العدد 2088 - السبت 24 مايو 2008م الموافق 18 جمادى الأولى 1429هـ

الإسرائيليون يتكلّمون مع حماس: إنه الدين في أحدث صوره

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

هناك يهود إسرائيليون يتكلمون مع حماس منذ سنوات عديدة، وخاصة الحاخام مناحم فرومان. الواقع أنه سيكون هناك يهود إسرائيليون، إسرائيليون وغير رسميين، يتكلمون ليس فقط مع حماس وإنما كذلك مع سورية وإيران، لو لم يكن البيت الأبيض يضغط عليهم ضد الحوار مع أعداء «إسرائيل». وهذا أمر لم يسبق له مثيل. طرف ثالث يفترض أنه يتوسّط من أجل السلام، يمنع طرفين من الحديث مع بعضهما بعضا.

يناقش محللو الاستخبارات الواعون على أعلى المستويات في «إسرائيل» في حسنات التفاوض وعملية تقديم عروض وعروض مضادة، ليس لأنهم ناشطون في مجال اللا عنف وإنما لأنهم واقعيون يسعون إلى سبيل أقل قدر ممكن من المقاومة نحو شرق أوسط مستقر وآمن. ولديهم كل نيّة بمواجهة التهديد العسكري من حماس وحزب الله وإيران، ولكن من خلال خليط ذكي من التوجهات ليس أقلها التفاوض. وهم يفهمون جيدا أنّ عرضا يقدَّم لعدو متأصّل ومتمكّن لا يعترف بوجودك ليس استسلاما وإنما هو اختبار. إنه اختبار سيضع ضغطا بنّاء على المتطرفين ليأتوا إلى الطاولة أو أنْ ينقسموا فيما بينهم. وهذه جميعها أخبار جيّدة للواقعيين.

هناك أيضا يهود إسرائيليون متدينون شحذوا مهاراتهم التفاوضية مع حماس عبر سنوات عديدة الآنَ. لقد وضع الحاخام فرومان مع خالد عمايرة، وهو صحافي من الخليل قريب من حماس، صيغة واقعية لوقف إطلاق النار، ولكنها مقبولة كذلك من قبل الإطار الديني الذي تنفرد حماس بإدارته. لم يكن ذلك وثيقة رسمية، ولكن تبعتها تصريحات مهمة أطلقها زعيم حماس خالد مشعل المقيم في سورية، تتعلق باهتمام باتفاقية بين حماس و»إسرائيل» بعدم استهداف المدنيين، الأمر الذي سيعني نهاية للعمليات الانتحارية. بالإضافة إلى ذلك فقد أدلى خالد مشعل بتصريح يبدو أنه يعترف بوجود «إسرائيل» داخل حدود العام 1967، الأمر الذي يبدو أنه يحقق شرطا رئيسيا للغرب لقبول حماس. قام مشعل بإعداد بيان يبدو أنه يوافق على قبول «إسرائيل» من قبل دول الغرب. هذه جميعها مؤشرات إيجابية.

وهذا هو سبب آخر لتبنٍّ عنيف لاتفاقية مع حماس تمنع حربا أخرى غير ضرورية أو انتشار الأعمال العدوانية.

وإليك مقتطفات من وثيقة وقف إطلاق النار أو الهدنة التي تظهر طريقا نحو توحيد سبيل ثقافي وواقعي بعيدا عن الحلول العنفية، إلى النزاع بين حماس و»إسرائيل». يجري تأطير النص باستشهاد تكرّم القرآن والكتاب المقدس.

الله عظيم، وهو وحده قادر على إيجاد حل للمشكلات التي تقف بين الشعب الفلسطيني النبيل وشعب «إسرائيل» في الأراضي المقدسة. الأمر ممكن، بناء على القانونينِ اليهودي والمسلم على حد سواء؛ لتقديم حلول تأتي بالعناية الإلهية لكل من الشعبين، حيث أن الرب المقدس خلع عليهما نعمة العيش في الأراضي المقدسة... انطلاقا من هذا المبدأ المفترض نسعى لوضع اتفاقية هدنة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بناء على ما تعلمناه من الأنبياء والرسل.

بحسب الاتفاقية، تقوم «إسرائيل» والسلطة الفلسطينية في غزّة والضفة الغربية بالالتزام بتحقيق ما يلي:

إنهاء وإلغاء العقوبات التي فرضت على قطاع غزّة بجميع أشكالها، فورا، بما فيها ما يلي: السماح بالروابط الاقتصادية الاعتيادية بين قطاع غزّة والعالم الخارجي، وهي تضم السماح بحرية الحركة والتنقّل، إدارة جميع مناطق العبور بين قطاع غزّة والعالم الخارجي، ومنها حرية الحركة وانسياب البضائع والخدمات من وإلى قطاع غزّة.

وتضم مهام الطرف الفلسطيني أنْ تتخذ السلطات في قطاع غزّة الخطوات الضرورية كافة لوضع نهاية كاملة لهجماتها ضد «إسرائيل»، وإيقاف جميع الهجمات، بصورة مفتوحة، وإطلاق الصواريخ ضد «إسرائيل»، وإيقاف الهجمات كافة ضد الجنوب الإسرائيلي والمدنيين، وإيقاف الهجمات والصواريخ الموجهة نحو جنود «إسرائيل» أو المدنيين، وإيقاف الهجمات الانتحارية الموجهة إلى الجنود أو المشاة الإسرائيليين.

ليس هدف عملية موازية لإرساء قواعد وقف لإطلاق النار إفشال العمليات العلمانية من التفاوض، غير مباشرة أكانت أو غير ذلك، وإنما بناء مناخ من الثقة وتفاهم لما يريده الأعداء من بعضهم بعضا. وسوف يقوّي هذا المعتدلين من حماس، مثل وزير الصحة، ويضعف الأصوات الأكثر تطرفا. وسوف يخلق تشويشا بين هؤلاء المقتنعين بأنّ اليهود و»إسرائيل» لن يقبلوا أبدا بحلول وسط. ومع نصر حزب الله في لبنان خلال الأيام الأخيرة، لا نستطيع ببساطة أنْ نتجاهل مجموعات كهذه بعد اليوم، إذا ارتأينا أنْ نخفف من تصعيد الاتجاهات الخطيرة في المنطقة. فهي حقائق على الأرض، وسوف تساعد الهدنة على تحييد جو الحرب الكاملة.

ليس الإسلام السياسي سمة غير قابلة للتفاوض في المنظر الشرق أوسطي في هذه الفترة. ولكن إفشال جاذبيتها العنفية من خلال متابعة وقف لإطلاق النار وتغيير كبير في حياة الفلسطينيين هو السبيل العقلاني الوحيد لأمن مشترك. يحترم هذا التوجّه أفراد الأحزاب الدينيون على جانبي الصراع، ويوفر كذلك سبيلا عمليا للخروج من دائرة العنف الحالية اللامتناهية.

* أستاذ بمنصب جيمس لاو بمعهد تحليل النزاع وحله بجامعة جورج ميسون، والمقال ينشر بالتعاون مع «كومن غراوند»

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 2088 - السبت 24 مايو 2008م الموافق 18 جمادى الأولى 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً