العدد 2041 - الإثنين 07 أبريل 2008م الموافق 30 ربيع الاول 1429هـ

«دائـــرة الســـوء»

جعفر الجمري jaffar.aljamri [at] alwasatnews.com

-

دخلنا «دائرة السوء» ولن نخرج منها. ما يبدو حراكا سياسيا في البحرين لا يختلف كثيرا عن مشاجرة في «غُرزة» بحي الباطنية!.

ثمة ضخ لحال من التوتر والتصيُّد وتسجيل النقاط في المجلس شبيه بحال التصيد الذي يلتقطه مدرسو الستينات على الطلبة من قبيل ابتداء كلمة الصباح في الإذاعة المدرسية قبل البسملة، ومن قبيل ذكر الأئمة والصحابة من دون السلام أو الترضّي عليهم.

***

وجه من وجوه الفساد، وضع متاريس ضد استجواب وزير أو التلاعب بالصلاحيات، بدءا من صلاحيات رئيس المجلس إلى الفرَّاش مرورا بإزالة ما يُظن أنه صليب على سيارات إسعاف وزارة الصحة، وحتى ضخ البيانات المتعلقة بجواز ختان «السنانير» من عدمه! كل ذلك صور من صور الفساد والتواطؤ وإدخال البلد في نفق على كثيرين ألا يأملوا بوجود ضوء في نهايته!.

***

أُهدر عامان من انتظار الأمة نتيجة تتمخض عن المجلس الموقر. سنجاري المزاج العام والشارع ونؤمن أن المجلس يتكون من كتلتين إيمانيتين، يسارية وأخرى يمينية، على رغم خلو تمثيل اليسار واليمين في المجلس. ما الذي أفاضته علينا الكتلتان سوى الانفجار الطائفي الذي غطى على انفجارات عمد إليها صبية آمنوا بالفوضى «فزادتهم ضياعا لا هدى».

ما يحدث داخل المجلس من انفجارات تتحزم بالطائفية أشد خطورة مما يحدث خارجه. كل انفعال وخروج عن اللياقة والأدب هو بمثابة ضوء أخضر لأنصار الكتل في الشارع، وهذا تماما ما يحدث الآن.

***

ليتغزل صاحب «شيرين» بمن يشاء من المدنيين والعسكر. لا تثريب على الرجل. لم يك يحلم بأن يصبح «نجما» صار في الصفوف الأولى لحفلات الزار وحفلات أخرى يعلم تفاصيلها. منطق مسترزق كذاك لا يريد خيرا للبلد. يريد استمرارا لعموده القمئ كي يعب من حصيلته عقده وأمراضه ونفسيته المشوهة. نحن على استعداد تام لتحمل «استفراغه» اليومي وكذبه ودجله ونفاقه وتنطعه وتحريضه بتقارير شبه يومية، لكننا لسنا على استعداد لتحمّل نفَسِه وهو يحاول أن يقنعنا بأنه غير معنيّ بالقبض من فوق وتحت الطاولة!.

***

على الاتحاد العام للنقابات إيجاد تخريجة لمطالبته نقابة عمال «ألبا» بالمتأخرات للثلاث سنوات السابقة. عمّال طحنتهم سياسات الإدارة العليا السابقة وسرقاتها التي وصلت روائحها إلى الولايات المتحدة الأميركية. القروض التي لا تقل فوائدها عن المصارف التجارية. مشروع الإسكان الذي توقف. الرواتب المخجلة. بيئة العمل غير الصحية في ظل الإدارة العليا السابقة، وديون تحتوشهم ذات اليمين وذات الشمال. ثمة تكييف إنساني عليه أن يقرأ الأوضاع التي يعيشها العمال في الشركة مقارنة بزملائهم في شركات - لا أقول خارج البحرين - داخل البحرين، ومن ثم يتخذ قراره بناء على ذلك التكييف (ترى الضرب في شبه الميت حرام).

***

لا أكره حركة «حق» ولا أحبها في الوقت نفسه. ذلك حق طبيعي لي. أنا أؤمن - قد أكون مخطئا - أن المسار الذي اختطته لن يوصل البلد إلى أية نقطة تلاق. مسار مواجهة تنتظره بعض أطراف في الحكومة على أحرّ من الجمر، وتدعو الله ليل نهار ألا يتراجع أصحابه لتوليد وتخليق أكثر من مبرر لمضاعفة حال الاحتقان والتجاوز في المواجهات والشارع. مثل هذا الوضع لن يؤسس ويثبّت حقوق الإنسان والقانون أو حتى البطيخ!.

تتحدثون عن العودة إلى المربع الأول وتستنكرونه، وحين تجرّون الجماهير إلى المربع ذاته على الجميع أن يرفعوا أصواتهم بالهتاف لكم.

إلى أين تفضي الدعوة للعودة إلى المربعات؟ الكل يعلم: إلى المشمش المرّ!.

هل هي دعوة إلى الرضا بالوضع القائم؟ لا أحد يقول بذلك. فقط هو الأسلوب. الأسلوب طريقة حياة. ولا أعتقد أن الأسلوب الذي تتبعه «حق» فيه شيء من حياة. هو دعوة إلى الموت الجماعي لشارع محبط. لكن لم أجد أمة في التاريخ تذهب إلى الموت فقط لأنها محبطة، وإلا لكان سكان هذا الكوكب لا يتجاوزون عشرات الملايين بعد آلاف من سنوات الخلق!.

إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"

العدد 2041 - الإثنين 07 أبريل 2008م الموافق 30 ربيع الاول 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً