العدد 1960 - الخميس 17 يناير 2008م الموافق 08 محرم 1429هـ

الأحاديث الشريفة توفر الإرشاد كذلك

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

هناك افتراض في الطرح العام في الغرب يقول إن القرآن الكريم هو الأساس الوحيد للعقيدة الإسلامية، على حين يجري ببساطة تجاهل المصادر الأخرى التي تساهم في تنوّع العقيدة. يستفيض العلامة الإسلامي الذي ترجم الآن مجموعة الأحاديث الشريفة الرائجة للنواوي إلى الألمانية ماركو شولر في شرح هذا المصدر بالذات في المقابلة التالية:

ماركو شولر، ما الحديث الشريف؟

- ماركو شولر: يشير التعبير إلى رسالة أو معلومات نقلت شفهيا. هو بصفته تعبيرا مختصا يعني رواية عن النبي محمد (ص) أو من قبله عما قاله أو فعله أو كيف انتبه إلى أمر ما وراقبه... إلخ. انتقلت هذه الأحاديث الشريفة شفهيا ولم يجرِ تسجيلها خطيا إلا لاحقا. وانتشرت بصورة أوسع كتبا أو مجموعاتٍ.

ما مدى أصالة هذه الأحاديث وموثوقيتها؟

- ماركو شولر: يأخذ علماء الفقه الإسلامي هنا وجهة نظر مختلفة أساسيا عن وجهة نظر العالم الإسلامي. هناك مئات الآلاف من الأحاديث المنتشرة. ولكن المسلمين لا يعتبرون إلا بضعة آلاف منها على أنها أصيلة موثوقة. ولا يستطيع علماء المسلمين لا إثبات ذلك ولا نفيه. ولكنهم يدركون أن في الكثير من الحالات هذه النصوص قديمة جدا. لم يصل إلى مرحلة القانونية سوى عدد قليل من هذه الأحاديث. وتعتبر ست مجموعات - وهناك كذلك أربع أو خمس أخرى - أساسية في العقيدة ولم تعد تُنتَقد من حيث المبدأ. فوق ذلك كله هناك الآن المجموعات التي تقدم كمّا هائلا من المواد. هناك مجموعات كبيرة إلى درجة تجعل عملية التصنيف التاريخي أمرا مستحيلا.

هل مازالت الأحاديث تقرأ اليوم؟ هل يستشير هؤلاء الذين يخوضون خلافات أفرادَ الأسرة المتمرسين في الحديث الشريف؟ هل يلجأون إلى علماء الفقه؟ ما الدور الذي يلعبه الحديث الشريف في العقيدة؟

ماركو شولر: نعم، جميع هذه الحالات صحيحة. أهم ما يجب أن نتذكره هو أن الحديث يلعب دورا غاية في الأهمية في حياة المؤمنين بحسب مدى وَرَعهم، طبعا. المعلومات عن الحديث الشريف متوافرة في كل مكان. إلا أن الكثير من الكتب لا تقولها بالشكل الأصلي الذي ظهرت به وباللغة الصعبة وإنما بكونها مجموعة صغيرة مختارة. التعلّم عن طريق الاستظهار أو الصمّ مازال ممارسا في العالم العربي بحسب مستوى الشخص في القراءة والكتابة.

يعتمد الناس على العلماء والأساتذة الخاصين أو المدارس التي تديرها الدولة. والدولة تستخدم العلماء والفقهاء - على سبيل المثال - لتوفير الإرشاد بشأن موضوعات معينة. من الصعوبة بمكان إيجاد مسلم لم يكن على علم ولو ببعض الأحاديث الشريفة.

هل هذا الوضع ينطبق على الجيل الأصغر عمرا؟

- ماركو شولر: لم يعد ذلك صحيحا هنا في أوروبا طبعا. ولكن من المفترض انطباقه مازال على العالم الإسلامي حيث تساعد البيئة والمدارس والروابط العائلية على الحفاظ على الممارسة. أعتقد أن ليس من الممكن ببساطة أن تعيش في دولة مسلمة بنوع الحدود الدينية والاجتماعية الموجودة في الغرب نفسها.

ما مدى إمكان تطبيق هذه الأحاديث الشريفة القديمة في المواقف المعاصرة، وفي قضايا لم تكن معروفة أبدا عندما جرى تسجيل الأحاديث؟ كيف يتم ذلك؟

- ماركو شولر: تهدف الأحاديث إلى مساعدة المسلمين على أن يعيشوا حياتهم اليومية بحسب النماذج والأمثلة المحددة. يطرح المجتمع بشكل متواصل أسئلة جديدة، قد تتراوح بين إيجاد أو استهلاك أطعمة محسنة جينيا وبين الإجهاض. إليك مثالا عن كيف يمكن تطبيق حديث شريف عمره ألف عام اليوم: «لا يحصل الجنين في رحم أمه على الروح إلا بعد أربعين يوما». يفسر الكثير من المسلمين ذلك على أن الجنين ليس بشرا وبالتالي يمكن اجهاضه في الأيام الأربعين الأولى.

الغرب منشغل جدا هذه الأيام بموضوع كنه الإسلام وروحه، فهل تستطيع أن تستنتح من الأحاديث روحا أو جوهرا معينا للإسلام؟

- ماركو شولر: يجد القارئ الغربي مقاطعَ إن لم تكن قابلة للتسوية وإنهاء الخلاف فإنها متغايرة جدا. في أية مجموعة من الأحاديث تقريبا تستطيع أن تجد أحاديثَ شريفة عامة بطبيعتها، لا تبدو بأية صورة محددة بالإسلام تتخللها روح إنسانية الطابع. من ناحية أخرى هناك أحاديثُ توفر تعليمات ونظما صارمة ومفصلة إلى أبعد الحدود تنطبق على الفرد والمجتمع على اتساعه على حد سواء. هذه الأحاديث تبدو صعبة التوفيق بين بعضها بعضا.

ببساطة، توفر خلفيتنا اليهودية المسيحية ثنائية محددة - المسيحية بكونه دينا أخلاقيا يتسامى عن القانون واليهودية بصفتها دينا نابعا من القانون. في الإسلام نرى هذين الوجهين يعملان معا جنبا إلى جنب. سيثبت أن محاولة مواجهتهما معا أمرٌ قاتلٌ. ففعل ذلك يعارض روح الإسلام.

* يحاضر في الحلقة الدراسية الشرقية في جامعة كولون بألمانيا، والمقال ينشر بالتعاون مع «كومن غراوند»

* مراسل موقع «Qantara.de»

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 1960 - الخميس 17 يناير 2008م الموافق 08 محرم 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً