العدد 2290 - الجمعة 12 ديسمبر 2008م الموافق 13 ذي الحجة 1429هـ

فشل إنقاذ السيارات الأميركية يثير هلعا في الأسواق الأوروبية والآسيوية

أدى فشل المفاوضات في مجلس الشيوخ الأميركي في التصويت على خطة لإنقاذ قطاع صناعة السيارات، إلى تسجيل تراجع في أسواق المال الآسيوية والأوروبية الجمعة وسط قلق شديد بشأن النتائج الاقتصادية الكارثية التي يمكن أن تنجم عن انهيار إحدى شركات السيارات. وتراجعت بورصة باريس بُعيد افتتاحها 4,66 في المئة ولندن 2,97 في المئة وفرانكفورت 4,34 في المئة.

وأغلقت بورصة طوكيو كبرى البورصات الآسيوية على تراجع بلغ 5,56 في المئة بينما خسرت بورصات هونغ كونغ 5,48 في المئة وسيول 4,38 في المئة وشنغهاي 3,81 في المئة. وتراجع الدولار أيضا في مبادلات طوكيو إلى أقل من 90 ينا للمرة الأولى منذ 13 عاما.

وبعد ساعات من المناقشات والضغوط على مجموعة من الجمهوريين الذي يرفضون إنقاذ الشركات الثلاث الكبرى لصناعة السيارات (جنرال موتورز وكرايزلر وفورد) بأموال عامة، قال زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد: «لم نتمكن من التوصل إلى نتيجة».

وعبر ريد عن أسفه لهذا الفشل، مؤكدا «حاولنا وبذلنا جهودا شاقة جدا للتوصل إلى نتيجة من أجل إصدار تشريع بشأن صناعة السيارات». كما عبر السناتور ريد عن قلقه من تداعيات هذا الفشل على أسواق المال.

وتعزز الضغط على أعضاء المجلس بعدما اعترفت «جنرال موتورز» يوم أمس الأول بأنها وظفت مستشارين قانونيين ومصرفيين للاستعداد «لإي احتمال» بما في ذلك إعلان إفلاسها.

وكانت «جنرال موتورز» و»كرايزلر» حذرتا من قبل من إمكانية إفلاسهما نظرا لنقص السيولة، بدءا من نهاية السنة إذا لم تساعدهما الدولة. وتبنى مجلس النواب الأميركي منذ الأربعاء الخطة التي تبلغ قيمتها 14 مليار دولار بدعم من البيت الأبيض والرئيس المنتخب باراك أوباما.

وسيؤدي انهيار واحدة من هذه الشركات «الكبرى» إلى نتائج كارثية على أول اقتصاد في العالم إذ إن 2.2 مليون وظيفة تتعلق بصناعة السيارات، وكذلك لدى الشركاء التجاريين الرئيسيين للولايات المتحدة.

والخميس وفي مواجهة تردد مجلس الشيوخ ولكن قبل الإعلان عن فشل المشاورات، أغلقت بورصة نيويورك على تراجع واضح بلغت نسبته 2,24 في المئة وخسرت أسهم «جنرال موتورز» ومنافستها فورد أكثر من 10 في المئة من قيمتها.

وقال هاري ريد «أخشى أن أنظر إلى وول ستريت غدا (الجمعة). لا أعتقد أن ذلك سيكون مؤشرا جيدا. ملايين الأميركيين وليس فقط العاملين في شركات السيارات، بل بائعي السيارات والتجار والذين يعملون في قطاع السيارات سيتأثرون ويتضررون مباشرة بذلك».

وفي مواجهة تفاقم الأزمة الاقتصادية، تضاعف الدول الصناعية خطط الإنعاش.

ففي اليابان أعلن رئيس الوزراء تارو اسو أنه سيعلن (اليوم) عن تدابير جديدة لإنهاض الاقتصاد الياباني الذي دخل في مرحلة ركود.

وقال في مؤتمر صحافي: إنه ينبغي تعزيز خطة إنهاض الاقتصاد التي أقرت في نهاية أكتوبر/ تشرين الأول وتبلغ كلفتها 26.9 تريليون ين (224 مليار يورو).

وأضاف أن «الوضع الاقتصادي أسوأ مما كنا نتوقعه»، مضيفا «سنتخذ إذن تدابير» إضافية.

وتابع أسو «سنحاول أن نكون أول من يتجاوز الركود، على الأقل بين الدول الصناعية». ويفترض أن تسمح الإجراءات الجديدة بمساعدة العاطلين عن العمل وزيادة ضخ الأموال العامة في رساميل المصارف من أجل تسهيل إقراض الشركات الصغيرة.

وكانت الخطة الأولى لاسو تشمل خفضا في الضرائب ومساعدات مباشرة للعائلات وتقديم قروض للشركات الصغيرة.

وشهدت اليابان انكماشا في نشاطها الاقتصادي نسبته 0,5 في المئة في الفصل الثالث من العام بعد تراجع إجمالي الناتج المحلي واحد في المئة في الفصل الثاني.

من جهة أخرى، يعقد قادة اليابان والصين وكوريا الجنوبية السبت قمة طارئة سيخصص حيز كبير منها لسبل التصدي للازمة الاقتصادية العالمية.

وسيستقبل رئيس الوزراء الياباني تارو أسو في مقره في فوكوكا (جنوب غرب) نظيره الصيني وين جياباو والرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك، في أول قمة ثلاثية من هذا النوع خارج إطار المؤتمرات المتعددة الطرف.

من جهة أخرى، أعلنت كوريا الجنوبية والصين أنهما ستوسعان اتفاقاتهما لتبادل القطع لتبلغ 30 مليار دولار من اجل «تحسين تدفق السيولة في الأمد القصير» و»تشجيع التجارة الثنائية».

وكان الاتفاق السابق لتبادل السيولة (سواب) يتعلق بنحو 4 مليارات دولار. وينص الاتفاق الجديد على تبادل إضافي يصل حتى 3800 مليار وون (26,5 مليار دولار) مقابل 180 مليار يوان.

ويسمح هذا النوع من الاتفاقات (سواب) للمصارف المركزية بتبادل قروض السيولة على الأمد القصير عندما يحتاج أحدها إلى ذلك لضمان استقرار النظام المالي في بلده.

وفي بروكسل اتفق القادة الأوروبيون مساء أمس الأول على خطة إنعاش تبلغ قيمتها حوالي 200 مليار يورو أي 1.5 في المئة من إجمالي الناتج الداخلي الأوروبي.

وفي باريس خفض بنك فرنسا تقديراته للنمو وأصبح يتوقع انكماشا نسبته 0,7 في المئة في إجمالي الناتج الداخلي في الفصل الرابع ونموا لا يتجاوز الـ 0,8 في المئة لمجمل العام 2008.

وبذلك خفض المصرف المركزي توقعات 0,2 نقطة بالمقارنة مع التقديرات التي نشرها منذ شهر.

وأعلنت إدارة فرع شركة المنتجات الصيدلانية الأميركية بفايزر في باريس عن «تنظيم جديد» لنشاطاتها سيؤدي إلى رحيل 700 موظف في 2007.

وفي برلين أعلنت متحدثة باسم شركة صناعة الطائرات «ايرباص» أن المجموعة قررت إعادة 700 خبير ألماني تم استدعاؤهم لتسوية مشكلات تقنية كبيرة في الطائرة العملاقة «ايه 380» إلى بلدهم.

وأوضحت المتحدثة لصيفة «فايننشال تايمز» أن الشركة «ستعيد إلى هامبورغ حوالي 700 مهندس كانوا يهتمون وخصوصا بالكابلات»

العدد 2290 - الجمعة 12 ديسمبر 2008م الموافق 13 ذي الحجة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً