العدد 2069 - الإثنين 05 مايو 2008م الموافق 28 ربيع الثاني 1429هـ

فضل الله: لبنان سيظل ساحة مفتوحة للصراعات الخارجية

أكد أن المجتمع الدولي هو أميركا و«إسرائيل»

الوسط - محرر الشئون السياسية 

05 مايو 2008

رأى المرجع الديني السيد محمد حسين فضل الله، أن لبنان سيظل ساحة مفتوحة على الصراعات الخارجية وسيبقى الرئة التي تنفّس فيها مشكلات المنطقة، لأن هناك في الداخل من يعمل على اجتذاب الآخرين والاستماع إليهم وهناك من يعمل للاندماج مع الخارج.

وأكّد فضل الله في بيان تلقت «الوسط» نسخة منه خلال استقباله وفدا من فعاليات منطقة جبيل من مختلف الطوائف اللبنانية، أن المجتمع الدولي هو المجتمع الأميركي ـ الإسرائيلي الذي لم يُحرّك ساكنا عندما دمرت «إسرائيل» لبنان.

وأوضح أنّ الظروف التي صنعت لبنان في المنطقة من خلال «سايكس بيكو» وغيرها، والخلفيات والتعقيدات التي تقاطعت عندها الأهداف الاستعمارية في تلك المرحلة، أرادت أن يكون في المنطقة العربية بلد لا توحده دولته، وإنما يعيش في نطاق القسمة المذهبية والطائفية والتي مهما أعطيت من عناوين فإنها تمعن تقديم الانقسام على كل شيء، لأنها تظل تعمل على تقسيم البلد وتقسيم الناس... لأن كل طائفة تظل تبحث عن نفسها في الكيان الطائفي العام فلا تجد لنفسها وجودا مميزا إلا من خلال الانفتاح الطائفي لا الوطني على الخارج، ومن هنا دخلنا في وطن الولايات غير المتحدة.

وأضاف: لماذا تصر المواقع الدينية والسياسية على أن النائب المسيحي لابد أن ينتخب من قبل المسيحيين والنائب المسلم من قبل المسلمين... ولماذا تستمر الخلافات بشأن قانون الانتخاب تارة لحساب عناوين سياسية وأخرى لحساب العناوين الطائفية؟... كل ذلك لتغليب المنطق الطائفي والمذهبي على مبدأ المواطنة... ولذلك فإن النظام الطائفي لايزال يتحكم بلبنانه إلى أن صار لبنان غير لبناني... ولذلك فإنّك عندما تحدّق مليّا في هذا اللبنان فإنك لا تبصر إلا لبنان الأميركي ولبنان السعودي ولبنان الإيراني، ولبنان السوري؟!... ثم لماذا تتكرر زيارات المسئولين الدوليين والإقليميين للبنان من دون أن تكون زيارات مجاملة، أو زيارات تتحرك في النطاق الموضوعي لسياسة الدول، ولماذا تتحرك المساعدات من هنا وهناك، لتدخل في الحسابات الطائفية لا في الحسابات الوطنية، ولماذا تستمر الإستراتيجية المعتمدة من قبل الكثيرين في الخارج لشحذ الطوائف بالأسلحة الاقتصادية الخاصة ولا يعمل أصدقاء لبنان الكُثر على رفع المديونية عنه، وخصوصا في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الناس ومع البحبوحة النفطية الأخيرة في بلاد العرب وغيرهم.

وتابع: إذا حدّقت مليا في الانتماءات اللبنانية فستجد أكثرها غير لبناني، وستستمع إلى حديث متواصل عن «المجتمع الدولي»، ولكننا نتساءل: من هو المجتمع الدولي؟... المجتمع الدولي هو أميركا، وهو «إسرائيل»، وهو المجتمع الذي لم يُحرّك ساكنا عندما دمرّت «إسرائيل» لبنان وقتلت أطفاله في سلسلة من المجازر التي لا يجرؤ أحد على القيام بمثلها إلا أميركا كما تفعل في العراق وأفغانستان والصومال.

ورأى أن لبنان سيبقى الساحة المفتوحة على كل رياح العالم، وسيبقى الرئة التي تتنفس فيها كل مشكلات المنطقة، وسيظل ساحة للصراع بين أميركا وخصومها، وكل كلام للمسئولين اللبنانيين على أننا لا نريد أن يكون لبنان ساحة للصراعات الخارجية هو كلام غير دقيق لأن هناك من يعمل على اجتذاب الآخرين، وهناك من يستمع إليهم جيدا ومن يعمل برأيهم حتى في الوقت الذي ترتفع شعارات الحرية والاستقلال، لأن لبنان سيبقى بعيدا من ساحة الاستقلال الحقيقي في ظل هذا الاندماج مع الخارج، وسيظل يلعب دور الساحة أو دور مانع الصواعق... وسنظل نلتقي بجمهور أميركي وجمهور سعودي وجمهور إيراني وجمهور مصري وجمهور سوري في لبنان... وسنظل نلتقي بالعصبيات والحزبيات فيما يسمّونه تنوعا... وسيبقى هذا اللبنان الذي لا يملك من أمره شيئا يحظى باهتمام الخارج شريطة أن لا يتفق من هم في الداخل... وسنظل نلتقي بجمهور هنا وهناك يُصّفق كثيرا في لعبة القداسة لمن ليس هو بمقدس وفي مسرحية الخضوع للزعماء والشخصيات التي لا تنتج إلا ألوانا عصبية في الخطاب والموقف والحركة.

وختم فضل الله مشددا على ضرورة أن يسعى الجميع، كلّ بحسب طاقاته وإمكاناته، إلى «استيلاد» لبنان الجديد من خلال العمل على إنتاج جيل لبناني منفتح وغير متعصب، مشيرا إلى دور الجامعات الأساسي في هذا المجال، ومحذرا من تحويل المواقع الدراسية إلى مراكز تنتج المزيد من العصبيات والفئويات وعبادة الأشخاص.

العدد 2069 - الإثنين 05 مايو 2008م الموافق 28 ربيع الثاني 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً