يطيب للقاصة البحرينية سعاد الخليفة أن تقدم رؤيتها القصصية، بحزمة من الاستفهامات عن أسرار المرأة وشكل الكتابة، مؤرخة لبدايات الموهبة لديها راصدة تحولاتها من كتابة الخواطر الذاتية إلى القصة القصيرة، مشيرة إلى دور عملية النشر في ترقّي تجربتها، ساردة أهم المجلات التي نشرت لها مثل «العربي» و «الرافد» و «البحرين الثقافية» مدافعة عن المرأة المبدعة حينما لا تتنكر لأنوثتها ولا تستعدي ذكورية المجتمع.
موائمة في رؤيتها بين حضنين نمت في ظل حنانهما بذور التجربة هما حضن المحرق بأحيائها وأسرها وحركتها الثقافية والوطنية، وحضن الجدة التي تمثل الملاذ الأول التي تحولت حكاياتها إلى حكمة تستتبع حنينا دائما للماضي انعكس في الكثير مما كتبت، وحين تمتزج ثنائية الجدة والمدينة تأخذنا إلى طقوس المكابدة حيث مواقع الحزن والألم في حياة القاصة بصوت داخلي يمتد لذاكرة بعيدة، صار هذا الصوت الداخلي هو صوت الذات وهو صوت الآخر أيضا الذي تحدثه فيروي لها وتأنس به، وتروي له ويأنس بها، من مسافات بعيدة غير مكترثة بما سواه فتكتشف أن ذلك الصوت البعيد هو حزنها الذي هو أنبل مشاعرها وأنه هو وحدتها التي هي حريتها.
جاءت هذه الشهادة الأدبية ضمن أصبوحة سردية إذ استضافت فيها إدارة الأنشطة بوزارة التربية التعليم القاصة سعاد الخليفة في مدرسة سمو الشيخ محمد آل خليفة في البديع، وقد قدمت القاصة شهادتها أمام مجموعة من الطلبة والطالبات الموهوبين بالمدارس المتعاونة بالمحافظة الشمالية وقد حضر الأصبوحة المعلمون المشرفون على لجان الأنشطة بالمدارس المتعاونة بالإضافة إلى اختصاصي الأنشطة التربوية. ويأتي اللقاء إسهاما من إدارة الأنشطة في الاحتفاء بالمبدع البحريني وتنمية الموهبة والإبداع لدى أبنائنا الموهوبين وإثرائهم بالتجارب الإبداعية البحرينية المنجزة.
وقد تخلل اللقاء مجموعة من المداخلات والأسئلة من قبل الطلاب والطالبات تركزت حول أسلوب الكتابة القصصية، وأجوائها ولغة القصة ودور النقد، وتجربة المرأة في القصة، ودور المؤسسات الثقافية في دعم الكتّاب.
وفي إجابتها على المداخلات أشارت القاصة إلى أنها تميل للرومانسية في الأسلوب أكثر من الواقعية المباشرة، وهي لا تنزعج من النقد، مشيرة إلى أنها وجدت صدى جيدا بعد إصدار مجموعتها القصصية «الغرفة المغلقة»، مشيرة إلى احتفاء الناقد فهد حسين بتجربتها، والدعم الذي تمثل في استضافة الملتقى الأهلي الثقافي وكذلك اهتمام أسرة الأدباء والكتّاب البحرينية بتجربتها ومؤسسات خارج البحرين، «كل ذلك كان له دور في نضج تجربتي، بالإضافة إلى دراستي في مجال السرد النسوي»، وحول عنصر الأنوثة والكتابة أجابت متسائلة «من قال بأن مشاعر المرأة أعمق من الرجل فكل منهما له أسلوبه وإن كانت المرأة تلجأ إلى تفاصيل كثيرة قد لا يلتفت إليها الرجل، أما عن أجواء الكتابة فليس هناك من وقت محدد أو نظام أو نماذج معينة بل حرية مفتوحة، ومزاج الكتابة هو الشرارة التي تتوقد في أي وقت»، ثم ختمت بالتأكيد على أهمية القراءة «فمن حسن الحظ أن يكون لدى الإنسان محيط يحب القراءة، وأنا أقرأ الشعر وله دور مؤثر في الكتابة»، مؤكدة على دور القراءة والإطلاع في إذكاء التجربة وإثرائها وصقل الموهبة، وانتهى اللقاء بقراءة قصة صعود القمر من مجموعتها «الغرفة المغلقة»
العدد 2288 - الأربعاء 10 ديسمبر 2008م الموافق 11 ذي الحجة 1429هـ