في خارج الزمان والمكانْ
أنا طليقٌ وأنا مسجونْ
أجل أنا مسجونْ
وما رأيتُ السجنَ والسجانْ
وما تدلى الوردُ من نافذة السجن ولا الكرومْ
وليس لي من جاره
كي أقتسم معها الهمومْ
فلمْ أقلْ ولمْ تنحْ بجانبي حمامه
لأنني لستُ وراءَ الشمسِ والقضبانْ
وليسَ في يديَّ من قيودْ
لكنني أعودْ
أقولها وبالفم «الملآنْ»
إن كان لي لسانْ
أنا سجينٌ حيثُ لا سجن ولا سجّانْ
@@@
أنا سجينٌ وأجوبُ الأرضَ والأوطانْ
كأنني حرٌ وفي أمنٍٍ وفي أمانْ
وها أنا مسجونْ
لكنما السجنُ مثيرٌ وبهيجْ
أشهدُ أنّهُ مثيرٌ وبهيجْ
لأنهُ كبيرْ
من المحيطِ حدّهُ يَمتـّدُ للخليجْ
يستوعبُ الجبالَ والبحارَ والطبيعة الملونَه
يستوعبُ القصورَ والجيوشْ
يستوعبُ البحورَ من نفطٍ ومِن قروشْ
والله يا إخوانْ
يستوعبُ الأسلحةَ الثقيلة اللتي تأكلُها الفئرانْ
يستوعبُ الأطنانَ من قصائدٍ هزيلةٍ ركيكةٍ تمجّدُ السلطانْ
واللهِ يا إخوانْ
وكلمة ٌعظيمة ٌأصغرُ مِنْ أنمُلةٍ ليسَ لها مكانْ
@@@
إن غابَ قرصانُ أتى قرصانْ
إن غابَ سجّان أتى سجّانْ
حتى وإن لمْ ترهمْ أجفانْ
فإن بديتُ كلهمْ عيونْ
وإنْ نطقتُ كلهم آذانْ
يراقبون منطقي والبدء والختامْ
يراقبون الصمتَ والإشاره
فربّما للصمتِ والإشاره
دلالة أبلغُ من كلامْ
سألتُ ربي خالقَ البديعِ والبيانْ
أليسَ قدْ كرّمتنا في الأرض باللسانْ؟
ما قيمة المرءِ بلا كلام؟
ما قيمة اللسانْ
عارف القشعمي
العدد 1985 - الإثنين 11 فبراير 2008م الموافق 03 صفر 1429هـ