العدد 2025 - السبت 22 مارس 2008م الموافق 14 ربيع الاول 1429هـ

الحاضنات التكنولوجية

هديل العبيدي comments [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

تتردد كثيرا هذه الأيام على مسامعنا مفردة «الحاضنة» والتي تعني ذلك المكان الذي يكون بمثابة بيئة لشيئ معين (وليد) بغض النظر عن نوعه إذ تقوم الحاضنة باحتضانه ورعايته وتوفير الحماية اللازمة له من أي مخاطر يتعرض لها وإمداده بالطاقة المستمرة لغرض الإدامة.

وتمتلك الحاضنة كل الاحتياجات والمتطلبات الواجب توفرها لتنمية الداخل لها من خلال إمداده بكل مايحتاجه من عوامل النمو والتقوية لينهض ويستقر ويظهر للوجود.

وتبعا» لهذا السياق ظهر مفهوم حديث في عالم المعرفة والاقتصاد إذ يقوم بتسقيط تلك المفردة لتبني الأفكار والمفاهيم التكنولوجية والإبداعية وهذا مايسمى بالحاضنات التكنولوجية

إذ تعتبر الحاضنة إطار يدعم و يمكن أصحاب المشاريع ورجال الأعمال من تبني الأفكار التكنولوجية المبتكرة من قبل الخبراء والمفكرين على حد سواء إذ تقوم بأخذ الافكار وتطويرها واستثمارها، والوصول إلى نقطة يمكن من خلالها جذب استثمارات القطاع الخاص.

إن الحاضنات التكنولوجية تقوم بدعم الشركات الجديدة والمشاريع الصغيرة والفتية وذلك بإعطاء فرصة لتطوير القدرات والامكانات التكنولوجية المبتكرة، كذلك تقوم بإنشاء مؤسسات جديدة لتسويق بعض هذه الأفكار

إن الحاضنة تكون عبارة عن برنامج يطبق ويفعل في جميع أنحاء العالم يأخذ على عاتقه المساندة وتقديم الحلول الناجحة من خلال توجيه ودعم القطاع العام والمؤسسات التابعة إلى الصناعة والتجارة.

تعتمد الحاضنة على المعارف المكنونة والأفكار وتحويلها إلى منتجات تجارية قابلة للتصدير من خلال تشكيلها على هيئة مشاريع تجارية ثم انتاجها وتسويقها في مختلف أنحاء العالم.

وعلى القطاع العام احتضان فكرة الحاضنات التكنولوجية وتنميتها وإمدادها بكل أنواع المساعدات من حيث الموراد المالية والمعنوية وأدوات التوجيه المهني، والمساعدة الإدارية، للخبراء والمفكرين (المحتضنين للأفكار والخبرات), بحيث يجوز لهم في الحاضنة تحويل الأفكار المجردة إلى منتجات ذات جدوى ومزايا، تكون لهذه المنتجات حاجة وطلب في السوق العالمية، بحيث إن منظمي المشاريع وخلال مدة النشاط في الحاضنة التكنولوجية يقومون بتعزيز احتمالات رفع الاستثمارات والإيرادت المالية التي يحتاجونها، وإيجاد الشركاء الاستراتيجيين، وتقديم الدعم للشركات الصغيرة إلى أن تستطيع الوقوف على قدميها في مواجهة الشركات الأخرى.

إن الغرض الرئيسي من الحاضنة التكنولوجية مساعدة أصحاب المشاريع الفتية ودعم منتجاتهم بالأفكار بتنفيذ مشاريعهم وتحسين فرص النجاح في عالم المنافسة المتزايدة من خلال التنمية إذ الحاضنة تقدم الخدمات الآتية: المساعدة في الحصول على الموارد المالية اللازمة لتنفيذ المشروع, المساعدة في تشكيل وتنظيم فريق البحث والتطوير, تقديم المشوره الفنية والادارية, والتوجيه والاشراف, السكرتارية الادارية والخدمات والصيانة, والمشتريات والمحاسبه, والمشورة القانونية, والمساعدة في جمع رؤوس الأموال والاعداد لعملية التسويق.

وتكون معايير قبول دعم المشاريع في الحاضنة هو أن يكون المشروع مستندا على أسس علمية ويحمل أفكارا مبتكرة وتكنولوجية تهدف إلى تطوير المنتج وإمكانية تسويقه.

إن مياديين نشاط الحاضنات التكنولوجية متعددة ومتشعبة وهي أقرب ماتكون إلى الواقع من المعاهد البحثية والتطويرية المنتجة المدعومة بالبنى التحتية والتكنولوجية المتاحة لها.

واليوم، اتجهت الحاضنات التكنولوجية نحو تخصصات علمية مهمة منها الصناعات البتروكمياوية، والصناعات الهندسية والطبية ولعل من أهمها حاضنات البرمجيات التي تدخل في كل المجالات والمعتمدة على بناء صناعات تقنية معتمدة على برمجيات المعرفة بحيث نمتلك برمجيات خاصة بنا لاتكون نماذج معربة فقط وإنما تكون برمجيات عربية قوية قادرة على الاستمرار في ظل المنافسة المتزايدة .

وهنا يجب أن نمتلك كفاءة هندسة البرمجيات لتقوم بإدارة العملية كلها بحيث نحتاج إلى بناء نموذج حاضنة تقنية عربية تكون عبارة عن منظومة عمل متكاملة تتضمن بناء مؤسسات تعليمية أو بحثية تهدف إلى تنمية عربية.

ومن هذا المنطلق ماذا سيحدث لو امتلكنا حاضنات تقنية منافسة خاصة بصناعاتنا العربية بحيث تقوي التنمية العربية وتحسن مستوى المعيشة للمواطن العربي من خلال احتضان أفكار المفكرين والخبراء العرب والاعتماد عليهم وتقديم كل سبل الدعم لهم في ايجاد منتجات عربية تستطيع أن تخدم المجتمعات العربية بكل اطيافها؟.

ولغرض الوصول إلى هذة المرحلة نحتاج إلى بناء مجتمعات معرفية قادرة على تفعيل دور الحاضنات التكنولوجية ليس فقط من خلال بنائها وإنما إمدادها بالفكر والإبداع العربي الأصيل لنكون نحن من (يفكر ويبني وينفذ) من خلال استغلال العقل العربي واعتباره رأس المال وتوظيف بحثنا العلمي في إحداث التغيرات التي تخدم مجتمعنا العربي والوصول إلى تطبيقات عربية تقنية متطورة.

إقرأ أيضا لـ "هديل العبيدي "

العدد 2025 - السبت 22 مارس 2008م الموافق 14 ربيع الاول 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً