العدد 2053 - السبت 19 أبريل 2008م الموافق 12 ربيع الثاني 1429هـ

ابتسام الكتبي ... مثالا

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

كان لي أواخر الأسبوع الماضي أن ألتقي بضيفة جمعية المنتدى الأكاديمية الإماراتية ابتسام الكتبي لساعتين، تطرقنا في اللقاء لأكثر من موضوعة وكانت الكتبي في كل موضوعة تدلو بدلوها بهدوء وثقة وصراحة. الانطباع الأخير الذي أسررت به لها في خاتمة اللقاء على غير عادة مع من ألتقيهم، هو أنها نموذج للمرأة الخليجية التي لم يصعد نجمها عبر تمكين مزيّف من السلطة السياسية في الخليج، وأنها ليست صناعة كرتونية. وعلى رغم أني لا أميل بهذا الرأي للتعليق بالسلب تجاه ما أنجزته المرأة البحرينية مطلقا، إلا أن المتتبع لما أنتجته الكثير من الأسماء النسوية في التجربة البحرينية لا بد وأن يصاب بنسبة لا بأس لها من الإحباط الممزوج بتساؤل كبير: هل يقتضي الشروع في تمكين المرأة بحرينيّا، أن تصعد المتردية والنطيحة وما أكل السبع على ظهور الناس؟

البحرين التي تم تصنيفها في أكثر من مرة بأنها حققت نتائج إيجابية في تمكين المرأة البحرينية تحديدا، تزخر اليوم ببعض النماذج النسوية التي لا غبار عليها، ولا خلاف على أن هذا البعض هو صنيعة ثقافتها وجهودها الشخصية من دون الحاجة إلى ما تبرع فيه الأخريات من تسلق مفضوح وسلوك متطفل على أكتاف السلطة من مؤسسة إلى أخرى ومن راعٍ لآخر وصولا إلى أعلى المراكز في الدولة. وإذا كانت أجهزة الإعلام المحلية عاجزة عن اختبار حقيقة مثل هذه التجارب عبر حمايتها من التواجه مع الخطاب الآخر وجها لوجه، فقد أثبت الإعلام الخليجي في أكثر من برنامج واستضافة ضحالة هذه النماذج التي تمت صناعتها لتحقيق أهداف محددة، هي في الغالب أهداف بعض أطراف التأزيم في السلطة.

الإماراتية ابتسام الكتبي حين سألتها عن مثل هذه النماذج التي تصنعها السلطة من الإعلاميات والسياسيات أكدت أن هذه النماذج هي بمثابة المشروع المؤسس لـ «تأنيث الاستبداد والقمع». وأعتقد شخصيا، أن لا يمكن للبحرين إلا أن تكون بالتحديد إحدى هذه النماذج التي يتم اختبارها اليوم ببعض من النسوة اللاتي أثبتت العديد من المحطات والاختبارات ضعفهن وضحالة مستوياتهن الثقافية والسياسية. وهو ما لا نستثني منه بعض اللاتي يتم تصنيفهن في مستويات النخبة السياسية أو الثقافية في البحرين.

جميع المناصب التي ظفرن بها أمثال هذه النماذج كان من الممكن أن تحتمل وأن تقبل ما خلا إحداهن، فذه طامة كبرى بكل المقاييس لسببين اثنين: الأول هو أن ما تلفظه هذه من أخطاء لا يتناسب وتوصيف «ذوي الخبرة والكفاءة»، وثانيا، أن من يخون أبناء بلده وأهله (والدتها مولودة في إيران) هو بالتأكيد ليس محط ثقة الناس ولا يحق له تمثيلهم.

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 2053 - السبت 19 أبريل 2008م الموافق 12 ربيع الثاني 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً