العدد 1959 - الأربعاء 16 يناير 2008م الموافق 07 محرم 1429هـ

ازدياد مخاوف حدوث انكماش عالمي في أوساط «الصناديق»

«ميريل لينش»: انتقال المستثمرين من الأسهم إلى الأصول النقدية

أكد تقرير «ميريل لينش» في استطلاع لآراء مديري المحافظ المالية لشهر يناير/ كانون الثاني الجاري, ازدياد مخاوف حدوث ركود عالمي إلى درجة استتبعت تحولا ملحوظا لمخصصات المحافظ الاستثمارية من الأسهم إلى الأصول النقدية أو شبه النقدية.

وأوضح التقرير أن نحو واحد من كل خمسة من المشاركين في الاستطلاع أي ما نسبته 19 في المئة منهم، باتوا مقتنعين الآن أن حدوث ركود عالمي بات «محتملا» أو «محتملا جدا» خلال الشهور الاثني عشرة المقبلة، وأن نسبة الذين يعتقدون منهم أن ذلك الركود قد بدأ بالفعل، تضاعفت من 4 في المئة إلى 8 في المئة في شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي. وأشار التقرير إلى أن المستثمرين باتوا مقتنعين بشكل متزايد بأن مخاطر الدورة الاقتصادية تشكل أكبر تهديد لاستقرار أسواق المال العالمية. وأضاف أن القلق من سلامة الاقتصاد الأوروبي يزداد أيضا، إذ توقع 80 في المئة من المشاركين في الاستطلاع الاقليمي، أن يضعف الاقتصاد الأوروبي في العام الجاري (2008).

وأكد الاستطلاع أن المستثمرين بدأوا يجرون تعديلات كبيرة في مخصصات محافظهم الاستثمارية إثر تراجع توقعاتهم بشأن آفاق ربحية أسهم الشركات، إذ توقعت الغالبية الساحقة في شهر يناير وبنسبة 77 في المئة تقلص هوامش ربحية الشركات في العام 2008 ونمو الأرباح بنسبة تقل عن 10 في المئة خلال الشهور الإثني عشرة المقبلة، مقارنة مع نسبة 66 في المئة من المستثمرين الذين توقعوا ذلك في شهر ديسمبر و39 في المئة من المستثمرين الذين توقعوا ذلك في شهر أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي.

كما تراجع عدد مديري الصناديق الذين يخصون الأسهم بالجانب الأكبر من استثماراتهم بالتزامن مع تشاؤمهم المتزايد بآفاق ربحية الشركات، على رغم أن 15 في المئة منهم لا يزالون مقتنعين بأن الأسهم مقوَّمة بأقل من قيمتها الحقيقية. ولم يعد سوى 6 في المئة من أولئك المديرين يخصون الأسهم بالجانب الأكبر من استثماراتهم في يناير الجاري مقارنة مع 20 في المئة في ديسمبر الماضي. وقد قلَّص بعض أولئك المديرين من ضعف مخصصات محافظهم الاستثمارية من الأدوات الاستثمارية ذات الدخل الثابت، لتنخفض نسبة ضعف مخصصات السندات من 40 في المئة في ديسمبر إلى 28 في المئة في يناير. إلا أن الأهم من ذلك كله، هو حدوث تحول جارف إلى الأصول النقدية خلال الشهرين المقبلين، إذ أكد 32 في المئة من المشاركين أن نسبة تلك الأصول في محافظهم الاستثمارية قد ارتفعت من 20 في المئة في نوفمبر إلى 26 في المئة في ديسمبر من العام الماضي.

تدني التفاؤل الأوروبي

تزامنت توقعات المستثمرين بتعسر الاقتصاد الأوروبي بالضعف في العام 2008، مع تشاؤمهم الشديد بشأن آفاق أرباح الشركات الأوروبية هذا العام. وقد ارتفعت نسبة مديري المحافظ الأوروبيين الذين يتوقعون تدهور أرباح تلك الشركات من 53 في المئة في ديسمبر الماضي إلى 80 في المئة في يناير الجاري، وقاموا بتقليص حصة أسهم الشركات الصناعية في محافظهم الاستثمارية إلى مستويات تقارب تلك التي سادت خلال موجة الذعر التي اجتاحت الأسواق في مايو/ أيار 2006. وكبديل سارع المستثمرون للعودة إلى أسهم شركات الرعاية الصحية والنفط والغاز، ويواصلون العزوف عن أسهم المصارف واعتبارها فخا للقيمة الزائفة.

تفضيل سندات المصارف على أسهمها

باتت أسهم المصارف منبوذة في أسواق الأسهم العالمية، وازدادت نسبة المستثمرين الذين قلصوا مخصصات تلك الأسهم في محافظهم الاستثمارية من 27 في المئة خلال أقل من شهر إلى 36 في المئة في يناير الجاري. وتعتقد «ميريل لينش» أن المستثمرين سيكتشفون هذا العام أنهم يستطيعون تحقيق أرباح أكبر من الاستثمار في سندات المديونية التي تصدرها المصارف بالمقارنة مع أرباح أسهمها.

وخلص استطلاع «ميريل لينش» إلى أنه يتوجب المصارف تقليص قروضها للشركات باعتبار ذلك يشكل عنصرا رئيسيا من عناصر جهودها لإعادة التوازن إلى حساباتها الختامية. وأضاف، أن الشركات الخاضعة لتأثير الدورات الاقتصادية ستواجه انخفاض الائتمانات المصرفية المقدمة إليها بالتزامن مع مواجهتها لصعوبة تدبير تمويلات من خلال طرح سندات مديونية للاكتتاب في الأسواق.

العدد 1959 - الأربعاء 16 يناير 2008م الموافق 07 محرم 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً