بعد ساعة من الانتظار، خرجت المطربة فيروز على جمهورها الساعة التاسعة والثلث مساء أمس في قلعة عراد، فغادر قمر عراد مكانه، وبدأت رحلة النوارس. هكذا تحترم الطبيعة مقام «السيدة». وقد تسنى لجمهور فيروز الذي لم يستطع دخول القلعة - وصلت قيمة التذاكر في السوق السوداء خارج القلعة لـ 500 دينار - أن يراقب حركة النوارس في الأعلى، كان المشهد عبقا، وصوت فيروز يرتل أغنياته ثلاثا ثلاثا، يتوقف، لتبدأ الفرقة ترتيلها المنفرد على أنغام زياد الرحباني فيما سيدة الجبل تستريح.

ما بين «طيري يا طيارة»، «عم يلعبوا لولاد»، و«يا وطن الدوار» يحاول جمهور الدرجة الأولى المحافظة على وقارهم، فيما تخرج الدرجة الثالثة عن السيطرة. وعلى ذلك، لا يزال بعض الحالمين خارج القلعة يعلقون آمالهم في أن تهبط أسعار التذاكر، هاهو أحدهم، يبيع تذاكره بسعرها الأصلي، يدخل الظافرون على دليل آهات الصوت، فيما يصلي من بقى أمل العودة.

غنت السيدة السبعينية للوطن، للحب، للغناء نفسه. غادرت، مازالت تغني في سيارات الجمهور. مازالت نوارس السماء تنتظر.

وتحت إصرار الجمهور المحتشد على مدرج القلعة المفتوح عادت فيروز 3 مرات إلى المسرح لتغني والجمهور يصفق مصرا على استمرارها رغم انتهاء الحفل عند منتصف الليل.

وغنت الفرقة المصاحبة للمطربة فيروز عدة أغانٍ عن حرية الرأي منشدة «حرية الرأي أحسن رأي»، و «صوتوا للشباب يا شيخ الشباب»، «إلا ما بيصير... إرهاب وتصويت» وذلك، في إشارة إلى أن صناديق الاقتراع والديمقراطية هي الحل وليس العنف خارج العملية السياسية.

وغنت الفرقة أيضا «زعلت حليمة، رضيت حليمة، رجعت حليمة إلي عادتها القديمة»، وقد أبدعت الفرقة المصاحبة في أدائها وملأت الفواصل بين كل أغنية للمطربة فيروز وأخرى بقطعة شاركها الجمهور بالتصفيق والترديد.

وانتهت فيروز في الحادية عشرة و45 دقيقة إلا أن الجمهور رفض الخروج من قلعة عراد مصرا على الاستمرار في الاستماع اليها، فعادت من جديد ثم خرجت مرة أخرى، إلا أن الجمهور رفض الخروج أيضا، وتحت ضغط الهتاف والتصفيق والضرب بالأرجل على المدرج وعادت الى المسرح وغنت بحماس مع جمهورها الذي كان سيبقى معها لو بقت حتى الصبح.

ويقدر عدد الحضور بقرابة 2000 شخص إذ اضطر المنظمون إلي جلب المزيد من الكراسي ووضعها على جانب المدرج لاحتواء المزيد من الحضور الذين لم يتوقفوا عن الدخول حتى اللحظة الأخيرة قبيل إغلاق الأبواب وبدء الحفل