العدد 2288 - الأربعاء 10 ديسمبر 2008م الموافق 11 ذي الحجة 1429هـ

عقلانية ابن رشد جهد عربي خالص

في بيت الصحافة البحريني

أشار يحيى الجمل إلى دور الحضارة العربية وعطائها على المستوى الحضاري والإنساني وذلك من خلال جولة بانورامية رصد فيها إسهامات العلماء العرب ونبوغهم المشهود له كجابر بن حيان وابن رشد وأكد على أن هذه الإسهامات هي خلاصة جهد عربي أصيل مازال صداه واضحا والعالم الغربي والأوربي يعترف به ويقدره ويقيم له البحوث والدراسات في أعرق الجامعات.

جاء ذلك في محاضرة استضافها بيت الصحافة البحريني بيت عبدالله الزايد، وقد أكد الجمل أن العالم الغربي حين بنى حضارته الحديثة استفاد من أمرين وجعلهما ركيزتين أسس عليهما، وهما الفلسفة الإغريقية والعقلانية العربية التي أسهم فيها ابن رشد بجهده الفكري الخالص مؤكدا أن هذا الفيلسوف العربي كان مبتدعا وليس مترجما أو آخذا عن غيره، متحسرا على أنه لا يوجد اهتمام الآن بهذا الرجل ولا بالفكر المعتزلي والذي أعلى من قيمة العقل في جوهره وهو يمثل إضاءة فكرية تنحاز إلى العقلانية، وأرجع ذلك إلى أننا نمر بمرحلة ظلام كثيف، متسائلا هل نحن خائفون من الفكر والتنوير، ودعا إلى تخليص ثقافتنا مما علق بها من خرافات.

ونوّه الجمل إلى أن الإسهام العربي في الحضارة الإنسانية يعرفه الغربيون محيلا إلى كتاب شمس العرب تشرق على الغرب الذي ألفته المستشرقة الألمانية زيغرد هونكة، وكتاب تارخ العلم لعبد الحليم منتصر لاستظهار تاريخ العلماء العرب وأثرهم في الحضارة الإنسانية وما حدث في القرن الخامس عشر والسادس عشر، فالعلم في أوروبا في هذه الفترة أخذ يتطور بينما نحن بدأنا في مرحلة انحدار واستمر ذلك منذ القرن القرن السادس عشر إلى يومنا هذا.

وأثر مجموعة من المداخلات أشار المحاضر يحيى الجمل إلى أن الجانب السياسي جانبا سلبيا مؤكد على أن نظام الحكم العربي ليس من الجوانب المشرقة في الحضارة العربية مقارنا بين ما حدث في الغرب وما حدث عندنا ففي انجلترا انقلاب وتطور هادئ للدساتير فعلى طوال الخط تتسع سلطة البرلمان والمجالس النيابية وتضيق سلطة الملوك وتنكمش إلى أن وصلنا إلى القرن العشرين فتحولت الملكية إلى شكل محض ومجرد رمز مع مزيد من الحرية للناس ومزيد من القيود على السلطة والتي ما وجدت لتخدم ذاتها بل لتخدم شعوبها، أما بالنسبة للدساتير فصناعتها شيء والعمل بها شيء آخر فثمة بلاد فيها دساتير وبلاد دستورية وأزعم أن كثير من البلاد العربية فيها دساتير ولكنها ليست دستورية، فالبداية من عندنا فالدستور عدلناه وأطلقنا يد السلطة، وأشار إلى أن ثمة أنظمة جمهورية وأنظمة ملكية ولكل منهما خصوصيته ونحن فقط الذين اخترعنا جمهوريات ملكية، وقد آن الأوان لأن نعود للرشد والإنسانية ودولة المواطنة والقانون والإيمان بالديمقراطية والبحث العلمي

العدد 2288 - الأربعاء 10 ديسمبر 2008م الموافق 11 ذي الحجة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً