العدد 1971 - الإثنين 28 يناير 2008م الموافق 19 محرم 1429هـ

شافيز يعيد رفع قفاز التحدي في وجه واشنطن

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

مجددا عادت أسعار الأسهم إلى التدهور بشدة في الأسواق الآسيوية، بسبب القلق المستمر بشأن وضع الاقتصاد العالمي عموما وفي الولايات المتحدة خصوصا. ويقول محللون إن المضاربين يلتزمون الحذر وهم يترقبون الاجتماع المقبل للمصرف المركزي الأميركي، الذي يتوقع كثيرون أن يسفر عن قرار جديد بخفض أسعار الفائدة في محاولة لإنعاش الاقتصاد، الأميركي، ومن ثم العالمي.

في هذه الأثناء، وفي غمرة تمرغ واشنطن في وحل أزمتها الاقتصادية، يفاجئ الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز ومعه قادة ست دول أخرى من أميركا الجنوبية، بإطلاق بنك تنمية إقليمي، يعتبرونه رد القارة اللاتينية على المقرضين الدوليين المتأثرين بالولايات المتحدة. وبرأس مال أولي قيمته المتوقعة 7 مليارات، يقول الداعمون إن بنك الجنوب (Banco del Sud)، سيقدم قروضا لدول أميركا اللاتينية بشروط والتزامات أقل من تلك التي يقدمها البنك الدولي، أو صندوق النقد الدولي، أو بنك التنمية للدول الأميركية. وقام الرؤساء بتوقيع «وثيقة التأسيس» يوم الأحد الماضي 27 ديسمبر/ كانون الأول 2007 في مراسم أقيمت بالقصر الرئاسي في الأرجنتين باستضافة الرئيس نيستور كيرتشنر، وزوجته الرئيسة المنتخبة كريستينا فيرنانديز. وسيتولى إدارة مجلس البنك، وزراء المالية من الأرجنتين وبوليفيا والبرازيل والإكوادور وباراغواي وأورغواي وفنزويلا، ويقول المسئولون إن البنك سيقدم قروضا لمشاريع بناء الطرق، ولبرامج مقاومة الفقر، ولخطط التكامل الإقليمي، كما ستتخذ المؤسسة من كاراكاس مقرّا لها.

تأتي هذه الخطوة من الرئيس الفنوزيلي في سياق مشروع متكامل يطمح إلى التخلص من الضغوط ومحاولات الابتزاز التي تمارسها واشنطن تجاه دول أميركا اللاتينية بما فيها فنزويلا.

وفي هذا الاتجاه دشن الرئيسان الفنزويلي هوغو شافيز والبيلاروسي (روسيا البيضاء) ألكسندر لوكاشينكو في مطلع هذا الشهر شراكة ثنائية في مجال النفط والغاز الطبيعي، في العاصمة (كاراكاس). وكان الرئيسان وقعا اتفاقية ثنائية لتعزيز التعاون بين فنزويلا وجمهورية بيلاروسيا.

ووقع لاحقا مسئولون من البلدين اتفاقية المشروع المشترك بين شركتي بترول فنزويلا (PDVSA ) المملوكة من الدولة الفنزويلية و»بيلاروسنفط» (Belorusneft). وبموجب الاتفاقية سيتحكم الطرف الفنزويلي بحصة 60 في المئة من المشروع، فيما ستتملك «بيلاروسنفط» الحصة الباقية البالغة 40 في المئة.

ويمثل النفط الفنزويلي 15 في المئة من واردات الولايات المتحدة من المادة الحيوية، وتعد أميركا واحدة من الدول القليلة التي تمتلك التقنيات اللازمة لتكرير النفط الخام الفنزويلي القليل الجودة.

وفي نهاية العام 2007، كان الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز اختتم حملته للترويج لاستفتاء لإدخال تغييرات محورية على الدستور تدفع بالبلاد نحو الاشتراكية، بشن هجوم على «الأعداء» في الداخل والخارج، متوعدا بقطع امدادات النفط عن الولايات المتحدة واتخاذ إجراءات حاسمة ضد قنوات التلفزة العالمية، متهما «سي. إن. إن» (CNN) تحديدا بتضخيم قوة أعداد المعارضة.

على الصعيد الدولي، توجه شافيز نحو طهران، بعد اندلاع خلاف هذه الأخيرة مع واشنطن عن قضية المفاعل النووي، والتقى في نوفمبر/ تشرين الثاني 2007 مع نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد، الذي أكد إثر اجتماع مغلق مع ضيفه الفنزويلي «كنا مصرّين على تطوير مستوى العلاقات الثنائية الحالية والتعاون الدولي، على رغم أن ذلك لا يلاقي ترحيبا من قوى الغطرسة العالمية، لكن الأمتين ستمهد لذلك جنبا إلى جنب.» مضيفا «لحسن الحظ، نشهد حاليا تراجع الغطرسة العالمية وتكرار الانتصارات من قبل دولتينا».

وكان شافيز الذي وقع مع طهران 4 وثائق للتعاون في المجالات الصناعية والمصرفية والطاقة، ، صرّح بأن العلاقات المتينة بين العاصمتين ستثبت أهميتها للدولتين، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) وقال إن قيمة الاستثمارات الجارية بين فنزويلا وإيران تصل إلى 4,6 مليارات دولار.

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1971 - الإثنين 28 يناير 2008م الموافق 19 محرم 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً