أفلام أحداث اليوم الواحد هو نمط سينمائي نادرا ما يلجأ إليه صنّاع السينما، نظرا لما يحتاج إليه من سيناريو دقيق وتكثيف درامي ، ولكن في الوقت ذاته تجد هذه الأعمال إقبالا كبيرا عليها، ففي الماضي كان هناك أفلام عديدة مثل «حياة أو موت» وبعدها «ليلة ساخنة»، وبعد غياب دام سنوات طوالا عادت السينما المصرية مرّة ثانية لعرض هذه الأعمال.
واستطاعت السينما طوال تاريخها أن تقدم العديد من الأفلام التي تدور أحداثها في يوم أو ليلة واحدة لعلّ أبرزها وأشهرها وأفضلها فيلم «حياة أو موت» الذي عرض منتصف الخمسينيات من إخراج الراحل الكبير كمال الشيخ وبطولة عماد حمدي ومديحة يسري ويوسف وهبي وحسين رياض ورشدي أباظة والطفلة ضحي أمير وكانت تدور جميع أحداثه في يوم وقفة عيد الأضحي من خلال أب يتعرّض لأزمة صحية تكاد تقضي علي حياته ولم يكن معه في المنزل سوى ابنته الطفلة التي لا يتعدى عمرها عشر سنوات، فتذهب إلى الصيدلية لتحضر له الدواء فيعطيها الصيدلي دواء خاطئا، وبعد أن تغادر الصيدلية يتنبه لذلك فيلجأ الصيدلي إلى توجيه نداء من خلال الإذاعة يقول فيه الجملة الشهيرة إلى السيد أحمد إبراهيم الكائن بدير النحاس «لا تشرب الدواء؛ لأن به سما قاتلا».
ومن الأفلام التي تعد من علامات السينما المصرية، وتدور أحداثها أيضا في ليلة واحدة فيلم «ليلة ساخنة» الذي عرض العام 1995 من إخراج الراحل عاطف الطيب وبطولة نور الشريف ولبلبة وحسن الأسمر وسيد زيان وسناء يونس ومحمد متولي، والذي كانت تدور جميع أحداثه في إحدى ليالي رأس السنة الميلادية من خلال سائق تاكسي يتعرّض للعديد من المواقف والمشاكل، ومن خلال ذلك يتم استعراض عادات وتقاليد الشعب المصري في تلك الليلة من خلال نماذج بشرية مختلفة ومتباينة والقائمة تضم أيضا فيلم «إشارة مرور» إخراج خيري بشارة وبطولة ليلى علوي ومحمد فؤاد.
ليلة واحدة
يجري حاليا تصوير أكثر من فيلم تقع أحداثه في يوم واحد مع استخدام أسلوب «الفلاش باك» منها فيلم «ليلة واحدة»، الذي تدور أحداثه في إطار بوليسي عن جريمة قتل تقع داخل أحد معسكرات الشباب في يوم واحد يتم التحقيق فيها للوصول إلى القاتل الحقيقي، الفيلم تأليف محمد سليمان وإخراج أكرم فريد وبطولة السوري جمال سليمان ومعه مجموعة من الممثلين الشباب منهم راندا البحيري وياسمين رائف وشريف عبدالمنعم· كما يجري تصوير المشاهد الأخيرة من فيلم «يوم ما اتقابلنا» قصة تغريد العصفوري وسيناريو وحوار زينب عزيز وإخراج إسماعيل مراد وبطولة لبلبة ومحمود حميدة وعلا غانم ومحمد نجاتي وغادة إبراهيم، وتدور أحداثه أيضا في 24 ساعة فقط يلتقي خلالها أبطال الفيلم ببعضهم بعضا بعد فراق دام قرابة 25 سنة كانوا يرتبطون قبلها بعلاقات عاطفية حالت الظروف دون استمرارها واتمامها بالزواج، ليذهب كلّ منهم بعيدا عن الآخر ثم يلتقون ويسترجعون ذكرياتهم، وفيما يبدو فإنّ المخرج إسماعيل مراد سوف يتخصص في إخراج الأفلام التي تدور أحداثها في يوم واحد فقط· ففي حين أن فيلمه «يوم اتقابلنا» يعد الثالث له في الإخراج السينمائي، فإن فيلمه الثاني وهو «صياد اليمام» الذي انتهي من تصويره مؤخرا بعد أن كان قد بدأه منذ ما يزيد علي العامين ونصف العام، ولم يتحدد حتى الآنَ موعدا لعرضه فإنه أيضا تدور أحداثه في يوم واحد فقط من خلال رجل يهوي الصيد وخلال قيامه برحلة صيد تعود به الذكريات من خلال الفلاش باك بأهم الأحداث التي مرت به في حياته منذ طفولته وحتى هذه الليلة.
وفيلم «صياد اليمام» قصة الأديب إبراهيم عبدالمجيد وسيناريو وحوار علاء عزام وبطولة أشرف عبدالباقي وعلا غانم وصلاح عبدالله وطلعت زكريا وبسمه والفيلمان «صياد اليمام» و «يوم ما اتقابلنا» من إنتاج مخرجهما إسماعيل مراد الأوّل بالمشاركة مع اتحاد الإذاعة والتليفزيون والثاني بالمشاركة مع صوت القاهرة·
وينضم لتلك القائمة فيلم «ليلة البيبي دول» بطولة محمود عبدالعزيز ونور الشريف وحسين فهمي وجمال سليمان ،و تدور أحداث الفيلم حول أحد الأشخاص يضطر للهجرة للخارج بعد نكسة يونيو 1967 وبعد أكثر من 20 سنة يقرر العودة لمصر لمدة ليلة واحدة يريد خلالها تحقيق حلمه في إنجاب طفل من زوجة مصرية، ومن خلال تلك الليلة يلتقي هذا الشخص محمود عبدالعزيز بمجموعة من أصدقائه الذين ينتمون مثله لجيل الستينيات ويسترجعون معا ذكريات تلك السنوات.
والفيلم من تأليف السيناريست الراحل عبدالحي أديب، ومن إنتاج شركة جودنيوز ، وإخراج عادل أديب، والفيلم عائلي إنتاجا وتأليفا وإخراجا.
وكذلك من الأفلام التي عرضت في الصالات السينمائية ، وتدور أغلب أحداثها في يوم واحد فقط فيلم «أسد وأربع قطط» إخراج سامح عبدالعزيز وبطولة هاني رمزي وأعضاء فريق الفور كاتس الغنائي والمكون من أربع فتيات ولطفي لبيب وتدور أحداثه في إطار غنائي كوميدي حول قدوم فريق الفور كاتس لإحياء حفل غنائي بالقاهرة وأثناء التحضير لهذا الحفل تقع جريمة قتل يكون الشاهد الوحيد عليها هنّ عضوات الفريق الغنائي فيتم تكليف الضابط شبل هاني رمزي لتأمينهنّ والحفاظ على حياتهنّ حتى يتم القبض على القاتل وينتهي الفريق من حفله ويعود إلى بلده
العدد 2015 - الأربعاء 12 مارس 2008م الموافق 04 ربيع الاول 1429هـ