أكد خطيب مركز أحمد الفاتح الإسلامي الشيخ عدنان القطان في حديث الجمعة أمس ضرورة أن ترجع الأمة الإسلامية إلى دينها ومبادئها السمحاء الراسخة لكي ترجع هيبتها ويستتب أمنها. جاء ذلك على خلفية اشتداد الأحداث الدامية في كل من العراق ولبنان وفلسطين المحتلة.

وقال القطان في مطلع خطبته: «إن أمتنا تمر بظروف صعبة للغاية، ومهما تكلمنا فإن اللسنان يعجز عن وصف المصيبة التي تمر بها هذه الأمة، فهناك معاناة فلسطين الجريحة، والعراق الحبيبة ولبنان التي تشهد هذه الأيام أحداثا لا ترضي أي مسلم وعربي، إذ نرى ونشاهد الدماء البريئة التي تسفك من غير حق ونحن مسئولون أمام الله عما يجري لأن الأمة أمتنا، فمن المؤسف أن تهدر هذه الدماء عبثا وهدرا، فرحم الله النفوس المؤمنة التي قضت في خضم هذه الأحداث الرهيبة».

وأضاف «عاشت جماهير المسلمين ولا تزال تعيش تحت شعارات وحزبيات واهية زائفة، فماذا أكسبت هذه الحزبيات وماذا أعطت أصحابها، لم تعط إلا الدمار وخراب البلدان، وماذا أعطت لشعبها، لقد أعطته نهب الخيرات والويلات ثم الويلات، ولا تزال كذلك حتى تحتكم إلى الإسلام والأمة الإسلامية كريمة على الله عزيزة عليه، وإن ابتلائها بالملمات سنة من السنن ليمحص الله الذين آمنوا».

وأوضح «كم من محن أظهر الله بها المؤمنون على المنافقين، ومحن ظهر فيها الولاء لله ولنبيه، وإننا بحق بحاجة إلى مراجعة شاملة إلى كل أحوالنا، وإن على الأمة أن تعالج الخلل الذي ينخر في جسدها من خلال مدد حضارتها وأصولها، وإن أولى الأوليات التي يجب على الأمة ألا تغفل عنها هو أنها بحاجة إلى الرجوع إلى الله، وأن على حكام العالم الإسلامي أن يتقوا الله لاتباع سبيل الإصلاح للأوضاع في بلدانهم وحماية شعوبهم من منطلق الحرص على وحدة الأمة وتقويتها مع الالتزام بمبادئ الإسلام الصحيحة وفق قاعدة الشريعة، فالله الله في الرأي الحاذق والعقل الراجح لكي لا تقع الأمة في سياسات حمقاء».

وقال القطان: «لقد حان الوقت لكي يستفيق الحاكم والمحكوم والعالم والمتعلم لإعادة الأمة الإسلامية إلى جادتها، وإن ذلك واجب على كل فرد، كل من موقعه (...) أليس في واقع الأمة وقائع غير سارة ومناهج مضطربة وانتشار للفتن في أرض المسلمين وانتشار مظاهر الإلحاد والزندقة».