العدد 1994 - الأربعاء 20 فبراير 2008م الموافق 12 صفر 1429هـ

كوبا تدخل حقبة جديدة عقب استقالة كاسترو

دخلت كوبا حقبة جديدة من تاريخها إثر إعلان فيدل كاسترو الثلثاء استقالته بعد رئاسة الدولة الشيوعية طوال نصف قرن من الحكم بلا شريك، وان كانت حقبة «الخطوات الصغيرة» على ما وعد شقيقه راوول.

فالكوبيون الذين لم يعرف 70 في المئة منهم رئيسا آخر، مازالوا تحت وقع الصدمة، ويتأرجحون بين الأمل في التغيير المنتظر وعدم تصديق استقالة «القائد الأعلى» وهو على قيد الحياة.

وتمنت دول غربية كثيرة إحلال الديمقراطية في كوبا، فيما حيت أخرى كالصين المسار «الثوري» الذي سلكه كاسترو و»انسحابه بكرامة». فبالنسبة للرئيس الأميركي جورج بوش، ينبغي أن يعني انسحابه «بدء الانتقال الديمقراطي» في «خطوة أولى» تكمن في الإفراج عن المعتقلين السياسيين.

ولدى الكوبيين كافة، سيشهد يوم الأحد المقبل انطلاقة جديدة للجزيرة الشيوعية مع تعيين مجلس الدولة الجديد خلف «القائد الأعلى». وتبدو أفضل الحظوظ من نصيب راوول كاسترو (76 عاما) الذي حول في أثناء حكمه بالوكالة الذي دام 18 شهرا صورته من عسكري قاس إلى مصلح حذر وعملاني، يدعو الكوبيين إلى التعبير عن أنفسهم «بشجاعة».

وأعطى راوول موافقته في نهاية الأسبوع الأخير على الإفراج عن أربعة منشقين صدرت بحقهم أحكام قاسية العام 2003 وأبعدوا وعائلاتهم إلى اسبانيا. ومازالت السجون الكوبية تحوي 240 سجينا سياسيا.

وفي حال انتخابه الأحد، سيكون نشاطه الأول في إطار السياسة الخارجية استقبال المسئول الثاني في الفاتيكان الكردينال تارتشيتسيو برتوني الذي يبدأ الأربعاء المقبل زيارة رسمية إلى كوبا تستغرق ستة أيام.

إلى جانبه، يبرز كارلوس لاخي، الطبيب (56 عاما) الذي يلعب دور «رئيس الوزراء» منذ نقل الحكم بالوكالة، وهو المفضل لدى الجيل الناشئ. ولاخي هو أحد نائبي الرئيس الخمسة، ورشح أحيانا ليكون خلف كاسترو نفسه، في حال حاز مشروع تجديد شباب قيادة البلاد على موافقة الأخوين كاسترو.

لكن دور فيدل كاسترو في المستقبل مازال يثير الأسئلة. فلا يخفي الزعيم الثوري العجوز المقيم في جناح في مستشفى هافانا والذي مازال يرأس الحزب الشيوعي، نيته القراءة والكتابة و»التأمل» مثل «جندي بالأفكار» على ما كتب في رسالته الوداعية.

ولطالما ارتبط الشقيقان كاسترو بصورة وثيقة حيث عمل الأصغر على حماية أخيه على رأس الجيش. لكن فيدل المتمسك بـ «النقاء الثوري» أكثر من راوول، والمعادي تاريخيا لأي نوع من التحرير الاقتصادي، هل سيؤخذ برأيه على الدوام؟ على ما تساءل دبلوماسي غربي.

واتت استقالة «القائد الأعلى» التاريخية في وقت بلبلة في صفوف «المجتمع المدني» الكوبي الذي يطالب بتغيير أكثر انفتاحا.

ويعبر تسجيل فيديو لطالب شاب شيوعي كوبي، تم تناقله خلسة أخيرا أو على الانترنت، عن حيوية الأسئلة التي وجهت إلى رئيس مجلس الدولة «لماذا لا يستطيع شعب كوبا النزول في الفنادق والسفر؟» ويشهد على عمق الأسئلة وإعادة النظر لدى الشباب.

والخميس، وجه الكاتب والمخرج الدرامي انتون اروفات الحائز على جائزة وطنية للآداب العام 2000، بمناسبة افتتاح معرض الكتاب، دعوة إلى راوول كاسترو «إلى فتح طرق» جديدة في «الأيام الدقيقة» التي تشهدها الجزيرة الشيوعية.

وطالب بـ «تقويم الاعوجاج» في إشارة إلى الفنانين والمثقفين الذين تعرضوا للقمع في السنوات 1970-1975. أما المنشقان، فتتنازعهم مشاعر الأمل في التغيير والحذر المعتاد من راوول كاسترو

العدد 1994 - الأربعاء 20 فبراير 2008م الموافق 12 صفر 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً