوائم الترشيحات للأوسكار لكنها لم تطرح للعرض إلاّ منذ أسابيع قليلة مثل «لا وطن للرجال المسنين» وهو فيلم جريمة يتسم بالإثارة والعنف للمخرجين جويل وإيثان كوين و»جونو» وهو فيلم كوميدي مستقل عن مراهقة حامل و»سويني تود» وهو فيلم موسيقي ضخم الإنتاج بطولة جوني ديب وهيلينا بونهام كارتر.

وهذا الازدحام في الجدول السينمائي ليس من قبيل الصدفة. وتوصّل المسئولون عن الدعاية بصناعة السينما أنّ الأفلام عالية القيمة تحظى بفرص أكبر في الحصول على المزيد من الأصوات إذا عرضت قبل المسابقات بفترة وجيزة لتظل حاضرة في أذهان المسئولين عن منح الجوائز. ويسعى صناع السينما إلى تحقيق الشهرة وأنْ يكون لهم حظا من سطور كتب التاريخ وتوطيد حب السينما الذي كان دافعهم لدخول هذا العالم في المقام الأوّل. ولا مانع من كسب المال أيضا. فقد ارتفعت القيمة المادية للترشيح لجوائزالأوسكار بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة في ظل النمو السريع لسوق أقراص الدي في دي.

وتحقق معظم الأفلام أرباحها من المبيعات المنزلية أكثر منها في شباك التذاكر خصوصا الأفلام ذات المحتوى الفكري الرفيع أو المضمون الدرامي العاطفي والتي تفقد جزءا من جودة الصورة عند تحويلها من شاشة السينما الكبيرة إلى شاشة التلفزيون الصغيرة.

العدد 1945 - الأربعاء 02 يناير 2008م الموافق 23 ذي الحجة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً