العدد 1989 - الجمعة 15 فبراير 2008م الموافق 07 صفر 1429هـ

صناعة الفيديو كليب .. إعلانات تجارية أم خدع بصرية؟

شكل انتشار ظاهرة الفيديو كليب تحديا قويا لمجموعة القيم الاجتماعية و الدينية في الأوساط العربية المسلمة لما احتوت بعضها على كثير من مظاهر العري و خدش الحياء العام بصورة غير مألوفة أو غير مقبولة عند الغالبية من أفراد المجتمع العربي. ازداد هذا الغضب بعد أن هيمنت فنانات الاستعراض و الإغراء على صناعة الفيديو كليب وأصبحن قادرات على فرض وجهة نظرهن ليس على المشاهدين فقط حتى على الفنانين الذي يتوقفون أمام ذلك المسار.

المطلعون على خبايا الأمور يقولون ان صناعة الفيديو كليب أصبحت أكبر من ظاهرة الإغراء أو خدش الحياء و أن الذين يظهرون في المشاهد الغنائية ما هم إلا خدع بصرية لتمرير أمور أكبر تتعلق بالإعلانات التجارية، فهذه الصناعة تضم شركات إعلانية تبحث عن طرق جديدة للتسويق وتضم أيضا شركات و ماركات عالمية تحاول عرض منتوجاتها بأية طريقة وفي النهاية قد تكون صناعة الفيديو كليب أقل كلفة من الإعلان المباشر الذي صار مكشوفا و غير مدى في بعض الأحيان.

فشركات المشروبات الغازية «البيبسي» تنافس شركات أخرى «كوكولا» على تنفيذ فيديو كليب لفنان أو فنانة مشهورة من أجل ترويج مشروبها، كما حدث مع الفنانة نانسي عجرم و الفنانة إلسيا و حدث الأمر نفسه مع الفنانة نوال الزغبي و عمرو دياب. بعدها دخلت على الخط محلات المجوهرات ودار الأزياء وشركات السيارات والساعات. أي لم تبق أي منتجات استهلاكية إلا وحاولت أن تصنع لنفسها إعلانا غير مباشر يتخذ من الفيديو كليب وسيلة للوصول إلى أكبر عدد من المشاهدين.

وإذا ما دققنا في هذه الصورة سنرى أن الإعلان التجاري صار عنصرا مهما في الفيديو كليب بل صار هو الممول الأساسي، وأصبح يمتلك القدرة على طرح لغز يجب على المشاهد أن يحصل على حل له عندما يكتشف الإعلان المصاحب للفيديو كليب.

بعض الإعلانات التجارية لا تكلف نفسها أي عناء فهي تصر على إظهار المنتج بصورة واضحة وملفتة و في أحيان كثيرة يتم التعاقد مع الفنان على تصوير أجزاء من الأغنية لصالح المنتج ومن ثم يتم نشر الفيديو كليب للأغنية كاملا بعد أن يربط المشاهد بين الأغنية و المنتج. و في النوع الثاني تلجأ بعض الشركات إلى الحيلة و الدهاء وهنا تكثر الوسائط والوسائل فمرة وقبل طرح الفيديو كليب تبادر الجهة المنفذة إلى نشر تفاصيل مراحل التصوير كأن يتم الإعلان عن مواقع التصوير في المحلات المعينة أو حتى المواقع الجغرافية ذات الطابع السياحي أو أن يتم حشر المنتج في تقنيات تصوير الفيديو كليب كالملابس والأزياء التي يرتديها الفنان فمن المعروف أن مطربة الإغراء ماريا تمتلك دارا للأزياء الخاصة بها وهي تحرص على الظهور بها في كل تصوير، و الحال مثله مع الفنانة إليسا المتعاقدة مع دار أزياء عالمية لا تبخل عليها فيما تطلب من أزياء وإكسسوارات.

أما الظريف في الموضوع فهو محاولة كثير من الشركات تقليد الأشياء المعروضة في الفيديو كليب و ترويجها على أنها تقليد لتلك الماركات العالمية و الكبرى الظاهرة في الأغنية أي أنهم يعيشون على ما يدفعه الكبار في سوق الإعلان التجاري.

أي تكن طريقة صاحب الإعلان التجاري في تسويق منتجه من خلال الفيديو كليب فإن المشاهد له حصة أخرى من الرأي أيضا و قد يمتلك القدرة على الفرار من حيلة الخدع البصرية و يقرر بعدها مصيره من الإعلان التجاري الذي يصر على ملاحقته أين ما ذهب. وفي المقابل فقد يقع العديد من المشاهدين فريسة سهلة لمثل هذه الإعلانات وتجتاحهم موجة عارمة من الإقبال على السلع المعروضة في شكل فيديو كليب يؤديه فنان معروف ومحبب لديهم.

العدد 1989 - الجمعة 15 فبراير 2008م الموافق 07 صفر 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً