فنان يزداد تألقا عملا بعد آخر ومشهدا تلو مشهد، يمتلك قدرات عالية تمكنه من الاندماج وأداء أدواره بسلاسة وصدق، بعيدا عن التكلف أو الاصطناع وكأنه ولد ليكون من عمالة الفن ورواده... إنه الفنان خالد صالح الذي حاورناه:
*لماذا جاءت موافقتك على بطولة مسلسل إذاعي على رغم انشغالك بالسينما والتلفزيون؟
- لأن الإذاعة لها مكانة خاصة في قلبي وأرى أن التمثيل خلف الميكروفون هو السهل الممتنع وربما يبدو من الوهلة الأولى أن الموضوع مجرد قراءة لدورك المكتوب على الورق مع تلوين الصوت فقط... لكن الحقيقة أن عليك عبئا ومسئولية كبيرين لتصل بالمستمع لمرحلة الخيال وتحويل الصوت في ذهنه إلى صورة وحركة.
*يقال إنك رفضت أكثر من مسلسل إذاعي وإنتاجا خاصا هذا العام من أجل عيون مسلسل الإذاعة؟
- هذا الكلام غير صحيح فقد سبق لي وتعاونت مع الإنتاج الخاص بل إن أول من منحني العمل خلف الميكروفون هو خالد حلمي.
*هل ترى فارقا بين مسلسلات الإنتاج الخاص... والحكومية؟
- بخلاف الأجر المتفاوت، فالإذاعة الحكومية تراهن على الكلمة والنص القوي واسم المؤلف أما الإذاعة الخاصة فرهانها الوحيد اسم النجم طمعا في التسويق وهذا هو حال الدراما التليفزيونية أيضا.
*لكنك في الدراما التليفزيونية لا تتعامل سوى مع الإنتاج الخاص، فلماذا؟
- لأن الإنتاج الخاص لا يبخل على العمل ويرصد ميزانيات كبيرة ثقة منه في قدرته على تسويق المسلسل لأكبر عدد ممكن من القنوات ويجني الكثير من الأرباح، أما الإنتاج الحكومي فيرصد ميزانيات لا تتناسب أبدا مع حجم العمل، ولكن إذا استمر الأمر هكذا فسأعتذر.
*لهذه الدرجة تأثر الفن بلغة المال والتجارة؟
التجارة اليوم إبداع وأخلاق وليس عيبا إطلاقا أن نستخدم المصطلحات التجارية... فتقول: هذا الفنان يبيع وأن هذا المسلسل قادر على جذب معلنين لأنها أمور لا تتحقق إلا مع الأعمال الناجحة.
*وهل ترى أن مسلسلك الأخير «بعد الفراق» به مقومات العمل الناجح؟
- بكل تأكيد ويكفي أنه المسلسل المصري الوحيد الذي اختارته قناة الـ mbc للعرض على شاشتها ضمن خريطة مسلسلاتها الدرامية... وهذا يعني أن المسلسل نال إعجابهم من إجمالي 50 مسلسلا مصريا، وخصوصا أنه يعتمد على قضية تتحدث عن مشكلات البسطاء وتقترب منهم من خلال نسيج درامي رائع.
*هل تعتقد أن المسلسل تم تسويقه باسمك أم باسم هند صبري في أول تجربة لها؟
- هند فنانة رائعة، ولا جدال في ذلك لكنني أثق في قدراتي إلى أبعد مدى، وأثق في نجاح ما أقدمه لأنني أجتهد فيه وبشدة كما أحرص على انتقاء العمل المختلف والجيد بحيث يصنع حالة لدى الجمهور.
*هل يعني هذا أنك تنتقي أيضا فريق العمل؟
- سأكون كاذبا لو قلت لا أو نعم، فأحيانا يتيح لي المخرج مساحة لاختيار فريق العمل، ولو كان لدي الورق فمن حقي أن أختار المخرج المناسب لهذا الورق وكلها أمور معتادة وليست غريبة.
*كيف ترى مكانتك بين نجوم الدراما التليفزيونية؟
- موجود ولي اسمي وجمهوري وأعتبر نفسي أحد المشهيات في شهر رمضان ولست من الأطباق الرئيسية التي يتربع عليها الأساتذة الكبار: يحيى الفخراني ونور الشريف ويسرا مثلا.
*هل هذه محاولة منك للهروب المبكر من المنافسة؟
- سأكون ساذجا لو فكرت في أنني أنافس هؤلاء الكبار فنجاحهم مبني على خبرة تمتد نحو 30 عاما أما أنا فخبرتي لم تتعد 6 أعوام، لكنني طموح بدوري ونتيجة الاستفتاءات التي تجري في نهاية كل رمضان أهتم بها للغاية وإن كنت أتظاهر بأنني لا أهتم، وأظل أحلم باليوم الذي أتصدر فيه هذه الاستفتاءات وأعتقد أن هذا حق شرعي لي ولأي فنان مجتهد.
*ولماذا اخترت مهنة الصحافة تحديدا؟
- مهنة الصحافة ليست مقصودة بعينها بل هي مهنة عرضية لنتناول من خلالها المرض، فالمقصود هنا هو التعرض لسلبيات المجتمع من خلال هذه المهنة... ولا أجد مانعا في هذا خاصة أنه لا أحد ينكر أن مثل هذه النوعية من الصحافة موجودة على أرض الواقع بالفعل.
*في ظل «هوجة» مسلسلات السير الذاتية هل فكرت في الانضمام إلى هذه «الهوجة»؟
- فكرت ومتحمس بشدة لتقديم مسلسل عن «طلعت حرب» هذا الرجل الذي كان له دور فعال في الاقتصاد المصري، والذي كان مهتما بالفن... ويعد نموذجا نحن أحوج إليه في هذه المرحلة وأنا بصدد تنفيذ هذه الفكرة وبالفعل وسأسعى جاهدا للاتفاق مع إحدى شركات الإنتاج بشأنها
العدد 2290 - الجمعة 12 ديسمبر 2008م الموافق 13 ذي الحجة 1429هـ
