العدد 2088 - السبت 24 مايو 2008م الموافق 18 جمادى الأولى 1429هـ

بعيدا عن «الضوضاء»...قريبا من «القلوب»!

سعيد محمد saeed.mohd [at] alwasatnews.com

أكثر من لقاء وجلسة ومناقشة جمعتني مع بعض القراء والأصدقاء والمعارف على مدى الأسبوعين الماضيين، كان محورها الرئيسي: حال الجفاف العاطفي التي يعيشها أهل البحرين!حتى كدت أبصم بالعشر، أن بعض المتحدثين يبالغون كثيرا في تهويل الأمر، وخصوصا أننا بشر تربينا في مجتمع «عاطفي»من الأساس! حتى في تفكيره! لكن البعض لم يتفق معي في هذه النقطة معللين رأيهم بالقول أن غالبية الناس في المجتمع البحريني عاطفيين في التعامل مع القضايا التي تستوجب العقل، لكن في المواقف والحالات التي تستوجب العاطفة، وخصوصا في حدود الأسرة، فإن هناك قلة من الناس، تتمتع بهذه المقدرة.

أردت اليوم الحديث بشأن هذا الموضوع بعيدا عن ضوضاء مواضيعنا التي يشيب لها الرأس، لنقترب من القلوب قليلا.

ومن الطريف، أن أحد الأصدقاء طرح نقطة لافتة للنظر، فقد سألني :»ما رأيك في برنامج «سيرة الحب» الذي تقدمه فوزية الدريع في قناة الراي؟»، فقلت ببساطة :»يبدو لي أن 99.9 في المئة من نساء البحرين يتسمرن أمام الشاشة لمتابعة البرنامج»، وهنا قال: ألم أقل لك ان الناس أصبحت تبحث عما ينقذها من الجفاف العاطفي.

قبل فترة، اطلعت على دراسة مهمة اجرتها الباحثة زهرة اليامي في مركز الطب بمنطقة «أبها»، إذ كانت تصف المجتمع الخليجي بأنه من أكثر المجتمعات افتقارا للشعور العاطفي، وأرجعت الأسباب إلى النشأة الأسرية منذ الصغر، إذ يغفل الآباء والأمهات عن إشباع الطفل عاطفيا في بدايات عمره، إذ إن مرحلة ماقبل المدرسة للطفل تعتبر من أهم المراحل عمريا في إشباع الطفل عاطفيا من قبل الوالدين، فالحرمان يولّد جوعا عاطفيا حتى الكبر.

المذهل في توصيات زهرة اليامي، أنها طالبت مركز اجتماعي ونفسي في كل حي لتخفيف المشاكل الأسرية، ويساعد أيضا المجتمع على ظهور أجيال نافعة ومنتجة وواعية.

حسنا، لن يكون ذلك ممكنا في مجتمعنا الذي يضج بالكثير من القضايا التي تجعل أكثرنا في منأى عن التأثير العاطفية في الحياة الأسرية والإجتماعية، لكن لابد من الإعتراف بأن هناك بالفعل جفاف عاطفي في حياتنا اليومية نحن البحرينيين...ربما يرجع البعض السبب في ذلك الى صعوبة الحياة المعيشية واللهاث وراء لقمة العيش وضيق ذات اليد...وهذه أسباب معقولة!لكن لا ينبغي لها أن تجعل الكثير من الأسر تعيش في دوامة الأسى والحزن والإكتئاب، فذلك أخطر بكثير ما يجول في دواخلنا من ملفات وقضايا انشغلنا بها جميعا حتى جعلتنا نعود الى منازلنا محمولين بكم هائل من الهموم.

بإمكاننا أن نأخذ نفسا طويلا و...نزيح سحابات الهموم من على وجوهنا ووجوه أطفالنا وزوجاتنا...

إن الله مع الصابرين يا جماعة الخير.

إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"

العدد 2088 - السبت 24 مايو 2008م الموافق 18 جمادى الأولى 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً