العدد 2064 - الأربعاء 30 أبريل 2008م الموافق 23 ربيع الثاني 1429هـ

ضلالة هيلاري

محمد عبدالله محمد Mohd.Abdulla [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

هيلاري داين رودهام كلينتون قالت كلاما من مُعجم المعتوهين. لا أدري، هل كان ذلك نابعا من هوس المعركة المحتدمة بينها وبين منافسها باراك أوباما، أم هو عبور إلى مواقع متقدمة عبر الرئة الصهيونية ولوبيها النافذ في الولايات المتحدة الأميركية؟

فعندما سُئِلَت عن رد الولايات المتحدة الأميركية على هجوم إيراني نووي محتمل على الكيان الصهيوني، قالت “ليعلم الإيرانيون أنني في حال انتخابي رئيسا سأهاجم إيران، وخلال السنوات العشر المقبلة التي يمكن أن يفكروا خلالها بشن هجوم متهور على (الكيان الصهيوني) سنكون قادرين على إزالتهم كليا عن الخريطة”.

ولربما تكون هذه المزايدة على حماية أمن الكيان الصهيوني العربون المفضل الذي يمكن أن يعينها على خوض الجولات التسع المتبقية لها قبل يونيو/ حزيران المقبل، وتقليل الفارق “الرقمي” بينها وبين غريمها الذي حصل على 1723، متقدما بذلك عليها بـ137 نقطة.

وهو ما حصل فعلا. فقد جاء فوزها في ولاية بنسلفانيا بعد تصريحاتها النارية ضد إيران بداية للصفقة الهيلارية - الصهيونية، حين صوتت لها أقليات انتخابية محورية في تلك الولاية التاريخية في طليعتها الصوت اليهودي المتمركز في ضواحيها الغنية وصوت الطبقة اليمينية المحافظة بحسب أسبوعية “ويكلي ستاندرد”.

هذه المرأة الستينية عاشت موتورة في حياتها. فقد ثكلها زوجها ويليام جيفرسون كلينتون مرتين، مرة حينما خانها مع مونيكا لوينسكي، ومرة حين اضطرها إلى أن تدافع عن نفسها بشكل فج عندما اتهمتها زوجة منافسها ميشيل أوباما بقولها “نحن نعتبر أنه إن لم يكن المرء قادرا على إدارة بيته الخاص، فهو بالطبع لا يستطيع إدارة البيت الأبيض”!.

من يدخل موقعها على الإنترنت يرى حجم التسويق الذي توظفه لشخصها، حين استعارت مقولة الرئيس الأميركي السابق هاري ترومان: “إذا لم تكن قادرا على تحمل الحرارة فعليك الخروج من المطبخ”. في غمزة منها لغريمها أوباما ومواقفه من القضايا الدولية.

كلينتون قالت كلاما خطيرا عن إيران عندما هددت بمحوها. وهي قبل ذلك كانت تنعت خطاب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد تجاه الكيان الصهيوني بالديماغوجي، لكن متطلبات الفوز جعلتها أكثر “تصقرا” من الرئيس الحالي.

فهي وخلال الواحد وعشرين مناظرة التي أجرتها مع غريمها “الخلاسي” لم تفقد اتزانها، بل حتى عندما قامت إحدى الأميركيات بالكشف عن عورتها أمامها احتجاجا على ترشيح هيلاري لنفسها آثرت الأخيرة الصمت والنظر إليها بعيني باشق.

إن أرادت هيلاري أن تبدأ مشوارها في ممر عنق الزجاجة الأخير للانتخابات عبر خطابات كهذه فلا أظن أن الناخب الأميركي سيبذل جهدا كبيرا في المفاضلة بينها وبين غيرها من المترشحين.

فبوش الأب الذي في عهده تكسرت عظام الشيوعية وأركع نظام صدام حسين بعد إخراجه من الكويت، لم يستطع أن يقنع الأميركيين بالسجود إليه فضلا عن ترشيحهم له أمام منافسه الأشقر.

هي تعلم أن الإدارة الأميركية الحالية لم تستطع أن تستخدم غلواءها اليميني في شل يد إيران في الشرق الأوسط، بل على العكس اضطرت إلى أن تجلس معها ثلاث مرات لإبعاد ما أمكن من نُكافها في العراق.

وبالتالي فإن الأكيد أن ما حصل من هذه السيدة هو دون القصد (الملزم) وأعلى من زلة اللسان. وإن كان لهيلاري متاع تريد تسويقه، فلابد لها أن تعلم أن طريق الفوز بالرئاسة اليوم هو شبيه بالطريق الذي تعبَّد لزوجها قبل 15 عاما والقائم على تعزيز دولة الرفاه الاجتماعي وليس على منصة صواريخ.

إقرأ أيضا لـ "محمد عبدالله محمد"

العدد 2064 - الأربعاء 30 أبريل 2008م الموافق 23 ربيع الثاني 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً