العدد 2290 - الجمعة 12 ديسمبر 2008م الموافق 13 ذي الحجة 1429هـ

الرحيل

مالك عبدالله malik.abdulla [at] alwasatnews.com

.

في الثامن عشر من شهر ديسمبر/ كانون الأول 2006 أعلن عن رحيل سماحة العلامة المجاهد الشيخ عبدالأمير الجمري -رحمة الله عليه- بعد مسيرة طويلة من الحركة الدينية والاجتماعية والسياسية التي لم يكتف الشيخ بأن يكون أحد المشاركين فيها بل تصدر قياداتها ليدفع الثمن باهظا هو وعائلته، جراء الظلم الذي لحق به من قانون أمن الدولة والقائمين عليه.

وعاى رغم كل الضغوطات التي تعرض لها الشيخ الجمري سواء في أيام عمله كقاضٍ في المحكمة الشرعية أو حتى خروجه من سلك القضاء، من بعض الناس والدولة إلا أنه ظل ثابتا بكل قوة في الطريق الذي رسمه إلى نفسه من أجل الوصول إلى هدف أسمى وهو حصول هذا الشعب على حقه، لذلك وأمام كل هذا الصبر أمام القيل والقال شهدت انتفاضة التسعينيات انخماد نار الحقد والكراهية لدى البعض أمام القوة والشجاعة التي تميز بها الشيخ الجمري في قيادة الساحة الشعبية لتحقيق المطالب الشعبية وعلى رأسها عودة العمل بدستور 1973.

في انتفاضة التسعينيات كنت أنا ومئات إن لم نكن آلافا للتو بدأنا نفتح أعيننا على الدنيا لنتعرف على ما فيها، طبعا كنت أعرف الشيخ الجمري قبل الانتفاضة بسنوات كونه كان يصلي أسبوعيا في قريتنا، فضلا عن حب أهل قريتي للشيخ وتهافتهم على الصلاة وراءه لمعرفتهم بقيمته، وكان الفضل في صناعة توجهي كما الآلاف هو الصوت المؤثر والخطاب الشجاع الواعي العارف بما يدور من حوله لسماحة الشيخ رحمة الله عليه.

كان حماسيا عندما تكون الساحة والأوضاع تحتاج إلى ذلك، كان هناك المساجين والمشردون لكنه كان يتعامل مع الأمور بكل حكمة، كان يصرخ ويرفع لغة التهديد في خطاب ولكنه قد يقلل تلك الحدة في خطاب آخر وذلك توافقا مع الظروف التي تحيط به.

الشيخ الجمري كان مع الإسلام في كل تحركاته، الشيخ الجمري كان يظلم كما قال في مقابلة لـ»الوسط» مرافقه الشخصي السيدطالب عندما يتحدث البعض عن أنه تحرك من دون أي غطاء شرعي، لأن الشيخ الجمري كان يراعي الحكم الشرعي في كل تحركاته.

وأي شخص رافق الشيخ الجمري أو تابع حياته سيجد صفات عظيمة هي صفات من ذاب في الإسلام، فهو المتواضع للصغير والكبير، والذي لا يفرق بين غني وفقير، هو من كان راعيا لشئون طلبته الاجتماعية قبل العلمية، هو المتواصل مع الجميع، فلا ترى قرية إلا وقد كانت له علاقة خاصة بأهلها، بعد أيام تمر علينا الذكرى السنوية الثانية لرحيل الرجل الذي علمنا كيف تكون الحرية الحقيقية بالسير على نهج الإسلام

إقرأ أيضا لـ "مالك عبدالله"

العدد 2290 - الجمعة 12 ديسمبر 2008م الموافق 13 ذي الحجة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً