العدد 2073 - الجمعة 09 مايو 2008م الموافق 03 جمادى الأولى 1429هـ

الكرة البحرينية بين الواقع المرير... والحلم الكبير

عندما تشاهد إحدى المباريات في دوري المملكة العربية السعودية ومباراة في دورينا راح تشوف الفرق الواضح وعندما تشاهد لاعبي الأندية في الدول الخليجية سواء من لاعبين محليين أو من لاعبين أجانب (محترفين) سترى الفرق، وكذلك عبر المنشآت والإعلام و... إلخ والقائمة تطول بين الفروق التي بيننا وبينهم.

ولكن تأتي الإنجازات في الدول المجاورة والتطوّر الواضح لدى بعضها سواء عبر أنديتها أو منتخباتها الوطنية وهو ما يحزّ بالنفس وخصوصا أننا نعلم أنّ كرة القدم الخليجية بدأت في البحرين وكانت أوّل دولة خليجية استضافت أوّل بطولة خليج... وحتى الآنَ منذ أكثر من 35 عاما... ونحن في البحرين (مكانك قف)، فلا تطوّر نلاحظه على منشآتنا ولا على دورينا... فمتى سيكون التغيير؟

المنشآت الرياضية

والحديث يطول هنا عن الأمور التي لاتزال تؤرق الشارع الرياضي البحريني.. فها نحن وبعد مرور 25 عاما على افتتاح الاستاد الوطني ونحن حتى هذا اليوم لا نملك غيره لكي تقام عليه مباريات المنتخب الوطني... والأدهى والأمر أنّ معظم أنديتنا الني تشارك في مباريات خارجية تستخدم أيضا هذا الاستاد في إقامة مبارياتها في أيّ بطولة تشارك فيها هذه الأندية، وهنا تجد الفرق بين الدول المجاورة والبحرين فالدول المجاورة ترى بها إمكانات هائلة جدا وتستطيع حتى استضافة بطولات عالمية مثل: كأس العالم وهو ما حدث في الإمارات في العام (2003) عندما استضافت الإمارات بطولة كأس العالم الرابعة عشرة للشباب... وهو ما يعني إنّ الإمارات قادرة على استضافة البطولات الكبرى... أضف إليها دولة قطر الشقيقة التي تملك منشآت استطاعت أنْ تثبتها في البطولة الآسيوية... أما نحن فلا حولَ لنا ولا قوّة... فمنشآتنا معدومة... ونريد الإنجاز! أعتقد أننا مازلنا بعيدينَ عن هذه الانجازات... ليس بسبب نقص المنشآت وإنما بسبب انعدامها تماما من المملكة.

اللاعبون (المحليون والأجانب)

أما من حيث اللاعبون المحليون واللاعبون الأجانب في الدوري الكروي فهناك فرق كبير بيننا وبين الدول المجاورة فاللاعبون المحليون هم لاعبون محترفون (يعني أنهم لا يملكون عملا غير كرة القدم ويسترزقون من كرة القدم) أمــا نحن في البحرين فما زال لاعبونا ينتظرون (الإجازة) عندما يشاركون مع المنتخبات أو الأندية الوطنية في المشاركات الخارجية على عكس قطر والسعودية فهم لاعبون متفرغون فقط لكرة القدم وهو ما ينعكس إيجابا على مدى جاهزيتهم البدنية والنفسية طوال الموسم الكروي... فإلى متى ونحن ننتظر تطبيق الاحتراف الفعلي للاعبين المحليين؟ أظننا سنصبر كثيرا حتى نرى هذا النوع من الاحتراف... لأننا لم نرَ حتى هذا اليوم بوادر لاحتراف لاعبينا المحليين.

أمّا اللاعبون الأجانب (المحترفين) فكل متابع لبقية الدوريات الخليجية يرى الفرق الكبير والهائل بين المحترفين في الأندية الخليجية والمحترفين دورينا فمستوى الدوري بالتأكيد ينم عن مستوى اللاعب الأجنبي المحترف وإذا ما قارنا اللاعبين الأجانب الذين في دورينا مع اللاعبين الأجانب في الدوريات الأخرى فأعتقد أنّ المقارنة ظالمة ولكن أعتقد أن اللاعب المحلي في الأندية الخليجية أفضل بكثير من اللاعبين الأجانب في دورينا.

الإعلام

وللحديث أكثر عن الدوريات الخليجية فلابدّ لنا وأن نتكلم عن الإعلام... الإعلام الذي يساهم كثيرا في تطوير الدوري المحلي لدينا في البحرين... فلننظر إلى قناة الدوري والكأس وقناة أبوظبي ودبي الرياضيتين وكذلك الرياضية السعودية وكيفية تفاعلها مع الدوريات المحلية في كل بلد أما قناتنا الرياضية تائهة جدا بين هذه القنوات وتراها بعيده كل البعد عن دورينا المحلي (اللهم بث الاستديو التحليلي قبل المباراة بـ 10 دقائق والتحليل بعد المباراة بربع ساعة) وعندما تبث المباراة ترى العجائب والغرائب من خلال التصوير (3 أو 4 كاميرات فقط) أمّا من ناحية التعليق فحدّث ولا حرج وكأنّ التعليق أصبح لكل مَنْ جاء وجلس أمام المايكرفون وقام بالحديث من ورائه أصبح معلّقا! أما من ناحية اخرى فنرى أنّ الصحافة المحلية تكون تغطيتها للدوري أفضل بكثير من القناة الرياضية فمتى ستصبح قناة البحرين الرياضية بنصف إمكانات القنوات الرياضية الأخرى؟ أم ستقتصر فقط على بث المباريات سواء كانت المباشرة أو المعادة والتي طالما شاهدناها في الفترات القليلة الماضية.

أما فيما يعني التطوّر الذي لم نعشه حتى هذا اليوم بل وتأخرنا عندما أصدر الاتحاد البحريني لكرة القدم بأنه سيدرس المقترحات لكي يعيد دوري الدمج في الموسم المقبل! وكأننا بحاجه إلى مثل هذا النوع من الدوري.. وخصوصا أننا نرى كيفية التطوّر في الاتحاد الآسيوي وطريقة إدارته للمسابقات الآسيوية والآليات التي وضعها لدوري أبطال آسيا على سبيل المثال.. أضف إلى ذلك أن متصدر ومتذيل الترتيب في دوري الدرجة الثانية سيصعدون في الموسم المقبل إلى هذا الدوري! فأين التطور الذي يشهده دورينا ونحن نتقدم خطوه... ونتأخر أربع خطوات؟! والأدهى والأمر عندما يتفاجأ المتتبع الرياضي لبعض القوانين (الفجائية) مثل زيادة فرق أندية الدرجة الأولى 12 نادي بدلا من 10 أندية! وكذلك صعود فريق وهبوط فريقين والعكس مثلا صعود فريقين وهبوط فريق واحد، والتحابي في بعض القرارات الإدارية على بعض الأندية! وغيرها من القوانين والقرارات التي لا نجد لها تفسير سوى محاباة الاتحاد لبعض الأندية المحلية ومبتعدين تماما (الاتحاد البحريني لكرة القدم) عن مصلحة الكرة البحرينية ومستقبلها الكروي... وهذا ما سيجعلنا نتأخر أكثر وأكثر في السنين المقبلة... طبـعا كلّ ذلـك إذا ما استمرت تلك الـقرارات (الفجائية) تصدر في كل موسم رياضي.

كثير من النقاط كانت سواء عبر الجماهير.. أو المدربين.. أو كما أسلفنا عن المنشآت وغيرها من النقاط ولكن كل ذلك ينصب تحت الدعم الحكومي للرياضة البحرينية فإذا انعدم الدعم الحكومي لاتحاد الكرة أو لخدمة الرياضة.. انعدمت الإنجازات، فلذلك ونحن كجماهير رياضية مازلنا نطالب بالدعم اللامحدود للأندية والمراكز الشبابية والتي جميعها تكون تحت قبة المؤسسة العامّة للشباب والرياضة (المؤسسة الحكومية الداعمة) وخصوصا أننا نرى أنّ التطوّر في الدول الأخرى يهدد رياضتنا ودورينا الكروي .

ركلة جزاء

تسعى الدول المجاورة إلى الارتقاء بسياستها الرياضية من خلال اللاعبين والمنشآت والإعلام بينما نحن نتبع سياسة (خلي المركب يمشي) وخصوصا أننا لا نرى تقدما ملموسا لكرتنا... فواقعنا مازال مريرا... وأصبحنا نترقب حلم التطوّر الكروي المحلي بين لحظه وأخرى... فمتى سيكون الفرج؟ لكي ترتقي الكرة البحرينية.

ميثم المنصور

العدد 2073 - الجمعة 09 مايو 2008م الموافق 03 جمادى الأولى 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً