العدد 2107 - الخميس 12 يونيو 2008م الموافق 07 جمادى الآخرة 1429هـ

القذافي والأخ أوباما!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في أول خطاب له منذ إعلان فوزه بترشيح الحزب الديمقراطي، أعلن المرشح باراك أوباما أن «السلام يخدم مصلحة أميركا وإسرائيل»، لكنه أضاف أن «أي دولة فلسطينية يجب أن تضمن أمن (إسرائيل)، وأن تبقي الدولة اليهودية وعاصمتها القدس، مدينة موحدة غير مقسمة».

بعض الصحف خرجت في اليوم التالي لتقول: «لقد أحبط أوباما العرب»، مع أن هذا الخطاب لم يكن جديدا ولا مستغربا من مرشح للرئاسة الأميركية، يسعى إلى نيل الدعم الصهيوني، وخصوصا أنه ألقاه أمام المؤتمر السنوي للجنة العامة الأميركية الإسرائيلية المعروفة باسم «إيباك»، وهو اللوبي الأكثر نفوذا في الولايات المتحدة.

الخطاب أثار الكثير من الانتقادات في الصحف العربية، والكثير من الاحباطات وخصوصا عند السلطة الفلسطينية، إلا أن أفضل ردٍّ جاء على لسان الزعيم الليبي معمر القذافي، الذي لم يكن ردا عاديا في مخاطبة شخص ربما ينتخبه الأميركيون لهم رئيسا بعد أشهر.

القذافي الذي خاطب أوباما بـ «الأخ الكيني»، وانتقد ما قاله بشدة، نعته بأنه «إمَّا جاهلٌ بشئون الشرق الأوسط، وإما أنه يكذب لإعطاء دفعة لحملته الانتخابية».

القذافي اختار أن يوجه انتقاداته الحادة لأوباما في حشد من أنصاره بقاعدة عسكرية أميركية سابقة على مشارف العاصمة الليبية (طرابلس)، في احتفال بالذكرى السنوية الثامنة والثلاثين لجلاء القوات الأميركية عن ليبيا.

القذافي البالغ 66 عاما، تخرَّج في الكلية العسكرية في بنغاري، ثم حصل على بعثة تدريبية إلى بريطانيا وعاد ليعمل في سلاح الإشارة، أما أوباما البالغ 47 عاما، فقد تخرج من جامعة كاليفورنيا، بعد حصوله على البكالوريوس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية.

الأول أبوه محمد بن عبدالسلام، من عائلة من الفلاحين، دخل عالم السياسة من باب الجيش، ليقود بلاده منذ العام 1969، كأصغر رئيس لمجلس قيادة الثورة. أما الثاني فهو ابن رجل كيني مسلم اسمه حسين، درس في جامعة هاواي، وتزوج فتاة أميركية بيضاء، وبعد انفصالهما انتقل الطفل (أوباما) مع أمه إلى إندونيسيا، حيث تزوجت طالبا هناك. ويعود لاحقا إلى أميركا وينتخب كأصغر أعضاء مجلس الشيوخ، وأول سيناتور أسود.

القذافي وجَّه عدة نصائح أبوية لأوباما الذي يصغره بنحو عشرين عاما، ولكن من المستبعد أن يستجيب لأي منها، مثل تبنِّي سياسة مؤيدة للشعوب الفقيرة والضعيفة مثل الفلسطينيين، وأن يكون صديقا لـ «الشعوب العربية الحرة»، وليس لـ «عملاء» واشنطن في العالم العربي المكروهين من شعوبهم بحسب تعبير القذافي.

الأهم من كل ذلك، هو اعتماد القذافي في انتقاداته هذه المرة على أسلوب التحليل النفسي، إذ حذر من أن «أوباما ربما يعاني من عقدة النقص لأنه أسود، وإذا انتخب رئيسا فإنه قد يتصرف بشكل أسوأ من البيض». وهي نبوءة لا تبشر بخير، وفأل سوء على منطقتنا وشعوبنا العربية إذا ما تحققت. نسأل الله أن يجنبنا جميعا شر هذا الأخ الكيني الأسمر.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2107 - الخميس 12 يونيو 2008م الموافق 07 جمادى الآخرة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً