حذر برنامج الأغذية العالمي أمس الأول (الثلثاء) من أن ارتفاع أسعار الغذاء العالمية ربما يتسبب في حدوث «تسونامي صامت» يمكن أن يغرق أكثر من 100 مليون شخص في مستنقع الجوع والفقر.

ويأتي التحذير الذي أطلقته المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي جوزيت شيران أمام مؤتمر بشأن ارتفاع أسعار الغذاء العالمية في لندن، في الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة البريطانية خطة لتقديم حزمة من المساعدات بقيمة 455 مليون جنيه إسترليني (910 ملايين دولار) للمساعدة في تخفيف تأثير تلك الأزمة على فقراء العالم.

وكانت شيران تشارك في اجتماع مائدة مستديرة في ضيافة رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون في مقر رئاسة الوزراء بداونينغ ستريت وحضره عدد من كبار الخبراء ومنظمات الإغاثة والمزارعين وممثلون عن كبرى سلاسل المتاجر.

ووصف براون الأزمة بأنها «تحدٍّ أخلاقي» لكل الناس، وقال إن أسعار الغذاء العالمية في أعلى مستوى لها منذ العام 1945.

وحث أيضا على تبني «نهج أكثر انتقائية» في موضوع الوقود الحيوي، مضيفا أن بريطانيا ستدفع من أجل تغيير أهداف الاتحاد الأوروبي الخاصة باستخدام الوقود الحيوي.

ومن بين الأموال التي رصدتها بريطانيا، سيوجه 30 مليون جنيه بشكل مباشر إلى صندوق الأغذية العالمي، فيما سيخصص 400 مليون جنيه للبحوث الزراعية و25 مليون جنيه لزيادة دخول الناس الأكثر فقرا في أثيوبيا، إحدى أكثر الدول تأثرا.

وقال وزير التنمية البريطاني الذي ترأس الاجتماع دوغلاس ألكسندر إن تلك الحزمة صممت من أجل التعامل مع الاحتياجات قصيرة الأمد والوصول إلى حلول طويلة المدى.

وقالت شيران إن المجتمع الدولي يحتاج إلى أن يستجيب كما فعل من قبل عندما قتلت موجات المد العاتية (تسونامي) العام 2004 في المحيط الهندي 250 ألف شخص وشردت 10 ملايين آخرين.

وقالت: «إن هذا وجه جديد للجوع - ملايين الناس الذين لم يكونوا في فئة المحتاجين إلى الغذاء بشكل ضروري منذ 6 أشهر أصبحوا الآن ضمن هذه الفئة». وأضافت أن الخبراء يعتقدون أن أسعار الغذاء المرتفعة دفعت بنحو 100 مليون شخص بشكل أعمق نحو الفقر. وقالت إن رد الفعل المطلوب لابد أن يتساوى مع المساعدات التي أعطيت لضحايا تسونامي وبلغت 6 مليارات دولار.

وتابعت: «نحن نحتاج نوع الفعل والكرم نفسه. وما نراه اليوم أنه يؤثر على المزيد من الناس في كل قارة ما يتسبب في خسارات في الحياة وفي الغذاء ما سيضر بالأطفال طول عمرهم». ورحبت منظمات إغاثة بإعادة النظر في قضية الوقود الحيوي التي أشار إليها براون.