العدد 1989 - الجمعة 15 فبراير 2008م الموافق 07 صفر 1429هـ

لماذا تنجح أوبرا؟

لا تبدو بوصلة البرامج الفنية ثابتة، وعلى الأقل، أصبحت الحلقات الأخيرة في الكثير من البرامج الفنية لا تحظى بما كانت تحظى به قبل عامين أو ثلاثة، منها على الأقل ما شاهدته بالنسبة إلى ختام برنامج «ستار أكاديمي»، الذي يبدو أنه لم يعد قادرا على جذب المشاهد العربي عموما، والفئات العمرية الصغيرة خصوصا.

ولا تقتصر حدود هذا العزوف عند هذا البرنامج فحسب، فالكثير من البرامج الأخرى - بما يشمل تلك التي تأتي بأفكار جديدة - لم تستطع استمالة المشاهد العربي لأكثر من دورة أو دورتين.

في الجهة المقابلة، مازالت البرامج الترفيهية والثقافية والاجتماعية في السياق الأميركي، مثل «أوبرا» و»د. فيل» تزداد وهجا وقوة وامتدادا للوطن العربي، وعلى رغم أن «أوبرا» لا تناقش قضايا الشرق الأوسط أو الخليج إلا نادرا، إلا أن الكثير من المشاهدين العرب يحرصون على متابعتها، وهنا بالتحديد، تبرز عوامل بناء البرامج الإعلامية والفنية والثقافية التي تستطيع أن تخلق النجاح المتواصل. وهنا، تبدو المسألة ببساطة مسالة قدرات وفنيات وآفاق إبداعية تستطيع أن تقنع المشاهد بأهمية ما يعرض وبقيمته الفنية، وهو ما تفتقده الفضائيات العربية عامة.

لماذا تنجح أوبرا؟، سؤال معقد، لا تتمتع أوبرا بأي فرص للتفوق جماليّا على حليمة بولند أو غيرها من الإعلاميات العربيات لكن أحدا ممن يمسكون بزمام الأمور في الفضائيات العربية قد فهم أسباب نجاح في التموضع داخل سياقها الاجتماعي وشبه إخفاق الأخرى.

وقبالة ما تقدمه أوبرا لمشاهدها من زخم ثقافي معروض بطريقة بسيطة، لا تحتوي مجمل برامج الفضائيات العربية إلا على الرقص للرقص، والغناء للغناء، و «المياعة» لـ «المياعة». أما الأهم من ذلك، فهي التقنيات الإعلامية التي تعمل خلف البرامج الأميركية والتي في الغالب هي نتاج بحوث ودراسات علمية ونفسية، وليست مرتبطة بأي حال من أحوال بقياسات ملابس المذيعة وتفاصيلها الأنثوية كما هو معمول به عربيا.

العدد 1989 - الجمعة 15 فبراير 2008م الموافق 07 صفر 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً