مرّ الآن نحو شهرين على الانجاز العالمي الرائع الذي حققه أبناء الوطن المخلصون كل من طارق الفرساني ومحمد صباح، ولكن مازالت الأعين لا ترى والأفواه لا تنطق والآذان لا تسمع والقلوب مقفلة وكأن شيئا لم يكن من قبل القائمين على الرياضة في المملكة، فهل هناك انجاز يمكن تحقيقه افضل من هذا الانجاز، وهل هناك بطولة اكبر من العالمية حتى ينتظر من هؤلاء الأبطال تحقيقها ليتم تكريمهم وتقديرهم، فما حققوه هو الأعلى والأكبر على نطاق العالم كله، وسط ذهول من شاركوا في البطولة العالمية في كوريا الجنوبية يوم 28 أكتوبر/ تشرين الأول.

ولم نر من الجهات الحكومية أي عطف على أبنائنا الأبطال الذين استطاعوا بكفاحهم ونضالهم وإخلاصهم لوطنهم أن يرسموا لوحة الحب لهذا الوطن عندما أزاحوا البطل المصري المتمكن والمتسلط على عرش العالمية لست سنوات متتالية، ولكن الفرساني بحيويته ونشاطه وإعداده وحبه لوطنه بوطنيته الأصيلة قال كلمة الحسم في يوم لم يتوقعه البطل المصري، ليصفق العالم بأسره لهذا الابن البحريني البار، ولكن للأسف الشديد تجاهله أهل هذه الدار ولم يلاق التقدير ولا التكريم المطلوب.

ومحمد صباح وما ادراك ما محمد صباح يوم اثبت إلى العالم ان خسارته ذهبية الألعاب الآسيوية في الدوحة أمام البطل الكوري ما هي الا ظلم حل عليه، ولكنه هذه المرة وفي عقر دار ذلك البطل اخمد أفواه الكوريين لينتزع الذهبية رغم أنف البطل الكوري ويعود بها وهامته تعلو السحاب لعله يجد من ينصفه في البحرين، وعزاؤنا الوحيد أنهم ذهبوا إلى العالمية من أجل إسعاد هذا الشعب الكريم ورفع راية الوطن فكان لهم ما أرادوا.

صدقوني وأقولها وانا جازم: لو كان هذا الانجاز في إحدى الدول الشقيقة المجاورة في الخليج والأبطال من أبناء الوطن هناك فما عسى أن تفعل تلك الدول بهذا الانجاز، فمن المؤكد أن تنهال عليهم بركات الشركات والمؤسسات هناك، اضافة الى الجهات الحكومية وحتى الأندية سيكون لها دور في التكريم، ولكن بكلمات يعتصرها الألم شاهدنا هنا في البحرين التجاهل الواضح لأبطال ضحوا بأنفسهم وأرواحهم لأجل الوطن، وهم الآن على أعتاب البطولة العالمية المقبلة وستقام في البحرين ويحتاجون إلى الدعم الكبير من كل الأطراف، ولا يجوز أن نطالبهم بالذهب على أساس وطنيتهم فقط من دون النظر لأهمية الدعم المادي والمعنوي لهم.