قالت وزارة شئون البلديات والزراعة إن قياس مستوى النظافة أمر نسبي ويختلف من فرد إلى آخر ولا يمكن تعميم رؤية معينة على الآخرين. جاء ذلك ردا على ما أوردته كتلة الأصالة الإسلامية وعضو مجلس بلدي الشمالية خالد الكعبي في الصحف المحلية يوم الأحد الماضي الموافق 13 أبريل/ نيسان 2008 بخصوص إجراء دراسة قائمة على استبانة بخصوص وضع النظافة في الدائرة السادسة في المحافظة الشمالية وقولهم إن 85 في المئة من أهالي الدائرة يطالبون باستجواب وزير شئون البلديات والزراعة منصور بن رجب.
وأوضح رئيس العلاقات العامة والإعلام في الوزارة عادل المرزوق أن الوزارة وبتوجيهات من الوزير تتطلع لتلقي الانتقادات التي تصب في تطوير العمل وتحديثه كونها من الوزارات الخدمية التي تسعى لتقديم أرقى الخدمات للمواطنين وهذا يتطلب منها التحديث المستمر الذي لن يتأتى من دون التعرف على جميع وجهات النظر وعلى ردود الفعل بشأن جميع مشروعات وبرامج الوزارة وهي تستفيد من هذه الملاحظات في تطوير عملها والارتقاء به من مختلف الجوانب.
وأشاد المرزوق بدور مجلس بلدي الشمالية، مؤكدا أن الجميع يعملون لما فيه المصلحة العامة وبما يسهم في تغطية أوجه النقص أو القصور في أي جانب، إذ إن مسئولية النظافة مشتركة بين الجميع من وزارة ومجالس بلدية ومواطنين ومقيمين.
وأضاف أن مشكلة النظافة قائمة على ترسبات سابقة وليست وليدة اللحظة، وعملت الوزارة وبتوجيهات من الوزير على علاج الوضع والتغلب على المشكلة من خلال ترسية مناقصة النظافة الجديدة لمحافظات الشمالية والوسطى والجنوبية، إذ من المنتظر توقيع العقد مع الشركة الجديدة قريبا بما يتضمنه العقد الجديد من بنود والتزامات تسهم في القضاء على المشكلة نهائيا ومنع تكرارها في المستقبل، وكل هذه الإجراءات تتم بموافقة أعضاء المجالس البلدية الذين سيطلعون على العقد وسيعطون موافقتهم عليه.
وبين المرزوق أن الوزارة قامت على وجه السرعة باتخاذ عدد من الإجراءات بالتنسيق مع المجالس البلدية لأجل علاج الوضع وتغطية انسحاب شركة عالم فلورا بدئا من مارس/ آذار الماضي، إذ توقفت الشركة عن العمل. وأسهمت هذه الإجراءات بشهادة أعضاء في المجالس البلدية الثلاثة (الشمالية والوسطى والجنوبية) في السيطرة على الوضع.
وأكد المرزوق أن وزارة شئون البلديات والزراعة ماضية في القيام بالأعمال المنوطة بها وتحقيق ما يتطلع له المواطنون، وذلك بتوجيهات من القيادة وعلى رأسها عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة الذي نستلهم من مشروعه الإصلاحي الشفافية في العمل والسعي إلى خدمة المواطنين والمقيمين في المجالات كافة، فالوزارة وعلى رغم التطور العمراني الضخم الذي شهدته البلاد خلال السنوات الخمس الماضية فإنها تمكنت من مسايرته من مختلف النواحي، فكل مشروع ينشأ على مملكة البحرين يكون مرتبطا بالوزارة ويضيف عبئا إضافيا من النواحي الإدارية والفنية ومع ذلك تمكنت الوزارة من مسايرة كل ذلك وبشهادة رؤساء وأعضاء المجالس البلدية وبعض النواب المحترمين.
وشكر المرزوق عضو مجلس بلدي الشمالية ممثل الدائرة السادسة خالد الكعبي وكتلة الأصالة الإسلامية على الدراسة التي قامت بها بما يؤكد حرصها على تلمس مواطن الخلل والعمل على حلها، وتمنى أن تكون الاستبانة صادرة عن مجلس بلدي الشمالية ليتم طرحها بصورة علمية ومنطقية للخروج بنتائج واستدلالات يمكن الاستفادة منها في تغطية جميع أوجه القصور الموجودة، ومع علم رئيس وأعضاء المجلس حتى يتحقق كل ما نصبو إليه لإنجاح العمل البلدي في المملكة.
وأكد أن الوزارة وبتوجيهات من مجلس الوزراء تحرص على الارتقاء بالمستوى العام للنظافة في مختلف المناطق، وقد أثمرت جهود الوزارة والمجالس البلدية والأجهزة التنفيذية عن تجاوز سلبيات توقف شركة عالم فلورا عن العمل في 3 مارس 2008 من خلال التعاقد مع شركتين مساندتين للقيام بأعمال النظافة في المحافظات الثلاث، وتم توفير 1500 حاوية لتجميع المخلفات المنزلية في الأحياء بعد الحصول على موافقة مجلس المناقصات، كما تم توفير 20 كابسة إضافية بما يلبي متطلبات تجميع عمليات النظافة اليومية وهي كذلك في ازدياد من ناحية الآليات والمعدات والعمالة، إذ أصدر الوزير توجيهاته بتوفير جميع الإمكانات والموارد لدعم النظافة، وتم تشكيل فرق عمل للطوارئ مع الرقابة المستمرة لعملية تجميع المخلفات المنزلية.
وأشار إلى أنه بعد هذه الإجراءات لاحظ الجميع وفي المحافظات الثلاث تحسن مستوى النظافة وهذا ما أكده أعضاء من المجالس البلدية الثلاثة في المحافظات الثلاث وما لمسه الجميع على أرض الواقع، كما أن مشكلة النظافة موجودة في المحافظات الثلاث، وشهدت هذه المشكلة تحسنا كبيرا في المحافظات الثلاث وتضخيم الأمور وعكسها بشكل مبالغ فيه هو أمر مخالف للواقع.
كما قال المرزوق: «إن المجالس البلدية والوزارة يكملان بعضهما الآخر، وإن أي نجاح هو نجاح مشترك لن ننسبه إلى الوزارة فقط، وكذلك الحال بالنسبة إلى المجالس البلدية، وإن الهدف المشترك هو النهوض بمستوى الخدمات البلدية لمسايرة النهضة الوطنية الشاملة في هذا البلد العزيز على كل مواطن ومقيم وليس لشخص أو جمعية تقوم باستبانة خاصة».
وأضاف أن «الوزير بن رجب ومن خلال زياراته الميدانية لمختلف المناطق في مملكة البحرين تلمس بشكل مباشر جميع المشكلات والمعوقات في مجال النظافة، وهو دائم الإشادة بتعاون المواطنين، كما يسعى إلى تلبية رغباتهم قدر الإمكان ومن دون استثناء، وإن كل ما يؤرق المواطن في أي مجمع وأي محافظة يورقنا فكلها مجتمعة تمثل النسيج الوطني لمملكة البحرين، والوزير وجه إلى ضرورة الاهتمام بتوفير أعلى مستويات الخدمة البلدية لجميع المناطق في البلاد من دون تمييز أو استثناء وهذا إنما يأتي بتعاون المجالس البلدية وأجهزتها التنفيذية وأما النجاح فهو مشترك وحليف الجميع».
العدد 2049 - الثلثاء 15 أبريل 2008م الموافق 08 ربيع الثاني 1429هـ