العدد 1989 - الجمعة 15 فبراير 2008م الموافق 07 صفر 1429هـ

المستفيد الأول منه الفضائيات الغنائية...عيد الحب... عشاق وورود حمراء

مثل كل عام عاد عيد الحب إلينا محملا بالآراء المتناقضة، وفي مقابل من حملوا الورود الحمراء، حمل آخرون شعاراتهم الرافضة لهذا العيد، وكما خصصت برامج في بعض المحطات للاحتفال مع المشاهدين بهذا اليوم، جاءت برامج لتحذر وتعلن عداوتها لهذا الطقس الاحتفالي العالمي، ولعل هذا المشهد لم يعد جديدا علينا في السنوات الأخيرة، ففي كل عام يخرج العديد من الأشخاص من مختلف المستويات العلمية سواء في الدين أو غير ذلك، ليعيدوا علينا فكرة أن «هذا العيد بدعة»، وأنه «من ابتكار الغرب»، وأنه لمن السذاجة أن نحتفل بالحب ليومٍ واحد في السنة، وما هو على شاكلة هذه العبارات، غير أن هذه الحملات التي قد تترافق أحيانا في بعض البلدان بفتاوى شرعية على مستوى عالي، تحرم الاحتفال بهذا العيد، لم تستطع على كثرتها أن توقف الاحتفال به كل عام، وأن تمنع مظاهره الإحتفالية من البروز هنا، وهناك.

فعلى رغم أن المعترضين على هذا العيد ليسوا بقليلين، إلا أنه كمناسبة بات أكثر شعبية مع الوقت، فالمحلات في مختلف المناطق استعدت له وصبغت واجهاتها باللون الأحمر، والمطاعم احتفلت مع روادها بوجبات خاصة لهذا اليوم، والورود الحمراء وصلت بأسعارها لأرقام قياسية.

ولعل هذه المظاهر التي صرنا نراها أكثر علانية وشيوعا من قبل خصوصا ما بين أوساط الشباب، ستبدأ بطرح سؤال هل بات هذه العيد أو الاحتفال جزء لا يمكن تجاهله من تقويمنا السنوي؟ وأنه بات لعيد الحب محطة دائمة في مجتمعاتنا؟

تقول مي جابر(26 عاما): أحتفل بعيد الحب كل سنة احتفالين الأول لأن خطوبتي قبل 3 سنوات كانت في عيد الحب يوم 14 فبراير/ شباط، والثاني بمناسبة عيد الحب، ولهذا فهذا التاريخ يعني لي الكثير»، وتضيف مي «قبل خطوبتي لم يكون ليعني لي شيء، حتى أني في كثير من الأحيان كنت أقف منه موقف رافض، لعلي كنت أغار من أختاي اللتين تكبراني، حيث انه كانتا تستعدان له قبل شهر، فتبدأنا بالتفتيش عن الهدية المثالية لأزواجهما، تقترحان اسم لمطعم، أو لوجبة تعدانها في المنزل، وأمور من هذا القبيل»، غير أن مي بدلت رأيها اليوم بعيد الحب، فتقول: «أنتظر هذا العيد كل عام لأبتكر شيئا جديدا يعبر عن اهتمامي ومحبتي لزوجي». وبتبديل رأيها شاركت مي أخواتها هذا العام في أحديث الاستعدادات لعيد الحب، غير أن مشاغل الحياة و الأطفال جعلت أختها الكبرى تقلل من الأهمية هذا اليوم عندها، على حد تعبير مي.

في مقابل المحتفلين بهذا العيد نجد من يرفض أي مظهر له، ليس لرفضهم لقيمة الحب ولأهمية الاحتفال به، بل لأسباب أخرى لعل من أبرزها تبني المواقف الدينية التي تحرص كل عام على نشر عدد كبير من المواضيع والفتاوى والتحذيرات من إحياء هذا العيد.

فيقول عبد الجبار محمد (29 عاما): أنا من أشد المعارضين لهذا العيد، فهو تسخيف للحب وحصر له في يوم واحد في السنة، للحب الصادق قيمة أكبر من أن نتذكره في ويوم واحد من خلال مظاهر سطحية»، ويرى عبد الجبار أن المستفيد الأكبر من إحياء هذا العيد كل عام، هم متاجر بيع الهدايا و الورود، ومحطات التلفزيون خصوصا محطات الأغاني، التي أرسل إليها عدد كبير من المراهقين رسائل القصيرة SMS بمناسبة عيد الحب، على حد تعبيره.

ولعل أسباب رفض عبد الجبار لهذا العيد تدعم بشكل قاطع برأي الدين بهذا العيد، فيقول: «هذا العيد ليس من ديننا والعلماء يحذرون دائما منه، فهو إحياء واحتفال بشيء ليس منا».

وسواء أكان هذا العيد مرفوضا من الغالبية أو مقبولا، فلقد احتفل الكثيرون به، شبان أو حتى فئات عمرية أكبر، مواطنين أو وافدين، وأين كانت وسائل التعبير في هذا اليوم، فإن الوردة الحمراء عادة مرة أخرى هذا العام لتكون بطلة يوم عيد الحب.

العدد 1989 - الجمعة 15 فبراير 2008م الموافق 07 صفر 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً