العدد 1959 - الأربعاء 16 يناير 2008م الموافق 07 محرم 1429هـ

المصابة في «حريق المحرق» تحت الملاحظة الشديدة

أفاد استشاري جراحة الحروق والتجميل بمجمع السلمانية الطبي عبدالشهيد فضل أن المصابة الثانية في حادث حريق أحد المنازل في المحرق وهي «الجدة» تحت الملاحظة الشديدة حاليا جراء تعرضها لحروق من الدرجة الثالثة تصل نسبتها من 16 إلى 20 في المئة، فيما لم يصب الطفل الرضيع ذو الأشهر الستة بأذى.

وأضاف «أجريت لها عملية فور وصولها إلى وحدة الحروق أمس الأول (الثلثاء)؛ لتحسين جريان الدم إلى اليد اليسرى. ووضعناها على جهاز التنفس الاصطناعي؛ بسبب تأثر الرئتين الشديد وتنفسها ثاني أكسيد الكربون».

وأوضح «أما المصابة الأخرى التي توفيت فقد كانت متأثرة بإصابتها بحروق من الدرجة الثالثة تتراوح نسبتها من 55 إلى 60 في المئة. وقد تأثرت رئتها بشكل كبير جراء تنفسها ثاني أكسيد الكربون والهواء الساخن. كما أنها كانت مصابة بأمراض الضغط والسكري، وقد قمنا بتوصيلها بجهاز التنفس إلا أنها فارقت الحياة ظهر أمس الأول نتيجة تأثر الرئتين الشديد».

كما ترقد إحدى السيدات المصابات في الحادث في أحد أجنحة «السلمانية»؛ نتيجة إصابتها بكسور متفرقة في جسمها.

وواصل استشاري الحروق «أما الطفل البالغ من العمر تسع سنوات فقد توفي في الطريق إلى المستشفى ولم يُدخل وحدة الحرو، على حين أصيب أخو الطفل ووالده بإصابات بسيطة في اليدين».

وزاد «تقسم إصابات الحروق إلى عدة درجات الأولى خفيفة والثانية سطحية وعميقة، ويمكن علاج الحروق الخفيفة والسطحية من دون تدخل جراحي، أما الحروق العميقة وحروق الدرجة الثالثة (الأعمق) فلابد أن تحتاج إلى التدخل الجراحي».

وبسؤاله عن احتمالات الوفاة في حالات الحروق أوضح فضل «يعتمد ذلك على عدة عوامل وهي نسبة الحروق وعمقها ومدى تأثر الرئتين بالحروق، وإصابة المريض بأمراض مزمنة كالضغط والسكري من عدمها بالإضافة إلى سن المريض، وتزداد احتمالات الوفاة عند الأطفال وكبار السن، وعند تأثر الرئة بالحروق ترتفع احتمالات الوفاة إلى أكثر من 95 في المئة».

توفير وحدة سكنية للأسرة التي تعرضت لحريق المحرق

الوسط - محرر الشئون المحلية

أفاد نائب رئيس مجلس بلدي المحرق ممثل الدائرة الثالثة عبدالناصر المحميد، بأن ديوان رئيس الوزراء خصص وحدة سكنية للأسرة التي اندلع حريق في منزلها بمنطقة المحرق (بيوت شرق المحرق القديمة «العمال») صباح الثلثاء الماضي، بناء على توجيهات رئيس الوزراء سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة، وبالتنسيق مع المجلس البلدي.

وأكد المحميد أنه سيتم التعجيل في إجراءات ترميم المنزل من قبل البلدية، إذ ستعمل الأخيرة على توفير جميع احتياجات الأسرة خلال فترة الترميم ضمن مشروع تنمية المدن والقرى، مقدما تعازيه إلى الأسرة التي فقدت اثنين من أفرادها (أم وطفلها) في هذا المصاب الأليم، مؤكدا أن «بلدي المحرق» سيقف مع الأسرة في جميع احتياجاتها، شاكرا رئيس الوزراء على هذه المبادرة التي تعكس مدى حرص القيادة السياسية على الوقوف مع أبنائها المواطنين في ظروفهم الصعبة.

وأفاد نائب الرئيس بأن المجلس كان موجودا منذ الساعات الأولى لوقوع الحادث، لافتا إلى أن المهندسين في «بلدي المحرق» انتهوا من إعداد التقرير الفني للمنزل، وأن الأسرة طلبت عدم البدء في إجراءات الترميم إلى حين انتهاء مجلس العزاء.

7 ساعات تجمع الأم بطفلها تحت التراب والأخرى تهب رضيعها الحياة

الوسط - زينب التاجر

على غفلة من دوران ساعة الزمن اغتالت النيران وسادته وألعابه وكراسته وأقلامه وألوانه وحقيبته المدرسية وخطفته من بين أصحابه وساحة لعبهم كل ظهيرة ومقعده في مدرسته وجيرانه ليلفظ طفل المحرق أنفاسه الأخيرة في السابعة والنصف من صباح أمس الأول (الثلثاء) متأثرا بجروحه ومخلّفا وراءه ملابسه المدرسية المحترقة وصوره البريئة والذكريات المؤلمة لفجر ليلة لا تُنسى، في وقت أبى القدر إلا أن يجمعه بحضن والدته مجددا بعد سبع ساعات لتلتقي روحاهما تحت التراب حينما فاضت روح أم المحرق إلى بارئها في الثانية والنصف من بعد ظهر اليوم ذاته.

ثلاث أمهات في حريق المحرق جسّدن التضحية والألم. كفنت الأولى وأهيل التراب على وليدها الذي لم يعِ من الدنيا في آخر لحظاته سوى قسوتها وغدر القدر، في الوقت الذي وقفت الثانية بقلب ملؤه الخوف تطل تارة بنظرة حائرة من شرفة الطابق الأول ليدي والد زوجها الممتدتين لالتقاط حفيده الرضيع ذي الأشهر الستة الستة خارج المنزل وتشيح بنظرها تارة أخرى لتطل على النيران من حولها وقد أكلت الأخضر واليابس ودخان صبغ دفء جدران منزلها بالسواد حائرة بين الموت والحياة لتدهس قلبها بكل قسوة وتلقي بطفلها من حضنها المهدد بالموت مختنقا أو محترقا إلى أمان حضن جده واهبة أمومتها حياة جديدة لرضيعها برحمة الله وقوة إرادتها، لتلقي بعد ذلك بنفسها على أرض هشمت عظام حوضها وعمودها الفقري. وعلى رغم ألمها والوجع تنفست الصعداء من خلف ضلوع مرضوضة سلامة رضيعها ولم يتوانَ بَعْلُها عن إلقاء نفسه هو الآخر على تلك الأرض القاسية.

نيران لم ترحم براءة طفل السنوات التسع وجسم أمه كما لم تكن أكثر رحمة على خريف جسم الجدة التي تجمعت عليها جيوش النيران بلا شفقة لتحرق ذاك الجسم وتلقي به تحت وطأة الألم في مجمع السلمانية الطبي مثكولة بفقد حفيدها وأمه ومحتسبة لله سبحانه وتعالى على أمل العودة إن شاء الله إلى دفء منزلها معافاة لتعانق أسرتها وترثي من فقدت.

نقلا عن الجيران، ثمانية أفراد شهدوا الحادثة، الجدة وابنها الذي فقد في لحظات زوجته وابنه ذا السنوات التسع في الطابق الأرضي المحترق، على حين قطن ابنه الأكبر وزوجته ورضيعهما في طابق لم يتوقعها في صبيحة كل يوم ألا تشرق عليه شمس جديدة.

جدران وأركان ذلك المنزل المحترق تشهد على ما حدث. فالنيران لم تبقِ عدا تلك الذكريات التي ستبقى ما بقي حب أم وحب أب وحب جدة وحب أخ في الدنيا.

وفي لفيف من الحزن أهالت المحرق التراب على فقيديها أمس الأول الطفل وأمه وفتحت أبواب العزاء للرجال والناس مفوضة أمرها إلى الله.

العدد 1959 - الأربعاء 16 يناير 2008م الموافق 07 محرم 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً