العدد 2290 - الجمعة 12 ديسمبر 2008م الموافق 13 ذي الحجة 1429هـ

لماذا نحبس أنفسنا؟

تحاملت وتحملت وحملت، تصابرت وتصبرت وصبرت ،ولكن ؟

ما بعد الصبر إلا الفرج، هذا ما نقول دائما، وهذا ما نصبر به أنفسنا،

ولكنننا هل بالفعل نصبر؟

أم نتصابر ونتحمل ونجعل من هذا المثل مصدر لقوتنا لنواصل على ما نحن عليه

فالكلام سهل... ولكن؟ من منا يناضل لآخر نفس لكي يرى شعاعة نور وبذرة أمل ليجدد بها نضاله! من منا سيصمد؟ او من منا سيدعي الصمود و في داخله نار تتوهج، هل يا ترى سيأخذ على نفسه, أم سيفك كل القيود وكل القواعد ليفرج بها عن كل الشحون المتراكمة او بمعنى أصح متى؟ وإلى متى؟

سنسكت أمام الحق وندع الحياة تمشي بعكس ما أردنا أو تمنينا؟ لماذا بكل معنى لهذه الكلمة من حروف لماذا؟ لماذا نحبس أنفسنا؟ لماذا نجني على أنفسنا؟ بل لماذا نقتل بروح هي ليست ملكنا, بل ملك لمن خلقنا, أن تذبح لروح وأناس ليس لهم ذرة حق بهذه الحياة بأن يعيشوا؟

أسئلة كثيرة تخالجني وأحاسيس كثيرة ترتابني، ولكنني أعجز عن تفسيرها والكثير منا يعجر,

وبعد كل هذه الاسئلة جلست أخاطب نفسا هي بداخلي وسألتها ماذا تدليني, ماذا تنصحيني ؟

فأطالت في صمتها لتخرج لي بكلمة (عيشي لتكوني أنتي) ...

سرحت بهذه الجمله والتي لم أفكر فيها يوما, لعلي انشغلت بالحياة ولهيت عن نفسي, صحيح أني عشت لآخر لحظتي وهي الآن وأنا لست بأنا... ولكن هل تعلمون كيف؟

فأناس كثيرون يعيشون الحياة لإحياء الحياة، لأناس قد تعتبر الحياة وتبدل ما بوسعها لأسعادها ولكن هل فكروا بأنفسهم؟ هل حاولوا إسعاد أنفسهم؟

كثير منا غاص في دوامة الحياة ولم يعِ للحظته هذه؟ كثير منا لهى بالحياة ومصالح غيره ونسى نفسه، وأين يجب أن يكون؟ كثير منا أضاع نفسه، وضحى بنفسه في سبيل أسعاد الغير

ولكن؟ هل سأل الإنسان نفسه أين أنا من كل هذا؟ أين حقي من أقرب الناس لي ومن هذه الحياة التي احتضنتني؟

أحيانا كثيرة نظن ونتوهم أننا نملك كل شي ولكننا في الأساس لا نملك شيء , حتى مشاعرنا لم تعد لنا. فقد أصبحت ملك لمن هم بحياتنا، ففي ختامي ولكن ليس ختام كلامي, فختامي سيكون، إن الإنسان حر بكل ما يملك ... حر بأن يعيش أينما يريد, حر بأن يفكر بمايريد وبمن يريد ... فلكل منا حرية الاختيار، فأتمنى من جملتي هذه أن ندرك من نحن؟ وماذا نريد؟ وأين نريد أن نكون؟ ومع من نريد أن نكون؟

فهذه أبسط الأسئلة التي من واجبنا الإجابة عليها لأنها بدايه لحياتنا, فإذا لم تكن لحياتنا بداية مبنية على أساس فكيف يا ترى ستكون نهايتنا؟

فلنساعد أنفسنا وغيرنا لكي نخطو بداية جميلة لنجعل منا ومن أنفسنا ومن نحب أناسا تعيش برقاء للمشاعر وللاحساس لكي لا نخدش أنفسنا ومن نحب، فتمنياتي لكم بحياة مليئة ببداية للنفس والنقاء , لحياة مليئة بالود والمحبة لنا ولمن نحب.

ميرفت محمد داود

العدد 2290 - الجمعة 12 ديسمبر 2008م الموافق 13 ذي الحجة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً