العدد 1966 - الأربعاء 23 يناير 2008م الموافق 14 محرم 1429هـ

زعماء الأعمال يطالبون بقدر أكبر من القيادة...أزمة أسواق المال فرضت نفسها على منتدى دافوس أمس//البحري

افتتح المنتدى الاقتصادي العالمي أمس (الأربعاء) في منتجع دافوس السويسري أعماله بمشاركة نحو 2500 شخص بينما يشهد العالم أزمة مالية كبيرة.

وخلافا للتفاؤل الذي كان يسود المنتدى في دوراته السابقة، يسود القلق وشعور بالضعف هذه السنة لدى نحو ألف من رؤساء الشركات والخبراء الذين لم يتمكنوا من التكهن بحدوث أزمة قروض الرهن العقاري في الولايات المتحدة.

والغائب الأكبر عن الاجتماعات هو وزير الخزانة الأميركي هنري بولسون الذي اضطر إلى التخلي عن الرحلة ليكرس وقته لخطة إنعاش الاقتصاد التي تقدم بها الرئيس الأميركي جورج بوش.

ويمكن أن يسمح قرار الاحتياطي الفيدرالي خفض معدل الفائدة الأساسي أمس الأول (الثلثاء) للحد من تراجع البورصات في العالم، بالتخفيف من قلق المشاركين. ومع تراجع البورصات الذي أدى إلى خسائر بمليارات الدولارات خلال بضع جلسات،

سيكون رؤساء الهيئات المالية الدولية الكبرى محور المنتدى الذي يستمر 5 أيام.

كما ينتظر الخبراء ممثلي الدول الناشئة إذ إن الاقتصاد العالمي يعتمد على آسيا إلى حد كبير لتنشيط الاقتصاد في 2008.

ويشكل «دافوس» مركزا للقاءات الدبلوماسية أيضا بحضور رؤساء دول أو حكومات نحو 30 دولة ونحو 100 وزير بينهم وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس التي أجرت أمس محادثات مع الرئيسين الباكستاني برويز مشرف والأفغاني حميد كرزاي.

ودعا زعماء الأعمال أمس إلى قدر أكبر من القيادة لدرء شبح التباطؤ الاقتصادي، وقال البعض إن الخفض المفاجئ في أسعار الفائدة الأميركية ربما كان متعجلا أكثر من اللازم وقد يغذي فقاعة جديدة في الأسواق. من ناحيتها، رحبت الأسواق بحذر بتحرك مجلس الاحتياطي الاتحادي (المصرف المركزي الأميركي) أمس الأول لخفض الفائدة ولكن زعماء الأعمال المجتمعين في منتجع دافوس السويسري لحضور اللقاء السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي دعوا إلى قيادة أقوى على المستوى العالمي.

وقال رئيس الأنشطة الاستثمارية في مجموعة بلاكستون الأميركية للاستثمار الخاص جون ستودزينسكي لرويترز: «ما تحتاج إليه الأسواق بشدة الآن هو القيادة سواء كانت على المستوى العالمي أو الإقليمي ويبدو أن هذا أمر مفقود».

ومضى قائلا: «إلى أن ترى الأسواق قدرا أكبر من القيادة على أساس الفعل وليس رد الفعل فسيستمر الإحساس بهذا القلق العارم وهذا الإحباط».

ويبدأ زعماء الأعمال والسياسة على مستوى العالم اجتماعاتهم في دافوس أمس وهم يواجهون ما يخشى كثيرون أن يكون أكبر أزمة مالية منذ الحرب العالمية الثانية.

ويهيمن الخفض الطارئ للفائدة الأميركية الذي أعلن أمس الأول بعد يومين من الهبوط الحاد في أسواق الأسهم العالمية على الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي الذي تشارك فيه شخصيات مالية وصناعية وسياسية بارزة من بينها وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس.

وقال رئيس إدارة آسيا في بنك مورغان ستانلي الاستثماري الأميركي ستيفن روتش إن مجلس الاحتياطي ربما يكون سمح لحال الذعر في الأسواق أن تدفعه عنوة نحو اتخاذ اجراء.

وقال لرويترز»: «لدينا هنا مجلس احتياطي اتحادي صديق للسوق يضخ الكثير من السيولة في النظام المصرفي بشكل يجعلنا نواجه اقتصاد فقاعة جديدا». ومن المقرر أن تلقي رايس الكلمة الافتتاحية في اجتماع دافوس أمس ستركز فيها على ما تطلق عليه «الواقعية الأميركية» في العالم.

وعلى الصعيد الاقتصادي سيواجه صانعو السياسة هذا العام أزمة مصرفية وكسادا متوقعا على نطاق واسع بينما ستتصدر الاختلافات السياسية بين الولايات المتحدة وأوروبا الموقف.

وكان الإجراء المنفرد للمركزي الأميركي أمس الأول عندما خفض الفائدة بواقع 75 نقطة أساس أكبر تحرك طارئ في عقدين. ومن شأن هذه الخطوة إما أن تضغط على المصرف المركزي الأوروبي لتخفيف موقفه من خفض الفائدة والتوصل إلى رد منسق أو الاعتراف بوجود هوة عميقة في السياسة النقدية بين أوروبا والولايات المتحدة.

وينتهج صانعو السياسة الأوروبيون خطا أكثر تشددا مقارنة مع أقرانهم في الولايات المتحدة إذ يشيرون إلى مخاطر التضخم أكثر مما يشيرون إلى المخاطر التي تتهدد النمو وذلك على رغم الضغوط المتزايدة عليهم لتخفيف موقفهم.

وخلال الأسبوع الماضي اعتذر عدد من صانعي السياسة عن حضور لقاء دافوس بسبب مشاغلهم الداخلية. ومن هؤلاء وزير الخزانة الأميركي هنري بولسون ووزير المالية البريطاني اليستير دارلنغ.

العدد 1966 - الأربعاء 23 يناير 2008م الموافق 14 محرم 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً