العدد 1974 - الخميس 31 يناير 2008م الموافق 22 محرم 1429هـ

أوباما... هذا «الزنجي الساحر»

والده: كيني أسود.

أمه: أميركية بيضاء.

أخته: صفراء من إندونيسيا.

تجد كل هذه الألوان - وأكثر - في عائلته الصغيرة ... ومع هذا، لم يكن أوباما (متلونا) في خطابه.

تشعر أنه ينحاز إلى كل ما هو انساني، بل يخيّل إليك أنه سيعيد «أنسنة « السياسة الأميركية.

يتحدث كثيرا عن القيم والمباديء والأسرة، وحق البسطاء في الرعاية الصحية. ويحلم بـ (أميركا) أرحم بالداخل، ومحبوبة في الخارج.

شعاره: التغيير.

(2)

ترى ملامحه، وتستمع إليه، وتقرأ عنه ... ويسحرك بطريقة ما!.

تشعر أنه رجل «نظيف» وأن آخر مهنة تصلح له، هي مهنة السياسة «القذرة».

(3)

تنظر إليه، فتتذكر ممثلي هوليوود.

عندما يخطب أوباما (وهو خطيب مفوّه وبليغ) تتذكر الممثل آل باتشينو وهو يخطب في أحد المشاهد السينمائية ... مع فارق بسيط لأوباما فهو لا ينفعل كثيرا في خطاباته ... حتى عندما تكون

اللغة منفعلة ... إنه ينفعل بهدوء!

تتذكر جاذبية وسحر الممثل الأسود دينزل واشنطن ... مع فارق بسيط لأوباما فهو (لا يمثل)... هو حقيقي، وتشعر أنه يعني ما يقول.

(4)

وعلى ذكر هوليوود ... فقد ابتكرت السينما الأميركية منذ سنوات شخصية «الزنجي الساحر» ... ودخلت هذه الشخصية ضمن الثقافة الشعبية الأميركية، وهو البطل الأسود الذي يتدخل لأنقاذ الرجل الأبيض من موقف ما.

كان الفن يريد أن يُصالح ما بين الألوان، بعد عقود من التفرقة العنصرية. ولكن، هل أميركا (الواقع) مستعدة لتقبل بقية الألوان، وفتح أبواب البيت الأبيض لها؟!

ويا للمفارقة، ويا لسخرية الألوان: إنه البيت (الأبيض) ... وليس البيت الملوّن!!.

(5)

ما الذي يجعلني أتحمس لهذا «الزنجي الساحر» ؟

لست ساذجا لأظن أن هنالك فرقا بين ديمقراطي أو جمهوري، ولن أتخيّل (ببراءة) أن - أوباما - حفيد الكيني المسلم - حسين - سينحاز لي كمسلم أو كعربي وذلك بسبب حسبه ونسبه ولونه!... ولكن، أيا كانت أدياننا وجنسياتنا وقومياتنا، علينا - على رغم أنوفنا - أن نتابع السباق الرئاسي الأميركي لأننا وببساطة نعيش في الزمن الأميركي، فإذا أتت الانتخابات الأميركية بأرعن آخر مثل بوش (لاسمح الله) فتوقعوا أن الحروب ستشتعل في كل الجهات!.

ولا أرى أن أوباما الديمقراطي يختلف عن الجمهوريين فقط، بل يخيّل لي أنه ديمقراطي يختلف عن بقية الديمقراطين أيضا. بل هو يختلف عن بقية الساسة الأميركان أيا كانت أتجاهاتهم ... هو أقرب إلى الحكماء والشعراء منه إلى الساسة!.

هو يحلم بعالم مختلف ... ونحن سنحلم بأميركا مختلفة!.

وأفكار أوباما هي (كتاب) التغيير ... ومضمونه. ووجه أوباما (والذي يقف بين السواد والبياض) هو: الغلاف!. والتغيير يبدأ من وجه أوباما ... فهل ستتغيّر الوجوه قبل الافكار؟.

(6)

لن يفوز!.

العدد 1974 - الخميس 31 يناير 2008م الموافق 22 محرم 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً