العدد 2290 - الجمعة 12 ديسمبر 2008م الموافق 13 ذي الحجة 1429هـ

باكستان تضيق الخناق على «عسكر طيبة»

مواطنو مومبي يشكلون «سلسلة تضامن» ضد العنف

إسلام آباد، نيودلهي - أف ب، د ب أ 

12 ديسمبر 2008

اعتقلت باكستان الجمعة عشرات من أفراد جمعية خيرية تعتبر واجهة لجماعة عسكر طيبة الإسلامية التي تتهمها الهند بتنفيذ هجمات مومبي، بحسب مصادر رسمية.

وبعدما أدرج مجلس الأمن الدولي يوم الأربعاء «جماعة الدعوة» على قائمته للمنظمات التي تدعم الإرهاب المتصل بتنظيم «القاعدة»، عمدت الحكومة الباكستانية إلى إغلاق مكاتب هذه الجمعية ووضعت رئيسها حافظ سعيد قيد الإقامة الجبرية فضلا عن ثمانية مسئولين آخرين فيها.

كذلك، أمرت إسلام آباد بتجميد أموال «جماعة الدعوة» تنفيذا لقرار الأمم المتحدة. ونفذت السلطات الباكستانية الجمعة اعتقالات جديدة. وفي هذا الإطار، أعلنت الشرطة أنها وضعت قيد الإقامة الجبرية الرئيس المحلي لـ «جماعة الدعوة» في الشطر الباكستاني من إقليم كشمير واعتقلت أربعة ناشطين.

وفي ولاية السند (جنوب)، اعتقل أكثر من أربعين ناشطا في الجمعية وأغلقت ثلاثون من مكاتبها إضافة إلى أربعة مستشفيات تديرها، وفق ما قال سكرتير وزارة الداخلية المحلية عارف أحمد خان. وفي الولاية الحدودية الشمالية الغربية غير البعيدة من مناطق القبائل التي تضم معسكرات تدريب عدة لـ «طالبان» الباكستانية و «القاعدة»، تم اعتقال 150 شخصا مرتبطين أو قريبين من «جماعة الدعوة» بحسب ما أكد متحدث باسم الجمعية. لكن أي مصدر رسمي لم يؤكد هذا الخبر.

والسياق ذاته، طلبت باكستان أمس (الجمعة) مجددا من الهند تزويدها بالأدلة اللازمة لكي تجري تحقيقها الخاص في هجمات مومبي. ونقلت وكالة «أي بي بي» الباكستانية عن وزير الخارجية شاه محمود قرشي قوله «لا يمكن أن نتقدم في تحقيقاتنا الخاصة إلى حد معين من دون تزويدنا بمعلومات ذات صدقية وأدلة تتعلق بهجمات مومبي». وقال قرشي إن بلاده تتصرف مع «جماعة الدعوة» وفقا لقرارات الأمم المتحدة.

وقال إن بلاده بدأت تحقيقاتها الخاصة مؤكدا أن باكستان «لديها قناعة ثابتة بعدم السماح باستخدام أراضيها في أي عمل إرهابي. باكستان نفسها كانت ضحية الإرهاب». غير أن وزير الخارجية أشار إلى أن الهند لم تزود بلاده بأية معلومات وأدلة على رغم الطلبات المتكررة.

في هذه الأثناء، شكل آلاف الأشخاص سلسلة بشرية في مومبي أمس احتجاجا على الهجمات «الإرهابية» التي شهدتها العاصمة الاقتصادية للهند في السادس والعشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي والتي راح ضحيتها 173 شخصا على الأقل.

قامت مجموعات من أطفال المدارس ومواطنين بارزين وشخصيات شهيرة وموظفين وربات بيوت بعد ظهر أمس بتشكيل ما أطلق عليه المنظمون «سلسلة التضامن» والتي مرت عبر المواقع التي استهدفتها الهجمات «الإرهابية».

طوقت السلسة فنادق تاج وأوبروي الفاخرة ومحطة السكك الحديدية الرئيسية في المدينة ومقهى ليوبولد والمركز اليهودي «ناريمان هاوس» وهي المواقع التي هاجمها المسلحون. نظمت المظاهرة مجموعة غير حكومية يطلق عليها «مومبي من أجل السلام» ودعمتها أكثر من 100 منظمة أخرى. وقالت وسائل الإعلام المحلية أن ما يربو على 60 ألف شخص شاركوا في المظاهرة

العدد 2290 - الجمعة 12 ديسمبر 2008م الموافق 13 ذي الحجة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً